اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الايام الاخيرة في حياة نبي الامة
تصريح هام قبل رحيل سيد الأنام بأيام .
عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب قال : أمرني رسول الله ان اخرج فأنادي في الناس :
ألا من ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة الله
ألا من توالى غير مواليه فعليه لعنة الله
ألا ومن سب أبويه فعليه لعنة الله .
قال علي : فخرجت فناديت في الناس كما امرني رسول الله , فقال الناس : هل لما ناديت من تفسير ؟
قلت : الله ورسوله أعلم .
قال : فقام جماعة من اصحاب النبي فدخلوا عليه فقالوا يا رسول الله , هل لما نادى علي من تفسير ؟
قال : نعم , امرته ان ينادي :
ألا من ظلم أجيراً أجره فعليه لعنة الله , والله يقول : ( قلا لا اسئلكم عليه اجراً الا المودة في القربى ) . فمن ظلم أجرنا فعليه لعنة الله .
وامرته ان ينادي : من توالى غير مواليه فعليه لعنة الله , والله يقول : ( النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم ) .. ومن كنت مولاه فعلي مولاه , فمن توالى غير علي وذريته فعليه لعنة الله .
وامرته ان ينادي : من سب أبويه فعليه لعنة الله , وانا أشهد الله وأُشهدكم اني وعلياً أبوا هذه الامة , فمن سبّ أحدنا فعليه لعنة الله .
قال الخبات بن الارتّ : كان هذا الحديث قبل ارتحال النبي من هذه الدنيا بتسعة عشر يوماً .
سر النبي :
وفي تفسير فرات الكوفي /394: (عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالساً عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)في مسجد الكوفة ، فأتاه رجل من بجيلة يكنى أبا خديجة ومعه ستون رجلاً من بجيلة ، فسلم وسلموا ، ثم جلس وجلسوا ، ثم إن أبا خديجة قال: يا أمير المؤمنين أعندك سرٌّ من أسرار رسول الله (ص) تحدثنا به؟ قال: نعم يا قنبر إئتني بالكتابة ففضها فإذا في أسفلها سليفة مثل ذنَب الفارة مكتوب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم . إن لعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من انتمى إلى غير مواليه ، ولعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من أحدث في الإسلام أو آوى محدثاً ، ولعنة الله على من ظلم أجيراً أجره ، ولعنة الله على من سرق منار الأرض وحدودها . يكلف يوم القيامة أن يجئ بذلك من سبع سماوات وسبع أرضين .
ثم التفت إلى الناس فقال: والله لو كلفت هذا دواب الأرض ما أطاقته . فقال له أبو خديجة: ولكن أهل البيت موالي كل مسلم فمن تولى غير مواليه؟ فقال: لست حيث ذهبت يا أبا خديجة ، ولكنا أهل البيت موالي كل مسلم ، فمن تولى غيرنا فعليه مثل ذلك ! يا أبا خديجة والأجير ليس بالدينار ولا بالدينارين ولا بالدرهم ولا بالدرهمين ، بل من ظلم رسول الله (ص) وسلم أجره في قرابته قال الله تعالى: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ، فمن ظلم رسول الله (ص) أجره في قرابته فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
وسائل الشعية الجزء 19