اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
القتل لنا عادة – ابني مسلم
وصل ابني مسلم (محمد وعبدالله)، بمعية الحسين ، ومع ضعينته إلى العراق. وبقيا معه حتى انتهت المعركة، بمقتله ومقتل اصحابه. وأمر الامام السجاد ، الاطفال والنساء بالفرار، عندما هجم القوم على الخيام يحرقونها على من فيها. ففرا مع من فر، وهاما على وجهيهما لا يعرفان اين يذهبان. وبعد رحيل الأسرى والنساء، عثر عليهما فأرسلا إلى عبيد الله بن زياد - عليه لعائن الله. فأمر بسجنهما والتضييق عليهما، في سجن الكوفه. وكان السجان يأتيهما كل يوم، بقرصين من شعير وكوز ماء.
تعجب من حالهما مع ضيق ماهم فيه، فلقد كانا في حال عبادة دائمة لله عز وجل. فسألهما: من أنتما؟ فقالا: نحن من عترة رسول الله (ص)، وأبناء مسلم بن عقيل (ع). وما أن سمع مقالتهما اخرجهما من السجن، وكان ذلك بعد مرور عام. فضلا يسيران في أحياء الكوفه، إلى أن أنهكهما التعب وجنهما الليل. انتهيا إلى دار عجوز، فقالا لها: إنا غلامان صغيران غريبان، غير خبيران بالطريق، فهل تضيفيننا هذه الليله؟ فقالت: فمن أنتما؟ فقالا: نحن من عترة نبيك ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد ومن القتل.
قالت: إن لي بعلا فاسقاً قد شهد واقعة الطف مع ابن زياد، وأتخوف أن يصيبكما فيقتلكما. قالا: اضيفينا سواد ليلتنا هذه، فآوتهما. ولما علم عبيد الله بن زياد - لعنة الله عليه - بهروبهما، بعث جلاوزته للتفتيش عنهما. وجعل ألف ديناراً، لمن يأتي برأس أحدهما، والفي دينار، لمن يأتيه برأسيهما. انطلقت الجلاوزة للتفتيش، وكان ختن زوجها من ضمنهم. ولما عجز وأسدل الليل ظلامه، ورجع إلى منزله، عثر على الغلامين. قال لهما: من أنتما؟ قالا له: ياشيخ إن نحن صدقناك فلنا الأمان؟ قال: نعم. لإاخبراه خبرهما.
فقال - عليه لعائن الله وهو فرحا مسرورا بالجائزة، متناسيا منهما وما هي قرابتهما من رسول الله (ص): من الموت هربتما وإلى الموت جئتما، فكتفهما حتى الصباح. وفي الصباح جاء بهما وبيده السيف، فقتل الطفلين البريئين، وهما يستغيثان الله ويلك اين أمانك، إن وعد الله حق. قتلهما دون أن تأخذه بهما وبصغر سنهما رأفة، على شاطىء الفرات بعد أن صليا ركعتين لوجه الله. رمى جثتيهما في الفرات، ووضع رأسيهما في جراب، وأتى بهما إلى عبيد الله بن زياد.
وانطلق مسلم بن عقيل (ع) إلى العراق، بأمر الإمام الحسين ابن علي ابن ابي طالب . سيده - وإمامه – وقائده. وصلها سفيراً – ومبعوثاً - ونائباً. ودخل الكوفة بعد استلام الإمام (ع)، الكتب والرسائل من أهلها، يدعونه فيها بالقدوم عليهم، طالبين النصرة على بني أميه. دون أن يداخله خوف على نفسه من الموت، أو يهزه غضب السلطة الاموية. بعد ما ضج الناس من جورهم وظلمهم، ولم يرو لهم ملجأ بعد مقتل أمير المؤمنين علي، وسم ولده الحسن عليهما السلام. إلا سبط رسول الله (ع) الباقي في الحياة الدنيا، وخليفته بالحق على وجه الأرض. لذا بايع ابن عقيل أكثر الناس، ولم يبقى له ألا دخوله قصر الأمارة، والامساك بزمام الأمور.
ولكن بنوا أميه انتبهوا لضعف أميرهم، وقلة حيلته في تدبير الامور. فأرسلوا إلى عبيدالله ابن زياد، ليأخذ مكانه ويتولى أمورهم هناك. فهو الأعرف بأمر أهل العراق، وكيفية التعامل معهم. فلقد كان من ضمن جيش الإمام أبي الحسن (علي) (ع)، وكما كان أبيه (زياد ابن أبيه) من قبل. فقتل - وسجن - ونفى كبار القوم، ورشا - واستمال إليه - من له رغبة في المال والمنصب. وأرهب وأرعب البقية الباقية، من الهمج الرعاع. حتى تفرقوا عن سفير ابي عبدالله (ع)، وأخذ بعضهم يثبط البعض الآخر. فتركوا قائدهم وأميرهم بالأمس القريب، فريداً طريداً يجول في سكك الكوفة لا يأويه أحد، ولا يعرف اين يذهب.
وقف على باب السيدة الكريمة (طوعة)، يسألها القليل من الماء، ليروي ضمأه. ولكنه لم يتحرك بعد ذلك، فاستغربت وقوفه على بابها، وهو غير محرم لها! فأخبرها من هو وكيف وصل إلى هذا الوضع، فآوته واكرمته إكراما لرسول الله (ص). فبقى طول ليلته في صلاة وعبادة، حتى اتى ابنها وعرف بوجوده. فذهب إلى ابن زياد ليخبره، واتت الخيالة والرجالة، لتتناوشه وتقبض عليه. فلم يستطع مسلم مقاومتهم، لكثرتهم وتفرقهم عليه، فاخذ مخفورا إلى عبيدالله – لعنة الله عليه. ومن ثم إلى أعلى القصر وقذف من فوقه، بعد قطع عنقه. لم يهرب أو يتوسل، فكيف باسد ابن اسود، يفعل ذلك! فحاله مشابه لحال عمه امير المؤمنين، وحال ابن عمه ابو محمد (الحسن) عليهما السلام. حينما خذلهما من حولهما، ولما يجدا من يعينهما.
كل ذلك تصديق لقوله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا). كأنما هذه الاية نزلت في حق مسلم ابن عقيل، وابنيه . فهاهو مسلم يقتل في سبيل ابي السجاد (ع)، وهو سبيل الله - وسبيل الحق - وسبيل الحرية، وهكذا ابنيه. فهذه العائلة الكريمة، ذهبت جميعها فداء، للانسانية جمعاء، دون أن تتغير أو تنحرف عن طريق الحق والاسلام. بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف - السعودية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يعز عليك يا سيدي يا رسول الله ما يصنع بعترتك وذريتك!!!
يعز عليك يا سيدي يا أبا الحسن!!!
يعز عليك يا سيدتي يا فاطمة!!!
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا...وقد مات عطشانا بشط فـــرات
إذن للطمت الخد فاطم عنده...وأجريت دمع العين في الوجنات.
مأجورين يا عزيزي.
شعاع المقامات.
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.