الحلقة 12 - على مائدة السحر - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الشــعـر والأدب :. ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم صفوان بيضون حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431

إضافة رد
كاتب الموضوع صفوان بيضون مشاركات 0 الزيارات 1520 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 224
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431
افتراضي الحلقة 12 - على مائدة السحر
قديم بتاريخ : 28-May-2011 الساعة : 04:57 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


(12)
الإثنين : 23-8-2010
++++++++++++++++++++++++++++++++

أعزائي المشاهدين
السلام عليكم .
أخي الصائم أختي الصائمة : قبل أن نبدأ محطاتنا من برنامجكم الرمضاني اليومي " على مائدة السحر "
نرفع أيدينا لندعو بدعاء اليوم الثّالث عشر :
اَللّـهُمَّ طَهِّرْني فيهِ مِنَ الدَّنَسِ وَالاَْقْذارِ ، وَصَبِّرْني فيهِ عَلى كائِناتِ الاَْقْدارِ ، وَوَفِّقْني فيهِ لِلتُّقى وَصُحْبَةِ الاَْبْرارِ ، بِعَوْنِكَ يا قُرَّةَ عَيْنِ الْمَساكينَ .

نبدأ بالمحطة الاجتماعية الأسرية وعنوانها : علاقتنا بأهلنا .. هل تتغير بعد الزواج ؟
نتابع معكم هذه الانطباعات عن تغير العلاقة مع الأهل بعد الزواج .
- نضج :
" بعد الزواج أصبحت حسّاسة جدّاً في علاقتي مع أهلي" . هذا ما تصرّح به إحدى الأخوات بعد زواج ثلاثة عشر عاماً أثمر صبياً وبنتاً . وإذ تتحدّث لمياء عن التغييرات التي طرأت على علاقتها بأهلها منذ زواجها ، تقول : " هي تغييرات لابدّ منها ، لا ننتظرها لكنّها تحصل تلقائياً. وإضافة إلى كوني أصبحت حسّاسة جدّاً في كلّ الأمور الشخصيّة التي تربطني بأهلي ، بت أشعر بالخجل منهم ، وبالإنتماء أكثر فأكثر إلى بيتي الزوجي".
"لست منزعجة" ، تصرّح هذه الأخت لافتة إلى أنّ "هذه سنّة الحياة". أما أكثر ما يلفتها فهو "إحساسي بأنّ مسؤولية أهلي تجاهي خفّت كثيراً ، لأنّهم يدركون أني صرت مسؤولة من زوجي. وهم اليوم لا يحملون همّي كالسابق بل اطمأن بالهم عليَّ ، وعلى استقراري من خلال بناء أسرتي الخاصّة" . هذه التغييرات كلّها ، وفي رأي تلك الأخت "تصبّ في متانة علاقتي بأهلي التي قويت ونضجت إلى حدّ يريح الجميع".
- توازن:
التغيير الذي اجتمع عليه كثيرون ، يوافق عليه أحد الإخوة وهو (مدير شركة متزوج منذ اثنتي عشرة عاماً ولديه ثلاثة أولاد) موضحاً أنّ "حياة الرجل قبل الزواج هي غيرها بعد الزواج". ويشير إلى أنّ "هذا الإختلاف يشمل كل ظروفه وأموره ، لاسيما تلك المرتبطة بأهله وبإنتقاله من بيتهم إلى بيته الخاص" . بدءاً من موضوع الخضوع لقوانين الأهل ووصولاً إلى الخروج عن طوعهم ، يمرّ محمّد سريعاً ليتوقّف بتعليقه : "ليس سهلاً أن يطلق الأهل سراح ولدهم ، ومن الصعب أيضاً على الأخير أن يتحرّر نهائياً من سطوتهم . إلا أن ما يهمّ هو أن يحسن إقامة التوازن بين شتّى الأمور ، وأعني تلك القديمة والمستحدثة في حياته ، وهو أمر أعتبر أني نجحت في تطبيقه".
" لقد اختبرت في زواجي أهمية أهلي والدور الكبير الذي لعبوه في حياتي"، يتابع الأخ مدير الشركة ، ويختم كلامه بالقول : " أتمنّى أن أربّي أولادي بالطريقة نفسها التي تربيت عليها ، لأوفي الأهل القليل من حقّهم".
- عالم جديد:
في المقابل ، هل ينتظر الأهل فرحة أكبر من الفرحة ببناتهم وأولادهم ؟ "لا"، تؤكّد إحدى الأخوات وهي (سيدة منزل متزوجة منذ ثلاثين عاماً ولديها ابنتان) ، مشيرة إلى "تزويج الأبناء فرحتنا الكبيرة . لكن علاقتنا بهم تشهد تحفّظاً كبيراً ، ما إن يتزوجوا ويستقروا في بيوتهم" . ترسم هذه الأخت ابتسامة عريضة على ثغرها وتتابع قائلة : "لقد زوجت ابنتي وصارت هناك تحفظات في ما بيننا . ذلك أني لم أعد أستطيع أن أنتقدها مثل السابق ، ولا أوجّه لها الملاحظات ، لأنّها ستكون حسّاسة جدّاً ، ولن تقبل منّي الأمور كما كانت تفعل قبل الزواج .
