اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
احاديث عن مدرسة أهل البيت -سلام الله عليهم- عما ورد في الوحدة.. وأسأل الله أن يوفقنا في التمسك بها، فهي تتطلب بعض جهاد النفس.. وأسأل الله أن يوفقكم في ما فيه الخير والصلاح، والثبات على نعمة الإسلام، وموالاة أهل البيت سلام الله عليهم.
قال أمير المؤمنين علي ():
«العزلة أفضل شيم الأكياس».
«في اعتزال أبناء الدنيا جماع الصلاح».
«الوصلة بالله في الانقطاع عن الناس».
«من انفرد عن الناس، أنس بالله سبحانه».
«لا سلامة لمن أكثر مخالطة الناس».
«ملازمة الخلوة دأب الصلحاء».
«سلامة الدين في اعتزال الناس».
«من اعتزل الناس سلم من شرّهم».
«مداومة الوحدة، أسلم من خلطة الناس».
«كان لقمان () يطيل الجلوس وحده، وكان يمرّ به مولاه فيقول: يا لقمان، إنّك تديم الجلوس وحدك، فلو جلست مع الناس كان آنس لك.. فيقول لقمان: إنّ طول الوحدة أفهم للفكرة، وطول الفكرة دليل على طريق الجنّة».
«من حديث الإمام الكاظم () لهشام بن حكم، قال (): الصبر على الوحدة علامة على قوّة العقل، فمن عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند الله، وكان الله أنيسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة، وغناه في العيلة ومعزّه من غير عشيرة».
قال الإمام الصادق (): «إن قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعل، فإنّ عليك في خروجك أن لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنّع ولا تداهن».
«كان شخص يبكي عند قبر النبيّ () فقيل له: ما يبكيك؟.. فقال: سمعت رسول الله () يقول: إنّ اليسير من الرياء شرك، وإنّ الله سحبّ الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى».
يقول الإمام العسكري (): «الوحشة من الناس على قدر الفطنة بهم».
قال الإمام الصادق (): «خالط الناس تخبرهم ، ومتى تخبرهم تقلّهم».
قال أمير المؤمنين (): «من عرف الله توحّد ، من عرف الناس تفرّد».
«ولمّـا سئل الإمام الصادق () عن علّة اعتزاله؟.. قال: فسد الزمان وتغيّر الإخوان، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد».
ولنا روايات كثيرة تمدح العزلة بشرطها، كما أنّ العرفاء حثّوا طلاّب السير والسلوك في بداية أمرهم على ذلك.
فقيل: ما اختار الخلوة على الصحبة، فينبغي أن يكون خالياً عن جميع الأذكار إلاّ ذكره، وعن جميع الإرادات إلاّ أمره، وعن جميع مطالبات النفس إلاّ حكمه.
الوحدة جليس الصديقين وأنيس الصادقين، ليكن خدنك الخلوة، وطعامك الجوع، وحديثك المناجاة، فإمّا أن تموت وإمّا أن تصل.
وكان بعض العارفين يصيح: الإفلاس الإفلاس!.. فقيل: وما الإفلاس؟.. قال: الاستيناس بالناس.
وقال الشيخ البهائي:
كـــن عن الناس جانبا وإرض بالله صاحبا
قــلب الناس كيف شئت تجـدهم عقاربا