اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
*عاشوراء مدرسة إعداد القادة*
09- حاجتنا إلى عاشوراء
يعتقد البعض أن الحسين(ع) بحاجة إلينا، لأحياء شعائره وإقامة مآتمه. ولولا نحن لانمحى ذكره من الوجود، ولضاعت جهوده أدراج الرياح. إذا كان هذا الكلام صحيحا، فمن حافظ على تلك الشعائر، وصانها من الضياع، حتى وصلت إلينا طرية نقية، كأنما سيد شباب أهل الجنة(ع) قد استشهد بالأمس القريب؟
لكن كما قال رسول الله(ص)(الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا). فأبا عبدالله إمام للأمة استلم الحكم، أو أحيل بينه وبينه. وان لم نقم نحن بالدور المناط بنا، لأحياء الشعائر الحسينية، فسيقوض الله من هو أفضل وأحق به منا، ليقوم بهذا الواجب ويتفانى فيه. قوم يحبهم الله ويحبونه، أذلة على المؤمنين، عزة على الكافرين، لا يخفون في الله لومة لائم.
كذا قيل عن الإمام المهدي عجل الله فرجه وسهل مخرجه. هل نحن ننتظره، لينصرنا على أعدائنا؟ أم هو ينتظرنا، لتكتمل عقولنا؟
لذا نحن بحاجة لعاشوراء لحفظ هويتنا وتأكيد انتمائنا، وبدونها لكنا كالمعزى التي لا راعي لها، تنتظر الذئب متى ينهشها. أو كركب سفينة يتقاذفهم الموج من كل مكان، ولا يهتدون لليابسة سبيلا.
خاصة في هذه الأيام التي كثرت فيها التوجهات والأهواء، واختلط فيها الحابل بالنابل، ولم يعد يعرف المحق من المسيء، وصعب تمييز الحق من الباطل. فلم يعد لنا إلا العودة إلى أبي عبدالله(ع)، لأنه سفينة النجاة، ومصباح الهدى.
وما نراه عند الآخرين ممن ليس له جهة إلهية يرجع إليها، أو قائد حق يقتدي به. فتراه يتخبط كمن يسير إلى سراب، لا يعرف لمن يلجأ. يكاد برق الباطل يخطف بصره، وإذا اظلم عليه أقام. فهو تارة إلى اليمين وأخرى إلى الشمال، مبتعدا عن الصراط المستقيم، صراط الذين انعم الله عليهم، من النبيين والشهداء والصديقين.
عند ذلك نعرف النعمة التي نحن فيها، والصحة التي ننعم بها، وهي تاج على رؤوسنا لا يراه إلا المرضى.
بقلم: حسين نوح مشامع بإشراف: الشيخ محمد محفوظ