اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
منقذ البشرية
تقام أعياد الميلاد للكثير من الهمج الرعاع، وغثاء السيل. بدعوى مرور سنة كاملة، على أعياد ميلادهم السابقة. تقليداً للغرب في تقليعاتها، ومواكبة للتقدم والتطور المزعوم. رغم أنهم لم يقدموا للبشرية ما ينفعها، في ماضيها ولا حاضرها.
كما تقام الاحتفالات السنوية، للمطربين والمطربات. منها أعياداً لولاداتهم، وأخرى ذكرى لوفياتهم. كل ذلك تخليداً لذكراهم، ولما قدموه للإنسانية من إنجازات. وإذا نظرنا لتلك الإنجازات العظيمة، التي أجهدوا أنفسهم في إخراجها، لنقوم بتقييمها! فلا نجد إلا زيادة في الأرصدة المصرفية - والأشرطة الصوتية - والفيديو كلب. ولكنها لا تحمل أي فكر يغير حركة تاريخ الإنسان، ويبيض وجهه المسود بالمآسي والويلات!
وهناك من يحي ذكرى المخترعين والمكتشفين، لما قاموا به - وما قدموه من اختراعات - واكتشافات غيرت وجه العالم. رغم أن تلك الأعمال وتلك الإنجازات، إذا نظرنا إليها بشكل واقعي ومنطقي، لم تقدم للبشرية غير الرفاهية – والراحة المادية، التي خففت من همومها - وأعبائها. لكنها لم تأتي إليها بمفهوم جديد - أو فكر مكتشف، تشعر من خلاله بالأمان والطمأنينة.
ولكن إذا حللنا ودرسنا ولادة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم منطقياً، والفائدة التي لحقت بالإنسانية جراء تلك الولادة المباركة، لرئينا الكثير مما لا يحصى ولا يعد. ليس فقط بعد وصوله إلى دار الدنيا، وحتى قبل أن يستقر في رحم أمه الطاهرة (آمنة) . ولتدليل على ذلك نورد بعض من تلك الأمثلة، التي لا يمكن حصرها في هذه العجالة، وفي هذه المشاركة البسيطة.
فلقد قبل الله جل علاه توبة آدم ، بعد أن توسل بمحمد وآل محمد. وبشر بمولده (ص)، فزيد في حسنه سبعين ضعفا، بعد أن وجد مرارة الموت، فسري عنه بذلك. وبه وبآله، أرسى الله العلي الاعلى الفلك لنبيه نوح ومن معه. وبه وبآله، أنقذ الله النبي يوسف من الجب. كما انه دعوة النبي إبراهيم ، بعد أن رفع هو إسماعيل القواعد من البيت الحرام. فقال (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ). وهو بشارة نبي الله عيسى ، لبني إسرائيل حينما قال لهم (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ).
وما أرسل إلا رحمة للعالمين، ويوضح ذلك في خاطب الله تعالى إليه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ). كما إنه بعث هدى للعالمين كافة، ولم يختص بالعرب أو المسلمين كما في قول رب العالمين (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ). ولقد ألف الله به بين قلوب الأعراب الأجلاف، بعد أن طال صراعهم، وقتل بعضهم بعضا. فقال عز من قائل (لَو أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
كما انه (ص) أجهد نفسه وأتعبها، في هداية قومه ونصحهم. ولكنهم ومع علمهم بأنه الحق مما سمعوه على السن اليهود والنصارى، ضلوا على لجاجتهم وعنادهم. حتى قال بعضهم استخفافاً برسول الله (ص) (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ). فقال العلي الأعلى ليسري ويخفف عنه (لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ الله يَهْدِي مَن يَشَاء). فإذا كنا منصفين، ولأنفسنا محاسبين، ألا يستحق رسول البشرية ومنقذها، أن نحتفل بمولده. فهو نور وهداية بحد ذاته، كما قال هو عن نفسه وآله (كنا أنواراً محدقين بالعرش وآدم بين الماء والطين). وقال (ص) ليبين مدى فضله وآله ، على العالمين كافة (لولانا ما خلق الله السماوات والأرض)، وكيف لا يكون كذلك وهو خلقة الله وصنيعته.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف - السعودية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
مشكوووور عزيزي على هذه السطور الراااائعة
إلهي يوفقكم في خدمة آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين
نور الله طريقكم دنيا وآخرة
شعاع المقامات.
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.