اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
محنة الإمام الكاظم
ترك رسول الله محمد بن عبد الله(ص) ارض صباه ومسقط رأسه مكة المكرمة، بعد أن وافت المنية المدافع والمحامي عنه عمه أبو طالب(رض)، وبعد أن أخذت قريش في التضييق عليه وعلى أصحابه. فهاجر إلى المدينة المنورة مرغما، مكونا دولته الإسلامية هناك. ومع ذلك لم تكتفي قريش بخروجه من بينها، فواصلت أذاها له وهو بعيدا عنها.
وها هو الإمام أبو محمد الحسن بن علي(ع)، قد ابتلي بأمة متخاذلة، لم تستطع الصمود أمام طاغية الشام، المتمكن ماديا وعسكريا. كما قال لهم والده أمير المؤمنين(ع) من قبل (فإذا كنتم من الحر والقر تفرون، فأنتم والله من السيف أفر). فأضطر مرغما إلى المهادنة والصلح معه، حتى يتمكن من تربية وتنظيم صفوف المعارضة، التي قامت بعد ذلك بإسقاط دولة بني أمية.
والإمام موسى بن جعفر الكاظم(ع) لم يكن أقل بلاء ممن سبقه من أبائه. فبعد تولي العباسيون مقاليد الحكم، ضيقوا الخناق على بني هاشم والشيعة عامة، وعلى الأمام(ع) خاصة. وازداد التضييق عليه أيام الخليفة هارون، رغم قوة المعارضة الشيعية، وتغلغلها داخل قطاعات الدولة.
ويرجع ذلك إلى تناقل الأوساط الشيعية حديث أهل البيت(ع) الذي مفاده عن أبي جعفر(ع) قال: ( سابعنا قائمنا إن شاء اللـه)(1). لكن ولفرحتهم بالخبر لم يكتفوا بتداوله بينهم، حتى أذاعوه في وسط العامة، فوصل إلى آذان الدولة.
فقرر هارون عندها الانتقام والتخلص من الإمام(ع)، ولكن لقوة الحضور الشيعي كما أسلفنا، لم يتمكن من ذلك علنا. فأخذ ينقله من سجن لآخر، حتى وجد من يستعمله ويدس له السم.
(1)الإمــام الكـاظــم (ع) قدوة وأسوة
الفصل الثاني:الإمــام وعصــره
لآية الله السيد محمد تقي المدرسي
بقلم: حسين نوح مشامع