فبالنسبة إليها ، هي استقلّت في حياتها ، ولا تريد تدخّلاً من أي طرف كان ، حتى منّي أنا ، على الرغم من كوني أُمّها " . " الأولاد قبل الزواج يلبسون ويأكلون ويخرجون بناء على رأي الوالدين وبإذن منهما " ، تتمتم مستمرة في حديثها ، وتقول : " لكن ، بعد الزواج يختلف الأمر وتتحوّل سلطاتنا القانونية والتشريعيّة والرقابية إلى سلطة استشارية لا أكثر ولا أقل ".
ترخي هذه الأخت بنظراتها إلى الأرض وتوضح : " ابنتي لا تتضايق إذا قدّمت لها نصيحة أو ملاحظة ، إنّما إحساسي كأُم يحثّني على عدم التدخل . وأعتقد أن أُمّهات كثيرات يشعرن مثلي تماماً " . وتضيف : " في كلّ الأحوال ، يعتبر أولادنا الزواج بمثابة العالم الجديد ، الذي عليهم أن يبنوه مع الشريك ، بالاعتماد على النفس ، والجهد الخاص والشخصي . ونحن كأهل ، ما علينا إلّا أن ندعو لهم بالتوفيق ". أمّا عن المشاعر التي تربط الأهل بأبنائهم بعد الزواج ، فتلفت الأخت إلى أنّها ، " قد تتغيّر نعم ، لأنّها تزيد أضعاف ما كانت عليه أيام كانوا في أحضاننا ".
- خبرة:
" الأبوة ليست حالة عابرة " ، يقول أحد الإخوة وهو (مصوّر فوتوغرافي متزوج منذ ثلاثين عاماً ولديه ولدان وبنت) " بل هي حالة دائمة ". يجلس جابر في مقعده ، يركّز باحثاً عن التغييرات التي طرأت على علاقته بأولاده الثلاثة بعد زواجهم ، يعترف ببحة حنان واضحة في الصوت ، يقول : " لقد قويت علاقتي بابنتي كثيراً بعد زواجها . ربّما لأني أخاف عليها جدّاً ، أو لأنّها بنت وتحتاج إلى سند من العائلة يحفظ لها الأمان والطمأنينة ، أكثر من حاجة ولديّ الآخرين إلى ذلك ". إلا أنّه يعود ليوضح أنّ " هذا لا يعني أن علاقتي بالشابين ليست قوية ، لكنّها ليست بقوة علاقتي بالبنت ". يبحث الأخ المصور من جديد في التغييرات التي يشعر بها ، فيقول : "سلطتي على أولادي تغيّرت ، وأمست فقط توجيهيّة وتعريفيه بأمور الخبرة التي أجهد ليكتسبوها ، وينقلوها بدورهم إلى أولادهم . وذلك من خلال الاستناد إلى التجارب والخبرات التي عشتها مع أُمّهم " . لا يشعر هذا الأخ بأي سوء جرّاء التحوّل في سلطته ، يفصح عن ذلك مؤكّداً : " يجب أن يتفهّم الأهل اتجاهات أولادهم الجديدة ، وأن يعوا أن حياتهم بعد الزواج بدأت في مكان خارج بيتهم ، مع أصدقائهم المتزوجين ربّما ، أو أقربائهم الجدد وغيرهم ..".
- صلة الرحم :
في تعليقه على الموضوع ، يشير أحد استشاري الطب النفسي إلى أنّ " علاقة الأولاد بأهلهم لا تنقطع بعد زواجهم ، لكنّهم يؤسّسون لحياة جديدة ". ويوضح أنّه " عندما قاس علماء النفس ضغوط الحياة ، وضعوا الزواج من ضمن الضغوطات التي سمّوها ". لماذا يعتبر الزواج من هذه الضغوط ؟ يجيب : " هو كذلك ببساطة ، لأنّ الأبناء حين يتركون أهلهم ليتزوّجوا ، ويؤسّسوا مؤسّستهم الزوجية الخاصة بهم مع شركاء حياتهم ، ينتقلون من الحياة اللطيفة الخالية من المعاناة ، إلى حياة المسؤولية ". ويشير مطر إلى أنّ " التغيير الثاني الذي يشعر به الأبناء عند زواجهم والذي يشكّل نوعاً من الضغوط عليهم أيضاً ، يكمن أنّ الزواج ، يؤسّس لعلاقة بين شخصين غريبين عن بعضهما في الطباع والثقافة ، وعليهما أن يتعاملا مع هذا الواقع ليلاً ونهاراً ، لأنّهما شريكان طوال العمر ". ويشير الدكتور إلى أنّ " التغييرات الأخرى تتطلّب من المتزوج الانتقال من ذاته الطفليّة إلى ذاته اليافعة والناضجة . فالعلاقة تتطلّب منه تطوير مهارات جديدة، هي مهارات العلاقة البينيّة والتي قد تكون موجودة أو غير موجودة عنده . وإضافة إلى ذلك ، عليه مواجهة أعباء الحياة الماديّة والإجتماعية ، تلبية لمتطلّبات