اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الدور الرسالي للإمام السجاد(ع)
6- نتائج حركة الإمام الإعلامية
لم يشيد حكم سياسي، ولم تقم حركة مهما كانت أهدافها، منذ خلق الله البسيطة إلى يومنا هذا، إلا ولها وسائل إعلامية تنشر أفكارها، وتدافع عنها. وكل زمان له وسائله وطرقه المختلفة. فلا يعقل أن تكون تلك الوسائل وتلك الإمكانات وجدت عبثا، بل هناك أهدافا يراد الوصول إليها.
كذا كان وجود كل من الإمام السجاد(ع)، وعمته الحوراء زينب، وألئك الأطفال الذين فر بعض منهم على وجهه في الصحراء مذعورا، على ارض كربلاء. ووجود أبو محمد(ع) مع كونه عليلا، لم يستطع الدفاع عن والده الشهيد. وترك زينب لزوجها في المدينة، وذهابها مع أبنائها ليستشهدوا مع خالهم الحسين. وبقاء الإمام(ع) وعمته على قيد الحياة، لم يستشهدا ولم يقتلا. وكانا ضمن الركب الذاهب إلى الكوفة، ثم إلى الشام.
ومقابلتهما لطاغية العراق آن ذاك، عبيدالله بن زياد. وطاغية الشام بعدها، يزيد بن معاوية. وإلقائهما تلك الخطب النارية، التي ذرفت لها العيون والتهبت لها القلوب. وكذلك ما قام به الإمام السجاد(ع) خلال مدة إمامته، منذ يوم عاشوراء إلى يوم استشهاده مسموما. فلابد أن يكون من وراءه أهداف سامية، قدمت من اجله كل تلك التضحيات والقرابين.
فما نرى حولنا اليوم وفي جميع أنحاء العالم، من إظهار الجانب المأساوي لواقعة الطف، رغم البطش والقهر والتنكيل بأتباع أهل البيت(ع)، في محاولة يائسة لطمس معالم الشعائر الحسينية، وإيقاف المناحة على أبي عبدالله(ع).
ولكن المصيبة بقيت راسخة في ضمير الاجيال، ولم تنسى ولا تخمد. ومشتعلة في أفئدة المؤمنين المخلصين، تستثير فيهم حوافز الخير والفضيلة، وتدعوهم إلى الاجتهاد والإيثار، ليكونوا أبدا جنودا للحق، يدافعون عنه بكل ما أتوا من قوة. رافعين يد الضراعة إلى الله، أن يكونوا من أنصار الإمام المهدي(ع) وجنوده وأعوانه. حاملين رسالة الكلمة، التي هدمت جدار الصمت والتردد والخوف، والتي حملها قبلهم أهل البيت(ع) إمام بعد إمام. فهذا كله نتيجة تلك الحركة المباركة لمن شهدوا معركة الطف.
بقلم: حسين نوح مشامع
إشراف: الشيخ محمد المحفوظ