بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين ، محمد واله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين ، الى قيام يوم الدين .
عندما تشرفنا بحج بيت الله الحرام وذهبنا لزيارة حضرة مقام الرسول الاعظم
، وبطبيعة الحال منعنا من الاقتراب من ضريحه المقدس ، وكانت شياطين امية جاهزة لتكيل لنا الفاظ ( كافر - مشرك - وثني ) والى مالاحصر له من مصطلحات .
واليك دليل جواز زيارة قبور الناس العاديين فضلا عن الصالحين فضلا عن روضة النبي
، من كتبهم .
قال تعالى : (( ولا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون )) سورة التوبة اية 84
وواضح هنا ان النهي وقع على الصلاة على الميت المنافق مع قوله ( ابدا ) وحرمة زيارة قبره ، واما الميت المؤمن فلادلالة لها على التحريم ، لو لم نقل بدلالتها على الجواز والاباحة ، هذا من الناحية القرآنية
واما من الناحية الروائية والاحاديث الواردة عن الرسول ص فهي كثيرة جدا من كتب اهل السنة سيما صحاحهم المعتمدة اذكر مثالان منها فقط لأجل الاختصار ولتعم الفائدة :
الاول : عن النبي
: (( قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر بالآخرة )) رواه الترمذي وصححه ، والنسائي وابن ماجه والإمام أحمد
الثاني : عن أبي هريرة قال : (( زار النبي
قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، فقال : استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر بالموت )) رواه مسلم
قال النووي عن هذا الحديث : يوجد في كثير من الاصول ... رواه ابو داوود في سننه .... ورواه النسائي .... ورواه ابن ماجة ... وهؤولاء كلهم ثقات فهو حديث صحيح بلا شك ) انتهى كلام النووي
وماعساني بعد هذا ان اجيب من ينعتني بالشرك والكفر عندما ادخل الى حرم الرسول
واحاول الزيارة .
واود الاشارة الى ان اهل السنة يقولون بكفر والدي الرسول ص ( والعياذ بالله ) والى هذا يشير الحديث الثاني الذي نقلته حيث لم يؤذن للرسول بالاستغفار لامه ، وهنا اود الاشارة الى ان هذا الحديث يخالف نص الاية التي افتتحت بها الكلام لانها تحرم الصلاة والزيارة .
وبالامكان ضم الاية الى رواية زيارة الرسول ص لقبر والدته السيدة امنة ( رض ) والاستدلال على ايمان والدة الرسول ص وعلى كل هذه مسألة يطول بحثها ارجع اليها في موضوع اخر ان شاء الله تعالى .
ملاحظة : ( لأجل أمانة النقل ) تصرفت بلفظ الحديث بإضافة كلمة ( وآله ) عند ذكر النبي ، لأن لحديث مذكور فيه الصلاة على النبي بدون ( الآل ) مع أنهم يروون ( لاتصلوا عليّ الصلاة البتراء )
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم .
والحمد لله رب العالمين .
أسألكم الدعاء