النظام الذي يعيش فيه ، وتعايشا مع الآخرين لاسيما الأسر الأخرى ". وفي هذا الإطار ، ويلفت الدكتور إلى أنّ " الذي يتزوج وينفصل عن أهله ، لابدّ أن يشعر بالتغيير ، لأنّه أصبح عضواً مسؤولاً في ما يتعلّق بتطوير مجتمعه ، سواء أراد ذلك أم لم يرد ، على العكس من العازب الذي يكون في العادة خاضعاً لمسؤولية أهله ، وغير مُطالب بتحمُّل أي مسؤوليات تذكر . إلّا أنّ هذه المسؤوليات الجديدة تبقى بعد الزواج ، مسؤولية مشتركة بينه وبين أهله بواقع صلة الرحم ". وينبّه الدكتور مطر إلى أنّ " أغلبية الأهل يعاملون ولدهم المتزوج وكأنّه مازال عازباً يعيش معهم ، في حين أنّ العلاقة السليمة تشترط أن يقبل الأهل حقيقة أن ابنهم انفصل عنهم ، وأصبحت له حياته الخاصة ، وهذا شرط ضروري لكي يعتاد الولد الإعتماد على نفسه". ويضيف : " لذلك ، نربط التغييرات الحاصلة مع بعض الأسر ، بتركيبة الشخصيّة لأفراد العائلة ، وبتركيبة الأسرة أيضاً . فإذا سمحت التركيبة الأسرية للأبناء بأن يستقلّوا وينضجوا بعيداً عنهم ، نرى هؤلاء ينجحون ولا تتأثر مؤسّستهم الزوجية بأي تدخّل غير مرغوب ، والعكس صحيح ". ويختم الدكتور بنصيحة للأهل مفادها : " يجب عليكم تربية أولادكم على حسّ المسؤوليّة ، فهم شخصيات مستقلّة . من الضروري أن تقدّموا لهم العون والسند ، ولكن لا تخططوا حياتهم الزوجية ، لأنّها لهم وحدهم ".
- تحوّلات:
أمّا الدكتور وأستاذ علم الاجتماع ، فيحدّد في مداخلته ماهية الزواج في لغة الاجتماع ، لافتاً إلى أنّ " الزواج يمثّل خطوة من خطوات دورة الحياة ، كونه من شعائر المرور إليها . وهو يقوم على مجموعة تغيّرات تتناسب مع هذه الشعائر الخاصة ، وإلا بقيت حياته امتداداً متواصلاً عادياً ". " الزواج هو حالة تصاحبها مجموعة تحوّلات اجتماعية ونفسيّة وقانونيّة ". يتابع الدكتور قائلاً ، يضيف : " لكي يثبت الإنسان أنّه بدأ يمثّل هذه المكانة الإجتماعية الجديدة ، ينتقل إلى بيت جديد ، ويصبح له عنوان سكن جديد ، ويصير مسؤولاً عن زوجة وأولاد . كما تتولّد عنده مجموعة علاقات إجتماعية جديدة نتيجة المصاهرة ، ويكون هو أو هي في الوسط ، وبالتأكيد ، يكون لهذه العلاقة الجديدة صلة بأهله ولو أنّها في حقيقتها ، تخصّه هو وحده بصفة مباشرة ". " تحوّلات ما بعد الزواج " ، تتطلّب في رأي الدكتور " الكثير من الجهد والوقت والكلفة الإجتماعية والنفسية ، لكي تتحقّق بشكل مقبول ، إذا لم نقل بشكل مثالي . فبين أسرة الانتساب وأسرة الإنجاب نكتشف أنّه مع الوقت ، عن قصد أو عن غير قصد ، تخفّ العلاقة تدريجياً كلّما كبرت عائلة الإنجاب ". ويلاحظ الدكتور أنّ "مسؤوليات الزواج تزداد مع السنين ، خصوصاً حين تكثر متطلّبات الأسرة ، فيكون تحقيقها على حساب العلاقات التقليدية مع أسرة الانتساب ، كما أنّ للبعد الجغرافي بين الأهل والأولاد الدور السلبي في ذلك أيضاً . أمّا إذا كان الأهل تقليدين ، والزواج قبلي أو من القرية نفسها ، فالعلاقة لا تتأثّر إلّا بقدر ضئيل ومحدود ، نسبة إلى استمرارية العلاقات الإجتماعية والثقافية في المنطقة الواحدة ". من جهة ثانية ، يجد الدكتور أنّ عمليّة التحوّلات ترتكز على معادلتين : " معادلة التغيير ومعادلة الثبات ". ويشير إلى أنّ " المعادلة الأولى تقول إنّ التيار الصاعد في المجتمع العربي يتوجّه إلى بناء أسرة نووية ، تتصف بالإستقلاليّة الإقتصادية والجغرافية والإمكانية والإجتماعية إضافة إلى النفسية أيضاً . والإستقلالية في مفهومها العام ، نعني الإستقلال بأسلوب الحياة ، أي حرِّية اتخاذ القرارات الخاصة في الحياة في جميع المجالات .
