|
عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حسين نوح مشامع
المنتدى :
ميزان المنبر الحر
بتاريخ : 08-Apr-2012 الساعة : 12:36 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اخي حسين نوح مشامع
تشكر على حسن اختيارك للموضوع
فهذا الموضوع من اهم المواضيع التي يجب بالفعل ان نفكر فيها , بل ان نمارسها ونتقنها
مع الأسف الشديد اكثر الناس يلغون هبة التفكير واتخاذ القرار اما جهلاً بكيفية اتخاذ القرار الصحيح
واما خوفاً من تبعات اتخاذ قراراً مغايراً لعرف الجماعة التي ينتمي اليها او المجتمع الذي يعيش فيه
واسوء الحالات ان يكون السبب ايثاراً للسلامة ولامبالاة بصحة او خطأ الموقف الذي هو فيه
فلسان حاله يقول كما في الأمثال الشعبيه ( امشي جنب الحيط وقول يارب الستر) بمعنى انه لايريد
ان يعرض نفسه لأي خطر من اي نوع حتى لو كان نقداً
وبالفعل هناك من الأمثال المقيتة المتداوله الكثير والتي تكون عباره عن مخدر للعقول عن التفكير
الأيجابي والمنطقي وحتى الأخلاقي وهي تعود الأنسان على الأستسلام والخضوع والقبول بأي شيء
فالمجتمعات المتخلفه تحيط نفسها بأمثال باليه تجعلها بمنزلة القوانين الألاهية لتحمي بها تخلفها
وتقهقرها ليضل الرأي والقرار لفرد او بضعة افراد ينصبون انفسهم وكلاءعلى الناس
ويَدَعُون العقل والحكمة فلا يجوز
مخالفتهم مهما كانت قراراتهم خاطئة واحكامهم ظالمه والويل لمن يتجرأ ويقول برأي مخالف لهذه
الأعراف السائده بل اللعنة تحل على من يتجرأ ويأتي بفعل مغاير لما اعتاد عليه الجماعه وان كان هذا الفعل
هو مايتفق مع الدين الصحيح !!
فمثلاً : اذا تكلم كبير القوم او من له شأن في جماعة ما بكلام باطل او ظالم واعترض عليه احد من الجماعة
مغالطاً او مصححاً او حتى ناصحاً
فالتصرف الأول من اصحاب العقل ( الجمعي ) هو الهجوم على المعترض او المخالف حتى لو كان على حق واضح
لأنهم تعودو ان يصنعوا لهم اصناماً يقدسونها ويدافعون عنها وقد تكون هذه الأصنام ( اشخاص او عادات او قوانين )
لاتنتمي للدين او للخلق او للمنطق ولاكنها تحافظ على نمط حياة يجنبهم المواجهة مع الواقع وتحمل المسئوليه
ومن الأمثال المخدره للعقول والتي ظاهرها العقل والمنطق بينما يتخفى وراءها الخوف والجمود خوفاً من التغيير
1- اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب
فهذا المثل وان كان فيه شيء من الصحة في بعض الأحيان الا انه غالباً يستخدم لأسكات من يريد قول كلمة حق
فيكون الذهب هنا هو النجاة والسلامة من عواقب كلام قد يكون فيه احقاق حق ودفع باطل
2- عصفور في اليد خيراً من عشرة على الشجره
ايضاً هذا المثل ظاهره يدل على القناعة وعدم الطمع ولاكنه كثيراً مايتم استخدامه بشكل سلبي
لتثبيط همة من يريد التغيير ومن يطمح للأفضل ويكون رسالة مفادها ارضى بما عندك ولاتحاول
التغيير فربما لاتحصل على ماتطمح اليه
3- امسك مجنونك لايجيك الي اجن منه ( مثل عامي)
وهذا ايضاً مثل واضح فيه السلبية والتخويف من التغيير الذي قد يكون سيئاً !!!
لذا الأفضل ان ترضى بما لديك مهما كان سيئاً ولاتفكر انك قد تحصل على شيء افضل مما لديك
4- اذا بدك تستريح شو ماشفت قول منيح ( مثل عامي)
هذا المثل واضح كل الوضوح فهو يدعو بصراحه الى الا مبالاة والى التبعية العمياء
5- حلات الثوب رقعته منه وفيه ( مثل عامي )
ظاهره صحيح ولاكنه اكثر مايستخدم في فرض بعض الأشخاص على البعض الآخر لكونه قريبه
او من منطقته او جماعته وان كان غير مناسب للموقع الذي يُفرض فيه
6- فاقد الشيء لايعطيه (من اخطر الأمثلة)
بالفعل فاقد الشيء لايعطيه ولاكنا نجد ان المجتمعات تستخدم هذا المثل كثيراً بالشكل الخاطيء
دون تفكير بل بالتبعيه كما تعودو ان يستخدمه غيرهم
واكثر الأمثله التي يضرب فيها هذا المثل خطأً هو : عندما يُحرم شخص ما من حنان ابويه
يحكم عليه المجتمع بأنه ( فاقد للعاطفه ) لأنه لم يتلقاها من والديه !!!! فيحكم عليه بأنه لايستطيع
ان يعطي هذه العاطفه لأنه لم يحصل عليها ويكون هذا ظلم اضافي يقع على هذا الشخص
لأنه افتقد العاطفه من ابويه فهو ( مفتقد ) من الآخرين وليس ( فاقد للعاطفة ) في ذاته
فكثيراً مانرى ان من حُرمو من نعمة ما يكونو هم الأكثر عطاءً والأكثر احساسً بما يعنيه هذا الحرمان
فمن عانى في طفولته احياناً نراه يكون الأكثر حناناً على اطفاله وعلى الآخرين
ومن افتقد نعمة التعليم يكون الأكثر اهتماماً بأن يصل ابناءه الى مستويات عاليه من التعليم الذي حُرم منه
وغيرها الكثير ولاكن الناس تعودو على عدم التفكير وعدم الإنصاف وعدم المخالفه
والأمثال كثيره وتأثيرها في المجتمعات واضح حيث انها اصبحت كالنبؤات التي لايأتيها الباطل
ومع الأسف الناس تترك ( الحِكَم وتتبع الأمثال ) والفرق بينهما كبير
(الحكمة لغة: وضع الشيء في موضعه، وهي صواب الامر وسداده.
والحكمة عرفاً: فعل رشيد أو قول موجز سديد أو إصابة حق باستخدام الملكة العقلية فيسمى صاحبه حكيما أو عاقلا.
والمثل لغة: الشبه فيقال مثل الشيء ومثله فهو شبيه.
والمثل عرفاً: قول موجز يحكى لتشبيه حال أو واقعة مماثلة.
وأما الفرق بينهما: فالمثل يأتي به أي شخص بلا تخصيص ، وأما الحكمة فيأتي بها شخص مر بتجربة أو اصاب
الحق بالظن وعادة ما تحمل في معناها توجيه وتذكير ونصح، وإرشاد. )
لذلك فمعظم الناس يفكرون ولاكنهم لايبذلون جهداً ذهنياً يصل بهم الى الحق والحكمة
وقليل من يصل للحقيقة والصواب لذا يكون في نظر الأغلبية مخالف او منشق عن المجموعة او مبتدع
التفكير ليس صعباً لمن يريد ان يصل بفكره الى نتائج واضحه ولاكن الإقرار بالنتيجة التي يصل
اليها العقل والتي توضح لنا الصحيح من الخاطيء هي التي تكون صعبة على البعض لأنها تستلزم
ان نخطو خطوة نحو الأمام نتقدم بها المجموعة ونواجههم بها وهذه تتطلب الكثير من الجرأة والشجاعة
وايضاً الأستعداد لأي خسارة ماديه او معنويه بحسب حجم الخطوة وتأثيرها على الآخرين
اعتذر لأطالتي
فالموضوع جمع بين امرين مهمين ( التفكير المتحرر من القيود وَ احكام وقوانين المجتمع المسيطره )
تشكر على الطرح
دمت بكل خير
|
|
|
|
|