اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
في مثل هذه اللّيلة تتأجّج النار في قلوبنا فوق تأجّجها ونحن نذكر مصيبة المعصومة سلام الله عليها ...
هذه المظلومة التي عاشت ألم فراقين ...
الفراق الأوّل عن أبوها الإمام الكاظم حيث شعرت بالحزن الشديد على فقده. وكان عمر السيدة المعصومة حينذاك أقل من عشر سنوات، وكانت تحترق لفراق أبيها وتطيل البكاء عليه.
الفراق الثاني فراقها عن الإمام الرضا الرؤوف بعد أن أجبر المأمون العباسي الإمام علي الرضا على الحضور إلى مرو مكان إقامته ومغادرته المدينة انتهت اللحظات السعيدة في حياة السيدة فاطمة المعصومة
في العاشر من ربيع الثاني 201 للهجرة إستشهدت السيدة المعصومة دون أن ترى أخاها الحبيب السلطان الرؤوف ودمعة عينها وغم فؤادها لم تسكن ولم تنقضِ لفراقه.
في بعض الأخبار سبب شهادتها أنها قد دُسّ السّم إليها في « ساوة » (1) .
أمر موسى بن خزرج بتغسيلها وتكفينها ، وحملوها إلى مقبرة « بابلان » ووضعوها على سرداب حفر لها ، فاختلفوا في من ينزلها إلى السرداب .
ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له « قادر » فلمّا بعثوا إليه رأوا راكبين مقبلين من جانب الرملة وعليهما لثام ، فلما قربا من الجنازة نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ، ودفناها فيه ، ثم خرجا ولم يكلما أحدا ، وركبا وذهبا ولم يدر أحد من هما (2) .
واللّبيب والمتأمّل يعرف أنّ اللّذين حضرا لدفنها الإمام الرضا والإمام الجواد سلام الله عليها
(1) الحياة السياسية للإمام الرضا : ص 428 ، عن قيام سادات علوي : ص 168 .
(2) ترجمة تاريخ قم : ص 213 و214 .
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
في هذه اللّيلة بقلب منكسر العزاء كلّ العزاء لمولاي السلطان الرؤوف بأخته المعصومة سلام الله عليها ...
مولاي يا أيّها الضامن أقول قلوبنا ذائبة على فراقك والبعد عنك ...
غرباء يا مولاي بعيداً عن جنّتك ..
أقسم عليك بحرقة السيدة المعصومة على فراقك أن تطفىء إحتراق شوقنا بدعوة قريبة من كرمك وعطفك وحقّ إسم فاطمة يا مولاي لا تردّني وأنت الكريم ....
عظم الله لك الأجر مولاي يا صاحب الزّمان بشهادة عمّتك المعصومة سلام الله عليها
لا تنسونا من صالح دعائكم
يـــــ زهراء ــــــا مـــــــــدد
توقيع عبـد الرضا
أفصبراً يا صاحب الأمر والخطب جليل يذيب قلب الصّبور
كيف من بعد حمرة العين منها تهنى بطرفٍ قرير !!
فإبكِ لها وإزفر لها فإنّ عداها منعوها من البكاء والزّفير !