أمّا معادلة الثبات ، فتدعو إلى كثرة التجاور ، والتوق الشديد إلى التواصل مع الأهل ، إلى حدّ أنّها في بعض الأحيان ، تخلق مشاكل جمّة بين الزوجين لإرتباط أحدهما بأهله بشدة ، الأمر الذي يفسد حياتهما الزوجية ".
وعلى هذا الصعيد ، يقول الدكتور إنّ " الإصرار على النظرة التقليدية لنمط الحياة الذي يجب أن تعيشه الأسر الممتدة على أنّها عائلة واحدة ، يقمع الإستقلالية والحرِّية ، للفرد المستقل ، لأنّ النظام التقليدي يتّجه إلى قمع الفردية المستقلّة بشكل عام . وهذا ما يميّزنا عن الأسر الغربية التي تربّي أولادها على مبدأ الإستقلال في حياتهم ".
في المقابل ، يشير الدكتور إلى دور الأولاد في المسألة ، حيث يلاحظ " أنّهم يرتبطون بالاحتياجات الإجتماعية والعاطفية لمؤسّسة الزواج . وعلى الرغم من ذلك ، عليهم أن يوفّقوا بين سلامة أسرتهم الإنجابية اقتصادياً ومعنوياً ونفسياً ، ويرضوا إلى حدّ ما أو بنسب مختلفة أسرتهم الانتسابية أيضاً ".

++++++++++++++++++++++

أترككم أيها المشاهدون الأعزاء مع الفقرة اليومية الرمضانية : " وقفة مع نهج البلاغة " .

++++++++++++++++++++++

الآن ننتقل إلى حل مسابقة اليوم .
سؤال اليوم : من هو الشخص الذي لقب بشيبة الحمد ولماذا ؟
والجواب الصحيح : لقب سيدنا عبد المطّلب بن هاشم : بشيبة الحمد لوجود شعرةٍ بيضاء في رأسه عند مولادته ، وأضيفت كلمة الحمد لكثرة محامده وأفعاله الحميدة .
الأسماء التي أجابت الإجابة الصحيحة هي :
من العراق : زهراء وسجاد من بابل – رحاب من النجف الأشرف – الشاب محمد – مكي من الكوت – مها وفاطمة من كربلاء المقدسة .
من السعودية : الطفلة فاطمة من صفوة وأم فاطمة – رقية من القطيف – سكينة من الأحساء - .
من الإمارات : منى من دبي .
ألف مبروك للإخوة والأخوات الذين دخلت أسماؤهم قرعة نهاية الشهر ، وحظاً طيباً لباقي المشاركين .
وإلى سؤال جديد من المسابقة الرمضانية في برنامجكم : " على مائدة الإفطار " قترقبوها .
++++++++++++++++++++++++++++
عبدالمطّلب: شيبة الحمد
ولادته، وتسميته، وطفولته
وُلد عبدالمطّلب جدّ النبيّ صلّى الله عليه وآله في يثرب ، وقد تُوفّي أبوه هاشم رضوان الله عليه في سفره وهو بعدُ لم يولد ، فلمّا اشتدّ بأمّه سلمى بنت عَمرو النجّاريّة الحمل وجاءها المخاض وهي لا تجد ألماً ، أسدلت سِترها، وكتمت أمرها، فبينما هي تعالج نفسها إذ نظرت إلى حجابٍ من نور قد ضُرِب عليها من البيت إلى عِنان السماء، وحَبَس الله عنها الشيطان الرجيم، فَولَدت عبدالمطّلب، ثمّ قامت من ساعتها وتولّت نفسها. ولمّا وضَعَته سطع مِن غُرّته نورٌ شعشعاني، وكان ذلك النورُ نورَ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان ما يزال ينتقل من أجداده إلى آبائه ليصل إليه.
وضَحِك عبدالمطّلب وتبسّم، فتعجّبت أُمّه سلمى من ذلك، ثمّ نظرت إليه فإذا هي بشعرةٍ بيضاء تلوح في رأسه، فقالت: نعم، أنت شيبةٌ كما سُمِّيت. ثمّ إنّها درَجَته في ثوبٍ من صوف، وقمّطته وهيّأته، ولم تُعْلِم به أحداً من قومها ـ كما أوصاها زوجها هاشم؛ إذ كان يخشى عليه من اليهود ـ، حتّى مضت له أيّام، فصارت تلاعبه ويَهشّ إليها حتّى كمل له شهر، فعلم الناس به، فلمّا كان له شهرانِ مشى، ولم يكن على اليهود أشدّ منه عداوةً وأكثر ضرراً، وكانوا إذا نظروا إليه امتلأوا غيظاً وكمداً؛ لِما يعلمون بما سيظهر منه.
وكانت أمّه، إذا ركبت ركب معها أبطال الأوس والخزرج، وكانت مُطاعةً بينهم، وكان إذا خرج يلعب يقف الناس مِن وله يفرحون به دون أولادهم. وكانت أمّه لا تأمن عليه أحداً، فلمّا تمّ له سبع سنين اشتدّ حَبلُه، وقويَ بأسُه، وتبيّن للناس فضله، وكان يحمل الشيء الثقيل، ويأخذ الصبيَّ ويصرعه، فلم يشكوه إلى أُمّه. ( بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 55:15 ـ 57 / ح 48 ـ عن: الأنوار لأبي الحسن البكري ).
