{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (آل عمران: 61).
كثيرة هي التشكيكات حول الآيات النازلة بحق أهل البيت (ع) كانت وما زالت تطلق وتروّج بين الحين والآخر من على منابر شتى؛ ضمن مساعٍ حثيثة ومغرضة لتضلل الناس عن المعنى الصحيح والمقصود من تلك الآيات، ويحاول هؤلاء المشككين أن يحرفوا الناس عن طريق الحق وعن أهله، ويلقوا بشبهاتهم الواهية على بسطاء الناس.. كاشفين بذلك عن حقدهم الدفين لآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) ولشيعتهم، ولكن... {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}...
فقد حاول بعض المخالفين أن ينكر وجود أحاديث في سبب نزول آية المباهلة في أهل البيت (ع) ، إذ يقول في تفسيره لآية المباهلة:
(الروايات متّفقة على أنّ النبيّ (ص) اختار للمباهلة عليّاً وفاطمة وولديهما، ويحمّلون كلمة «نساءنا» على فاطمة، وكلمة «أنفسنا» على عليّ فقط، ومصادر هذه الروايات شيعية، ومقصدهم منها معروف، وقد اجتهدوا في ترويجها ما استطاعوا حتّى راجت على كثير من أهل السنّة، ولكن واضعيها لم يحسنوا تطبيقها على الآية؛ فإن كلمة (نساءنا) لا يقولها العربي ويريد بها بنته، لا سيما إذا كان له أزواج، ولا يفهم هذا من لغتهم وأبعد من ذلك أن يراد بـ (أنفسنا) علي - عليه الرضوان - ... ) (تفسير المنار: 3 / 322) !!!!
ولكن {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً}... فبالرجوع إلى مصادر أهل السنّة الأصلية يتّضح أنّ الكثير من تلك الطرق لا تنتهي بالشيعة وبكتب الشيعة.. وإن إنكار هذه الأحاديث الواردة بطريق أهل السنّة، سوف يسقط سائر أحاديثهم وكتبهم من الاعتبار..
ومن المشاهير الذين نُقل عنهم التصريح بنزولها في أهل البيت (ع):
1- مسلم بن الحجاج النيسابوري، أحد أصحاب الصحاح الستة المعروفة التي يعتمدها أهل السنّة. المجلّد 7 ص 120 (طبعة محمّد علي صبيح- مصر).
2- أحمد بن حنبل في كتابه «المسند» ج 1 ص 185 (طبعة مصر).
3- الطبري في تفسيره المعروف: ج 3 ص 192 (المطبعة الميمنية- مصر).
4- الحاكم في كتابه «المستدرك» ج 3 ص 150 (طبعة حيدر آباد الدكن).
5- الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه «دلائل النبوة» ص 297 (طبعة حيدر آباد).
6- الواحديّ النيسابوري في كتابه «أسباب النزول» ص 74 (المطبعة الهندية- مصر).
7- الفخر الرازي في تفسيره المعروف، ج 8 ص 85 (المطبعة البهية- مصر).
8- ابن الأثير في كتابه «جامع الأصول» ج 9 ص 470 (مطبعة السنّة المحمدية- مصر).
9- ابن الجوزي في كتابه «تذكرة الخواص» ص 17 (طبعة النجف).
10- القاضي البيضاوي في تفسيره ج 2 ص 22 (مطبعة مصطفى محمّد- مصر).
11- الآلوسي في تفسيره «روح المعاني» ج 3 ص 167 (المطبعة المنيرية- مصر).
12- الطنطاوي في تفسيره المعروف «الجواهر» ج 2 ص 120 (مطبعة مصطفى البابي الحلبي- مصر).
13- الزمخشري في تفسيره «الكشّاف» ج 1 ص 193 (مطبعة مصطفى محمّد).
14- الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني في كتابه «الإصابة» ج 2 ص 503 (مطبعة مصطفى محمّد).
15- العلّامة القرطبي في كتابه «الجامع لأحكام القرآن» ج 3 ص 104 (طبعة مصر سنة 1936).