اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
زواج الكفؤ
الإمام علي () كان كفواً لفاطمة (سلام الله عليها) وفاطمة() كانت كفواً لعلي ()، كما ورد في الأحاديث:
قال الإمــــام الصـــادق:«لولا أن اللـــه خلق أمير المؤمنين () لم يكن لفاطمة كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه»(1).
وفي بعض الروايات تساويهما في الفضيلة(2) بعد الرسول ( وسلم).
وهما (عليهما السلام) في المعنويات قبل الإمامين الحسن والحسين(عليهما السلام)، وبعدهما الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وبعده الأئمة الثمانية (صلوات الله عليهم أجمعين).
هذه هي درجات الفضل حسب ما يستفاد من الروايات(3)، والعلم عند الله.
وبعد أن تزوج أمير المؤمنين () بكفؤه فاطمة (سلام الله عليها)، كانت أمامة حفيدة الرسول ( وسلم) زوجة له ()، وإن كان بينها وبين الإمام علي() بون شاسع.. فإنه() أفضل الخلق بعد رسول الله( وسلم).
وبعدها جاءت فاطمة أم البنين (سلام الله عليها)، ولها من الفضل والرفعة المعنوية ما لا يسعنا علمه، وإن كانت دون المعصوم () وحتى دون من لهم العصمة الصغرى كالسيدة زينب والسيدة المعصومة والسيدة نرجس (عليهنَّ الصلاة والسلام).
ومسألة الكفؤ من أهم ما يلزم ملاحظته في الزواج، والمقصود به ما بينته الروايات مثل :
« إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوِّجوه»(4).
والرسول الأعظم ( وسلم) حرّض كل رجل وامرأة بالزواج من الكفؤ الشرعي، باختيار كل واحد للآخر حسب الملاك المذكور(5)(ترضون خلقه ودينه) .
وهذه القاعدة تجري في الطرفين: الزوج بالنسبة إلى الزوجة، والزوجة بالنسبة إلى الزوج، وقد ذكرنا تفصيل الكلام عنه في بعض كتبنا(6).
فكانت أم البنين (سلام الله عليها) قد بلغت درجة من الفضل والكمال حيث رضي أمير المؤمنين () بخلقها ودينها، فأقدم على الزواج منها.. أما العكس فهو أوضح من أن يذكر.
لا يقال: كيف يحرّض الرسول ( وسلم) على ما تقدم وعلى البكارة، ثم لم يلتزم هو بما ذكره؟.
لأنه يقال: كان عمل الرسول ( وسلم) وفقا لقاعدة (الأهم والمهم)، ومن المعلوم أن تلك القاعدة مقدمة على غيرها ـ على ما ذكروه في الأصول ـ وقد أشرنا في (الفقه: كتاب النكاح) إلى وجه اختيار الرسول ( وسلم) أزواجه.
وكانت أم البنين (سلام الله عليها) في غاية الأدب والأخلاق، فقد قالت لعلي أمير المؤمنين ()، لا تسمني فاطمة!، لأن الحسن والحسين وزينب وام كلثوم () يتذكرون أمهم ويتأثرون بذلك، ولذا سمّاها () بـ (أم البنين) ـ على ما هي العادة عند العرب من الكنية ـ لا باعتبار الانطباق الخارجي، بل باعتبار الانتخاب، والله سبحانه رزقها أربعة أولاد (مثل بدور الدجى) فصاروا مفخرة البشرية إلى يوم القيامة.
توقيع mahdi_2000
آخر تعديل بواسطة جارية العترة ، 30-Nov-2011 الساعة 11:25 AM.
سبب آخر: ازالة الرمز