عودته إلى مكّة
• قال أبو الحسن البكري: بَلَغَنا أنّ رجلاً من بني الحارث دخل يثرب في حاجةٍ له، فإذا هو بعبد المطّلب بن هاشم يلعب مع الصبيان قد غمرهم بنوره، فوقف الرجل ينظر إلى الصبيّ وهو يقول له: ما أسعدَ مَن أنت في ديارهم ساكن! وعبدالمطّلب يقول: أنا ابنُ زمزمَ والصَّفا، أنا ابنُ هاشم وكفى! فناداه الرجل: يا فتى، فأجاب وقال: ما تريد يا عمّ ؟ قال: ما اسمُك ؟ قال: شَيبةُ بنُ هاشم بنِ عبدِمَناف، مات أبي وجَفَوني عمومتي، وبَقِيتُ مع أُمّي وأخوالي، فمِن أين أقبلتَ يا عمّ ؟ قال: مِن مكّة، قال: وهل أنت متحمّلٌ منّي رسالة، ومتقلّدٌ لهم أمانة ؟ قال الحارث: وحقِّ أبي وابيك، إنّي فاعلٌ ما تأمرني به. قال: يا عمّ، إذا رجعتَ إلى بلدك سالماً، ورأيتَ بَني عبدمَناف فاقرأْهم عنّي السلامَ وقل لهم: إنّ معي رسالةَ غلامٍ يتيم، مات أبوه وجَفَوه عمومته. يا بَني عبدمناف، ما أسرَعَ ما نَسِيتُم وصيّةَ هاشم وضيّعتُم نسلَه، وإذا هَبَّت الريحُ تحمل روائحكم إليّ!
فبكى الرجل، واستوى على مطيّته وأرسل زمامها حتّى قَدِم مكّة، ولم يكن له همّةٌ إلاّ رسالة الغلام. ثمّ أتى مجلس بني عبدمناف فوجَدَهم جُلوساً، فأنعَمَهم صباحاً، وقال: يا أهل الفضل والأشراف، يا بَني عبدِمَناف، أراكم قد غَفَلتُم عن عزِّكم، وتركتُم مصباحكم يستضيء به غيرُكم! قالوا: وما ذلك ؟! فأخبرهم بوصيّة ابن أخيهم، فقالوا: وأيمُ اللهِ، ما ظَننّا أنّه صار إلى هذا الأمر، فقال لهم الرجل: واللهِ إنّه لَيَعجزُ الفصحاءُ عن فصاحتِه، ويعجز اللبيب عن خطابته، وإنّه لفصيحُ اللسان، جريُّ الجَنان، يتحيّر من كلامه اللبيب، فائقٌ على العلماء عاقلٌ أديب، إلى عقله الكفاية، وإلى جماله النهاية.
فقال عمّه المطّلب بن عبدمَناف:
أقسمتُ بالسَّلَفِ الماضينَ مِن مُضَرٍ
وهاشمِ الفاضلِ المشهورِ في الأُممِ
لأمضيَـنَّ إليـه الآنَ مجتـهـداً
وأقطعَنَّ إليـه البِيـدَ فـي الظُّلَـمِ
السيّدُ الماجدُ المشهورُ مِن مُضَـرٍ
نورُ الأنامِ وأهلِ البيـتِ والحَـرَمِ
فرحل إليه عمّه المطّلب وجاء به إلى مكّة في قصّةٍ ظريفة، فيها أنّ اليهود أحاطوا بهما يريدون قتل عبدالمطّلب، فقال لعمّه: يا عمّ، أنْزِلْني حتّى أُريك قدرةَ الله تعالى. فأنزله، فقصده القوم يريدون قتله لِما يعلمون أنّ منه سيكون النبيّ، فجثا عبدالمطّلب ـ وهو غلام ـ على الطريق وجعل يمرّغ وجهه في التراب ويدعو: يا رَبَّ الظَّلامِ الغامر والفَلَكِ الدائر، يا ربَّ السَّبْعِ الطِّباق يا مُقسِّمَ الأرزاق، أسألك بحقِّ الشفيع المشفَّع والنورِ المستودَع، أن تَردَّ عنّا كيدَ أعدائنا » .
