اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
( كاني بك ياكوفه تمدين مد الاديم العكاظي تعركين بالنوازل وتركبين بالزلازل واني لا علم انه ما اراد بك جبار سوءا الا ابتلاه الله بشاغل ورماه بقاتل ) ان هذا الكلام من جملة ما اخبر به من المغيبات فقد بين فيه حال الكوفه وحال اهلها وتجاذب ايدي الظالمين وتسلطهم عليهم بالظلم والعدوان 0 قوله ( كاني بك ياكوفه ) اشارة الى ان المخبر به لا محالة واقع ووقوعه شاهد بعين اليقين وقوله ( تمدين مد الاديم العكاظي ) وجه الشبه شدة ما يقع باهلها من الظلم والبلاء كما ان الاديم العكاظي مستحكم الدباغ شديد المد وقوله ( تعرطين بالنوازل وتركبين بالزلازل ) اراد بهما الشدائد والمصائب التي نزلت باهل الكوفه والظلم والبلايا التي حلت بها واوجبت اضطراب اهلها وهي كثيرة مذكورة في كتب السير والتاريخ 0 وقوله ( واني لاعلم انه ما اراد بك جبار سوءا ) اشارة الى تحقيق وقوع المخبر به يعني انه معلوم بعلم اليقين انه ما اراد بك جبار سوءا الا ابتلاه الله بشاغل ورماه بقاتل 0 قال ابن ابي الحديد المعتزلي فاما ماهم به الملوك وارباب السلطان فيها من السوء ودفاع الله تعالى عنها فكثير قال المنصور لجعفر بن محمد الصادق اني قد هممت ان ابعث الى الكوفه من ينقض منازلها ويجمر نخلها ويستصفي اموالها ويقتل اهل الريبة منها فاشر علي 0 فقال الامام ان المرء ليقتدي بسلفه ولك اسلاف ثلاثة سليمان النبي اعطي فشكر وايوب ابتلي فصبر ويوسف قدر فغفر فاقتد بايهم شئت 0 فصمت قليلا ثم قال قد غفرت 0 وروى ابو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي في كتاب المنتظم ان زيادا لما حصبه اهل الكوفه وهو يخطب على منبر قطع ايدي ثمانين منهم وهم ان يخرب دورهم ويجمر نخلهم فجمعهم حتى ملاء بهم المسجد والرحبة يعرضهم على البراءة من علي وعلم انهم سيمتنعون فيحتج بذلك على استئصالهم واخراب بلدهم قال عبد الرحمن بن السائب الانصاري فاني لمع نفر من قومي والناس يومئذ في امر عظيم اذ هومت تهويمة فرايت شيئا اقبل طويل العنق مثل عنق البعير اهدر اهدل فقلت ما انت فقال انا النقاد ذو الرقبة بعثت الى صاحب هذا القصر فاستيقظت فزعا فقلت لاصحابي هل رايتم ما رايت قالوا لا فاخبرتهم وخرج علينا خارج من القصر فقال انصرفوا فان الامير يقول لكم اني عنكم اليوم مشغول واذا بالطاعون قد ضربه فكان يقول اني لاجد في النصف من جسدي حر النار حتى مات فقال عبد الرحمن بن السائب 0 ما كان منتهيا عما اراد بنا 00 حتى تناوله النقاد ذو الرقبة 00 فاثبت الشق منه ضربة عظمت 00 كما تناول ظلما صاحب الرحبه ( شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد الجزء 3 وابنه عبيد الله وقد اصابه الجذام والحجاج بن يوسف وقد تولدت الحيات في بطنه حتى مات وعمر بن هبيرة وابنه يوسف وقد اصابهما البرص وخالد القسري وقد حبس وضرب فطولت مدته في الحبس حتى مات جوعا 000 وللكلام بقيه نسالكم الدعاء