اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مفكرة الطالب -02
ثالوث النجاة والفلاح
قد يختلف اثنان في قوة الرابطة، بين ثالوث الفلاح - البيت والمدرسة والمسجد، خاصة إذا لم تكن لهما رابطة مباشرة بها. وقد لا يشاهدان تلك الرابطة التي تربطها، ولا يشعران بذلك الجسر المعلق بينها.
ذلك لان تلك العلاقة وتلك الرابطة القوية، لا تظهر للعيان خلال أيام السنة الدراسية. ولا تكون ملموسة وجلية، وعلى ارض الواقع. ولا ترى واضحة، وضوح الشمس في رابعة النهار، إلا أيام الاختبارات. حيث تستنفر جميع الطاقات، استنفار الجيوش لدخول حرب مصيرية. وتتوحد جميع الجهود، استعدادا لمواجهة عدو غاشم.
ويستكمل البيت دوره، ويؤدي المراد منه. ذلك الدور الذي لم يكن ليظهر، لولا هذا الوضع الاستثنائي. فيخرج دوره جليا واضحا، في تلك الفترة المحدودة من الزمن. حيث يجهز البيت ويعد إعدادا حسنا، استعداد العريس لاستقبال عروسه. كأنه مصداقا لقوله تعالى "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم". كل ذلك لخلق جوا ملائما، يتمكن الطلاب والطالبات فيه من الجد والاجتهاد، والخروج من الاختبارات بعلامات مرضية.
كأن هذا الجهد الاستثنائي غير مطلوب، في بقية أيام السنة الدراسية. فيندر من يذهب للمدرسة من ولياء أمور الطلبة والطالبات، ليطمأنوا على حسن سيرهم التحصيلي، وطيب سلوكهم الأخلاقي. كأنهم غير مطالبين بمتابعتهم، أو إنهم لا يجدون منفعة من قيامهم بذلك خلال السنة.
رغم قيام المدرسة بإرسال خطابات استدعاء الآباء والأمهات، كلما تقرر عقد مجلس لمناقشة شؤون الطلاب والطالبات. ليطمأنوا على أبناءهم وبناتهم، ويشاركوا في اتخاذ القرارات، وليطرحوا الآراء والأفكار التي تمساهم في تطوير العملية التعليمية.
كما ويكثر تواجد الأبناء والبنات، في المساجد في هذه الفترة، حتى بدون ذويهم، مع قلة تواجدهم في أيام السنة. نفرة الحجيج من عرفات، واحتشادهم على صعيد مزدلفة. فيكون وجودهم في المساجد استثنائي، ومثير للحيرة والتساؤل. كل ذاك من اجل الدعاء، وطلب المساعدة من الله تعالى.
فإذا كنا نحس بأهمية دورنا ودور المسجد، المكملان لدور المدرسة. فلما لا يكون ذلك واضحا خلال أيام الدراسة، ليخف العبء، الذي يتحمله البيت أيام الاختبارات. ليتأصل فينا تحمل مسؤوليتنا اتجاه أبنائنا، كما ويتأصل فيهم حب التواجد في المساجد، وينغرس في افأدتهم حب التقرب وطلب والعون من الله تعالى.
بقلم: حسين نوح مشامع