فكانت النجاة منهم وهلاك عدوّهم. ( بحار الأنوار 57:15 ـ 64 )
كرامات.. ودلالات
كان عبدالمطّلب رضوان الله عليه ذا جلالةٍ ظاهرة، ومناقب وافرة، وآياتٍ باهرة، تظهر تلك من مشاهد عديدة ومواقف كثيرة.. منها: انحناء سرير أبرهة الحبشي لمّا دخل عليه عبدالمطّلب ( أمالي الشيخ الطوسي:68 ـ عنه: بحار الأنوار 160:15 / ح 91 )، ومنها: انفجار الماء تحت خُفّ راحلته في صحراء لا ماء فيها ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 465:3 ـ عنه: بحار الأنوار 169:15 ـ 170 )، ومنها: استجابة دعائه في ردّ جيش أبرهة، وتظهر فيها جلالته وكثرة إيقانه، حيث قال لبعض وُلده: اُعْلُ أبا قُبَيس فانظُرْ ماذا يأتي مِن قِبل البحر.. فيظهر أنّه كان عالماً بأن ستأتي الطير الأبابيل فتستأصل أصحاب أبرهة بن الصباح، وكان قد أخذ بحلقة البيت الحرام وهو يقول:
لا هُمَّ إنّ المرء منعُ رَحْلَهُ فامنَعْ رِحالَكْ
لا يَغْلِبَنَّ صليبُهم ومِحالُهم غَدْواً مِحالَكْ
إن كنتَ تارِكَهُم وكعبتَنا فأمرٌ ما بدا لَكْ
وقال رضوانُ الله عليه:
يا رَبِّ لا أرجو لهم سِواكا يا ربِّ فامنَعْ مِنهمُ حِماكـا
إنّ عَدوَّ البيتِ مَن عاداكـا إمنَعْهمُ أن يُخْرِبوا قُراكـا
وإذا بهاتفٍ يُسمَع صوته ولا يُرى شخصه وهو يقول له: قد أجبتُ دعوتَك، وبلغتَ مَسرّتَك؛ إكراماً للنور الذي في وجهك، فقال لمَن معه: أبشِروا؛ فإنّي رأيتُ النور الذي في وجهي قد علا، وإنّما كان ذلك كاشفاً لما طَرَقكم.. ( بحار الأنوار 65:15 ـ 74 و 141 و 159، الدرّ المنثور للسيوطي 394:6، النهاية لابن الأثير 332:4 )، كذلك ظهرت جلالة عبدالمطّلب من حفره بئر زمزم، بعد أن كان ذات يومٍ نائماً في حِجر إسماعيل، إذ أتاه آتٍ فقال له: احفُرْ طَيبة.. ( بحار الأنوار 74:15 ـ 75 و 163 ـ 164 / ح 95 ـ عن: الكافي 225:3 ـ 226 ).
ومن شرف سيرته سلام الله عليه أنّه كان يتنزّه عن المحرَّمات، ويعمل على هدى الشرائع الإلهيّة، حتّى جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قوله: « إنّ عبدالمطّلب كان لا يَستقسِم بالأزلام، ولا يَعبُد الأصنام، ولا يأكل ما ذُبِح على النُّصُب، ويقول: أنا على دِينِ أبي إبراهيم » ( مكارم الأخلاق لأبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي:440 )، وقوله صلّى الله عليه وآله: « إنّ عبدالمطّلب سَنَّ في الجاهليّة خمسَ سُنَنٍ أجراها الله عزّوجلّ له في الإسلام: حرَّمَ نساء الآباء على الأبناء، فأنزل الله عزّوجلّ: ولا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكمُ مِنَ النَِّساء [ سورة النساء:22 ]. ووجَدَ كنزاً فأخرج منه الخُمْسَ وتَصدّق به، فأنزل الله عزّوجلّ: وآعْلَمُوا أَنّما غَنِمتُم مِنْ شَيءٍ فأَنّ لِلهِ خُمُسَه [ سورة الأنفال:41 ]. ولمّا حَفَر زمزمَ سَمّاها سِقاية الحاجّ، فأنزل الله تبارك وتعالى: أجَعَلْتُم سِقايةَ الحاجِّ وعِمارةَ المسجدِ الحرامِ كَمَن آمَنَ باللهِ واليومِ الآخِر [ سورة التوبة:19 ]. وسَنّ في القتل مئةً مِن الإبل، فأجرى الله عزّوجلّ ذلك في الإسلام. ولم يكن للطواف عددٌ عند قريش، فسَنّ لهم عبدالمطّلب سبعةَ أشواط، فأجرى الله عزّوجلّ ذلك في الإسلام » ( مكارم الأخلاق:440 ).
أمّا عبادته عليه الرحمة والرضوان، فيذكرها لنا أمير المؤمنين عليٌّ قائلاً: « واللهِ ما عبَدَ أبي، ولا جَدّي عبدالمطّلب، ولا هاشمٌ ولا عبدُ مَنافٍ صَنَماً قطّ » فقيل له: فما كانوا يعبدون ؟
قال: كانوا يُصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به » ( كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق:174 / ح 32 ـ عنه: بحار الأنوار 144:15 / ح 76 ).
وكان لعبدالمطّلب دَورٌ تكميليّ لِما نهض به أبوه هاشم، في تأسيس رحلة الشتاء والصيف، والسفر إلى الشام وفلسطين ومصر، ومفاوضة رؤساء القبائل والملوك الذين تمرّ قوافل قريش التجارية عبر مناطقهم.
ولعبدالمطّلب أشعارٌ في الحكمة والأخلاق، منها ما رواه الشيخ الصدوق في ( عيون أخبار الرضا 177:2 / ح 5 ـ الباب 43 ) عن الريّان بن الصَّلت قال: أنشَدَني الرضا لعبدالمطّلب:
يَعيبُ الناسُ كلُّهـمُ زمانـاً وما لزمانِنا عَيـبٌ سِوانـا
نَعيبُ زمانَنا والعَيبُ فينـا ولو نطَقَ الزمانُ بنا هَجانا
وإنّ الذئبَ يتركُ لحمَ ذِئبٍ، ويأكلُ بعضُنا بعضاً عَيانا!
لَبِسْنا للخداعِ مُسوكَ طِيبٍ فويلٌ للغريـبِ إذا أتانـا!
شوقه للنبيّ وحبّه له
• رُوي عن أبي طالب رضوان الله عليه في ضمن حديثٍ له لدى تأييده لرسول الله صلّى الله عليه وآله ونصرته له، أنّه قال: ولقد كان أبي [ أي عبدالمطّلب رضي الله عنه ] يقرأ الكتاب جميعاً، ولقد قال: إنّ مِن صُلْبي لَنبيّاً، لَوَدِدتُ أنّي أدركتُ ذلك الزمانَ فآمنتُ به، فَمَن أدرَكَه مِن وُلدي فَلْيُؤمنْ به. ( بحار الأنوار 148:35 ).
حتّى إذا وُلِد رسول الله صلّى الله عليه وآله ضمّه عبدالمطّلب إلى كَنَفِه، وخصّه بحبّه ورعايته وخدمته، وكان يُكرمه ويُجلّه ويفضّله. قال ابن عبّاس: كان يُوضَع لعبدالمطّلب فِراشٌ في ظلّ الكعبة لا يجلس عليه أحدٌ إلاّ هو؛ إجلالاً له، وكان بنوه يجلسون حوله حتّى يخرج عبدالمطّلب، فكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يخرج وهو غلامٌ صبيٌّ فيجيء حتّى يجلس على الفراش، فيَعْظُم ذلك على أعمامه، ويأخذونه ليؤخّروه، فيقول لهم عبدالمطّلب إذا رأى ذلك منهم: دَعُوا آبني، فَوَالله إنّ له لَشأناً عظيماً! إنّي أرى أنّه سيأتي عليكم يومٌ وهو سيّدُكم، إنّي أرى غُرّتَه غُرّةً تَسُود الناس.
قال ابن عبّاس: ثمّ يحمله فيُجِلسُه معه، ويمسح ظهره ويقبّله ويقول: ما رأيتُ قُبلةً أطيب منه ولا أطهر قطّ، ولا جسداً ألينَ منه ولا أطيب. ثمّ يلتفت إلى أبي طالب فيقول له: يا ابا طالب، إنّ لهذا الغلام لَشأناً عظيماً، فاحفَظْه واستَمسِكْ به؛ فإنّه فردٌ وحيد، وكُنْ له كالأمّ، لا يَصِلْ إليه شيءٌ يكرهه.
ثمّ يحمله على عنقه فيطوف به أُسبوعاً ( أي سبعة أشواط ). ( بحار الأنوار 142:15 ـ 143 / ح 74 ـ عن: كمال الدين 173 / ح 29 ).
• وعن ابن عبّاس أيضاً: نادى شيخٌ على الكعبة: يا عبدَالمطّلب، إنّ حليمة امرأةٌ عربيّة، وقد فقدت أبناً آسمُه « محمّد »! فغضب عبدالمطّلب، وكان إذا غضب خاف الناس منه، فنادى: يا بني هاشم، ويا بني غالب، اركبوا فقد فُقِد محمّد. وحَلَف ألاّ ينزل حتّى يجد محمّداً ( صلّى الله عليه وآله ).. فسمع نداءً: إنّ الله لا يضيّع محمّداً، فقال: أين هو ؟! قال: في وادي فلان، تحت شجرة أمّ غيلان.. فلمّا وجده عبدالمطّلب حمله على عُنقه وطاف به حول الكعبة، وكانت النساء اجتمعن عند آمنة على مصيبته، فلمّا رآها تمسّك بها وما التفتَ إلى أحد. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 24:1 ).
وفاته رحمَه الله
وعلى فراش الوفاة.. ذكر الواقدي أنّ عبدالمطّلب غمّض عينَيه ثمّ فتحهما، فنظر قريشاً فقال: يا قوم، أليس حقّي عليكم واجباً ؟ فقالوا بأجمعهم: نَعَم، حقّك على الكبير والصغير واجب، فنِعمَ القائدُ ونعم السائق فينا كنت، فجزاك الله تعالى عنّا خيراً، وهَوَّن عليك سكرات الموت، وغفر لك ما سَلَف من ذنوبك. فقال لهم عبدالمطّلب: أُوصيكم بولدي محمّدِ بنِ عبدالله، فأحِلُّوه محلَّ الكرامة فيكم، وبِرُّوه ولا تَجفُوه، ولا تستقبلوه بما يكره. فقالوا بأجمعهم: قد سَمِعنا منك وأطعناك فيه. ( بحار الأنوار 153:15 / ح 80 ).
