اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الإمام الرضا(ع)-2- اختيار الشريك
كثرة المشاكل الأسرية، خاصة بين المتزوجين حديثا، حتى أصبحت من الهموم التي تثقل كاهل المجتمعات. فانبرى المتخصصون والباحثون الاجتماعيون في محاولة جادة لمعرفة الأسباب التي تكمن وراء هذه المشاكل، في محاولة لمساعدة هذه الزيجات لتخطي العقبات التي تقف وراء هدم حياتهم الزوجية السعيدة. فوضعت البرامج وعقدت الندوات وفصول التدريب، لتعليم الزوجين كيفية التعايش وحل مشاكلهما.
ورغم التراث العظيم الذي حفظه لنا أهل البيت(ع) وتلامذتهم، ولم يغادروا كبيرة ولا صغيرة في حياتنا، إلا وتطرقوا لها ووضعوا لها حلا.
لكن وان أبدينا المحبة لأهل البيت(ع)، والتمسك بمذهبهم، فقد تأثرنا كثيرا بالوضع العام المتدهور الذي اجتاح العالم الإسلامي. فعلينا العمل لمعرفة طريق المستقيم الذي يعود بنا إلى نهجهم.
وهنا احد الأحاديث الكثيرة، التي تبين طريقة أهل البيت، في استخدام العلاج الاحترازي، لتفادي أي مشاكل مستقبلية.
فلقد اشترت حميدة المصفاة وهي أم أبي الحسن موسى بن جعفر(ع)، وكانت من أشراف العجم، جارية مولدة وأسمها تكتم، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة، حتى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالا لها. فقالت لابنها موسى(ع): يا بني إن تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها، ولست أشك أن الله تعالى سيطهر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتها لك، فاستوص بها خيرا. فلما ولدت له الرضا(ع) سماها الطاهرة. فكان الرضا(ع) يرتضع كثيرا، وكان تام الخلقة.
فقالت: أعينوني بمرضعة.
فقيل لها: أنقص الدر؟
فقالت: لا أكذب، والله ما نقص، ولكن علي ورد من صلاتي وتسبيحي وقد نقص منذ ولدت(1).
يستشف من هذا الحديث الطريقة التي يختار بها الأئمة(ع) نسائهم، ولمن سوف تكون حضنا ورحما لأبنائهم. وأنهم لا يفرقون بين الأجناس البشرية، حتى وان كانوا ملك اليمين، إذا توفر فيها الفضل والعقل والدين والأخلاق الحميدة. وصدق جده رسول الله(ص) القائل: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك(2).
(1)موقع الميزان - موسوعة الإمام الرضا - أحوال أم الإمام. (2) منتدى نهر الاسلامي.
بقلم: حسين نوح مشامع