اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الوكيل
لم تدم فرحته بالمنصب الجديد، ولم يهنئ بالراتب المجزي، الذي اعتقد انه آخر السوء، والتعويض والمكافأة الكبيرة عن معاناته المرة، مع الشركة السابقة خلال السنوات الماضية.
فلم يمض عليه أكثر من شهر، حتى اخذ مسئوله يحتج عليه بعدم رؤية نتائج عمله. دون الجلوس معه ومناقشته، أو توجيهه ليضمن بقاءه داخل سياسة الشركة، خلا التوصية اليتيمة بكسر رقاب الموظفين.
فهو لم يقم بتدريبه، ولم يعين احد لتعريفه بالعمل، إلا ما قام به هو بنفسه، وكانت تدخل على قلبه السرور وتزيد من نشاطه وفاعليته، كطفل يحقق له والده احد أمانيه. كأنه يتوقع منه عصا النبي موسى(ع) في دحر سحر فرعون، أو معجزة النبي عيسى(ع) في علاج المرضى وإحياء الموتى?!
تحت الضغط النفسي الذي يعانيه من كثرة الإلحاح، كأنه يأمر بالخضوع لعملية جراحية حرجة، ذهب بقلب وجل لسوء ما يتوقعه: أرجو إمهالي ثلاثة اشهر فترة التدريب فقط.
مع اعتقاده باقتناع رئيسه بكلامه، بعد تعليقه العام، وابتسامته الصفراء الباهتة التي لم يفهم مغزاها: أنت بدأت العمل لدينا في شهر رمضان، صحيح!
ودون منحه فرصة لإنهاء شهره الثاني، أو النظر لما أنجزه خلال تلك الفترة القصيرة الماضية، والتأثير الذي تركه على الموظفين حوله، أرسل المدير وكيله هذه المرة ليؤدي عنه رسالته، التي لم يستطع إيصالها له مباشرة: الإدارة استغنت عن خدماتك.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف، السعودية