وأمّا وصيّته الخاصّة سلام الله عليه فقد أدّاها عبدالمطّلب إلى وَلَده أبي طالب وقد أدركته الوفاة، فبعث إليه والنبيّ صلّى الله عليه وآله على صدره وهو في غمرات الموت ويبكي، ثمّ يلتفت إلى أبي طالبٍ ويقول له: يا أبا طالب، أُنظُرْ أن تكون حافظاً لهذا الوحيدِ الذي لم يَشمَّ رائحةَ أبيه، ولم يَذُق شفقة أُمّه ( حيث تُوفّيت رضوان الله عليها وهو صغير السنّ ). انظُر يا أبا طالب أن يكون من جسدك بمنزلة كَبِدك، فإنّي تركتُ بَنيَّ كلَّهم وأوصيتُك به؛ لأنّك مِن أُمّ أبيه. يا أبا طالب، إن أدركتَ أيّامه فاعلَمْ أنّي كنتُ مِن أبصر الناس به وأعلَمِ الناس به، فإن استطعتَ أن تتبعه فافعل، وانصُرْه بلسانك ويدك ومالك؛ فإنّه ـ واللهِ ـ سيسودُكم ويملك ما لم يملك أحد من بني آبائي يا أبا طالب، ما أعلم أحداً من آبائك مات عنه أبوه على حال أبيه، ولا أُمّه على حال أُمّه، فاحفَظْه لوحدته، هل قَبِلتَ وصيّتي ؟
قال أبو طالب: نَعَم قد قبِلتُ واللهُ عَلَيَّ بذلك شهيد، فقال عبدالمطّلب: فَمُدَّ يدَك إليّ. فمدّ يده، فضرب بيده إلى يده، ثمّ قال عبدالمطّلب: الآن خُفِّف علَيَّ الموت.
ثمّ لم يَزَل عبدالمطّلب يُقبّل النبيَّ ويقول له: أشهدُ أنّي لم أُقبّل أحداً من وُلدي أطيبَ ريحاً منك، ولا أحسَنَ وجهاً منك.
قال ابن عبّاس في ختام روايته هذه : وكان عبدالمطّلب يتمنّى أن يكون قد بقيَ حتّى يُدرِك زمانه، فمات والنبيُّ ابن ثمان سنين، فضمّه أبو طالبٍ إلى نفسه لا يفارقه ساعةً من ليلٍ ولا نهار، وكان ينام معه حتّى بلغ لا يأتمن عليه أحداً. ( كمال الدين 172 / ح 29 ـ عنه: بحار الأنوار 143:15 ـ 144 / ح 74 )
وذكرت بعض المصادر أنّ عبدالمطّلب كان عاش مئةً وأربعين سنة، فأعطاه شيخٌ مهيب ضِغْثَ ريحان وقال له: شُمَّه، فلمّا شمّه مات، وكان الشيخ مَلَكَ الموت. وقد مشى النبيّ صلّى الله عليه وآله خلف جنازته وهو يبكي، حتّى دُفن رضوان الله عليه بالحَجُون.
ويُعرَف هذا الموضع بـ « المَعْلاة »، وفيه قبر أبي طالب وعبدمَناف وخديجة رضي الله عنهم أجمعين. ( سفينة البحار للشيخ عباس القمي 353:3 ).
وأمّا عن بَعثه رضوان الله عليه، فيذكر لنا الشيخ الكلينيّ في ( الكافي 447:1 / ح 22 ـ باب مولد النبيّ صلّى الله عليه وآله ) أنّ الإمام جعفر الصادق قال: « يُحشَر عبدُالمطّلب يومَ القيامةِ أُمّةً واحدة، عليه سِيماءُ الأنبياء وهيبةُ الملوك ».
مرثيّة
كتبها الشاعر المسيحي بولس سلامة ضمن مجموعته الشعريّة الملحميّة ( عيد الغدير ) فقال في عبدالمطّلب:
غَيّبَ القبرُ هاشماً فاستَضاءَتْ بابنهِ البدرِ مُقفِـراتُ التَّهائـمْ
( شيبةُ الحمدِ ) جاءَ سِرَّ أبيـهِ يستجيب العُلى، يَشُدّ الدعائـمْ
بيتُه الرَّحْبُ مَشْرَعٌ للأيامـى واليتامى، فمـا بِمكّـةَ صائـمْ
وتعالى حـولَ الأبـيِّ جـدارٌ مِن قلوبٍ، وفَيلَقٌ مِن أكـارمْ
شيبةَ الحمدِ في جبينِـكَ نُـورٌ شَيَّبَ المَفرِقَ الدَّجـيَّ الباسـمْ
وجهُك السَّمْحُ يَستَدِرُّ الهَوامي يومَ وجهُ السماءِ غَضْبَةُ صارمْ
إذ تُناديـك للصـلاةِ قريـشٌ فاعتلَيتَ الهِضابَ والقلبُ واجمْ
++++++++++++++++++++++
من قناة أهل البيت عليهم السّلام الفضائية أودعكم ، على أمل اللقاء بكم دائماً على مائدة المعرفة والفائدة والهداية والولاء .
نلقاكم على مائدة الإفطار إنشاء المولى .
طابت أوقاتكم ، ودمتم بخير ، والسلام عليكم .


آخر تعديل بواسطة صفوان بيضون ، 28-May-2011 الساعة 05:01 PM.

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc