اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
قبل البدء بكلامي هذا وأي كلام في الموضوع لا أعني به شخصاً معيناً وإذا عنيت فأعني نفسي وأنا المقصر الذليل الحقير لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً ولا موت ولا حياة ولا نشوراً ...
مسألة الرضا عن النفس ليست بالمسألة السهلة وقد يقع المؤمن فريستها من حيث لا يدري ...
فهناك من يرى بنفسه أنه يعيش في بيئة غير ملتزمة وهو ملتزم أو مجتمع لا يصلي وهو يصلي أو فئة لا تصوم وهو الصوام أو نساء لسن محجبات وهي محجبة هذا في الحد الأدنى وقد سبق أن ذكرنا ذاك ولكن هناك أمور أخرى أخطر من ذلك ...
هناك من يعتبر أنه صاحب كرامات وهذه مسألة بغاية الخطورة وكيف ذلك ؟ يشعر بأن الله مستجيب لدعائه أو أنه يرى منامات يرى فيها الأنبياء والأوصياء أو أنه صاحب علم أو أنه عابد يقوم الليل ويصوم النهار أو ما إلى ذلك ...
الرضا عن النفس يتحول إلى عجب والعجب يؤدي إلى الكبر والكبر يوصل للكفر ...
من قال لك أنك أفضل من غيرك وما هو دليلك ؟ ...
هل تعلم ما في سرائر الناس ؟ ...
ألم تتدبر كلام المعصوم صلوات الله عليه بقوله : يصبح المؤمن مؤمن ويمسي كافر ويمسي مؤمن ويصبح كافر ...
واسمحوا لي بضرب هذا المثل وإن شاء الله يقرب مثلي ولا يبعِّدْ .. رجل عابد صوام النهار قوام الليل يقف على باب مسجد وينظر لنفسه بأنه آت إلى بيت الله وهو العابد لله فهو أولى من غيره في هذا المكان بل أفضل بنظره وهو ينظر إلى نفسه أنه مميز عن غيره حيث أنه سبقهم بالعبادة والجهد والصوم والسهر وهو في هذا الموقف يرى شخص آخر يعرفه ويعرف أنه لا يصلي ولا يصوم بل أكثر من ذلك يفعل المعاصي فماذا سيكون الموقف يا ترى ؟ ...
هل ينظر إليه نظرة المتعدي على المكان وهو العابد الآتي لبيت الله وهذا موقعه وأن هذا العاصي في مكان غير مناسب وعليه أن لا يدخل المسجد ومغادرة المكان فوراً ...
ترى أيها العابد المعجب بنفسك هل اطلعت على قلب هذا المقصر العاصي؟ هل علمت سبب مجيئه؟ هل نظرت إلى قلبه؟ أتدري لماذا أتى ترى هل أنه يمسي كافر ويصبح مؤمن وأنت تمسي مؤمن وتصبح كافر !!! وكيف ذلك ؟ ...
أنت بلحظة ترى نفسك أهلاً لهذا المكان دون غيرك بحسب ما ترى لك من صفات قد ضيعتها بلحظة الرضا عن النفس ووصلت للعجب والعجب سبق وأن ذكرت أين يوصل بك ...
وهذا العاصي الذي استخففت بوجوده ترى أتعلم أنه واقف أمام بيت الله عز وجل بذل وخضوع تائباً طالباُ المغفرة وقد طال وقوفه أمام المسجد بسبب خجله من نفسه أمام الله تعالى ....
النتيجة أنت ايها العابد المعجب بنفسك تدخل المسجد مؤمن وتخرج معجباً بنفسك والعاصي يخرج تائباً ...
لا تنظر لنفسك على أنك أفضل من غيرك ولو كان غيرك لم يصل إلى ما وصلت إليه من توفيق لصوم النهار وقيام الليل أو أي عبادة أخرى فالأمور بخواتيمها ...
فهل تدبرت قول المعصوم وتمعنت به وقول أبو عبد الله الصادق صلوات الله عليه : كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير ، فإن ذلك داعية .
إذا نظرت إلى نفسك أنك مرضي عنك ( احذر أنه شيطان ) ...
إذا نظرت إلى نفسك أن دعائك مستجاب وهذه كرامة لك ( احذر أنه شيطان ) ...
إذا نظرت إلى نفسك أنك عابد لله دون غيرك ( احذر أنه شيطان ) ...
إذا نظرت إلى نفسك أنك فعلاً شيعي حقيقي ( احذر أنه شيطان ) ...
إذا نظرت إلى نفسك أنك بلغت درجة الإيمان ( احذر أنه شيطان ) ...
إذا نظرت إلى نفسك أنك سالك ( احذر أنه شيطان ) ...
إذا صدقت أحداً يمدحك ( احذر أنه شيطان ) ...
إذا... إذا ... إذا ... إلى ما لا نهاية ...
أنتظر أي اعتراض على كلامي وفي المرة القادمة نتكلم عن الخشوع في الصلاة وإذا كان هذا الخشوع بنظر الخاشع يغني عن بعض الأمور كالحجاب للمرأة وأمور أخرى ...
نسألكم الدعاء
اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة