اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الإمام الرضا(ع)-1- أسماء وألقاب
عندما نستعرض أسماء بعض العائلات، نرى إنها مشتقة في العام الأغلب من أسماء مهن موجودة أو مندثرة في مجتمعها. ويحتمل أن تلك العائلات قد مارست تلك المهن في وقت ما من الزمان، ولسبب أو لآخر تركتها، ولم يعد يربطها بها إلا الاسم.
وعلى العكس من ذلك تقابلنا بعض الأسماء، التي لا يعلم ما هو المعيار والميزان في اختيارها، لعدم وجود رابط يدل على أن هذا الاسم يمثل ذلك الإنسان ويميزه عن غيره. وعندما نسمعها تغمرنا السعادة والفرحة، وما إن نعاين أو نعاشر أصحابها، يصيبنا الإحباط والخيبة، لعدم وجود تطابق وترابط بينها وبين أصحابها، ولعدم سعي أصحابها لزرع تلك الملكة في أنفسهم. كما قيل(إذا لم تدمع عينك لمصاب الحسين(ع) فتباك). وهذه الأسماء كثيرة متداولة في.
وعلى عكس من ذلك أسماء وألقاب هل البيت(ع)، فإنها تدل عليهم وترتبط بهم. وبما إننا على الأبواب لاستقبال وفاة الإمام علي بن موسى الرضا(ع)، فسوف يدور حديثنا حوله. فالإمام أبو محمد(ع) لقب بالرضا، حتى أن هذا اللقب بقي متوارثا لمن جاء بعده من الأئمة، وسموا بأبناء الرضا.
ترى لماذا لقب الإمام بهذا؟
هناك عدة أقوال يذكرها المؤرخون، ويجملها الحديث التالي. جاء عن البزنطي:
قلت لأبي جعفر محمد(الجواد) بن علي بن موسى(ع): إن قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده؟
ﻓﻘﺎﻝ: بل كذبوا والله وفجروا، بل الله تبارك وتعالى سماه بالرضا، لأنه كان رضي لله عز وجل في سمائه، ورضي لرسوله والأئمة بعده في أرضه.
فقلت له: ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين رضي لله عز وجل ولرسوله والأئمة بعده؟
فقال: بلى.
فقلت: فلم سمي أبوك من بينهم الرضا؟
قال: لأنه رضي به المخالفون من أعدائه، كما رضي به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه(ع) فلذلك سمي من بينهم الرضا(1)
وبهذا الحديث ينفي الإمام الجواد(ع) أن يكون المأمون من أسمى أباه بالرضا، لأنه اختاره لولاية العهد. ثم فصل قائلا انه مرضى عنه من قبل الله والرسول والأئمة من بعده كما هو حال بقية الأئمة(ع). ولكن للإمام علي الرضا(ع) ميزة تفرد بها عن آبائه وأبنائه(ع)، وكونه مرضي عنه، من قبل من يواليه ويحبه، كذلك من قبل من يخالفه.
(1) عيون أخبار الرضا، موقع الميزان.
بقلم: حسين نوح مشامع