[علي حيدر1]

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد ان كنت اعمل لساعات طويلة احتجت لان ارتاح قليلا واعطي جزءا من وقتي لعائلتي التي لاتراني اما عاملا او خارجا الى عمل ...
ولطالما كنت عندما اريد ان ارتاح احاول ان اوفق بين راحتي الجسدية ومجالسة عائلتي ....


وعلى هذا الاساس ناديت على ابنتي وطلبت منها ان تجلب لي الماء والقهوة وتجلس معي قليلا ....

وفعلا بعد قليل جاءت حلوتي وفي وجهها ابتسامة عريضة فقلت في نفسي خير ان شاء الله ماذا ستسدد وتصوب هذا اليوم هذه الشقية الصغيرة ؟؟؟....

اقتربت مني وقالت :
تفضل ابي هذه القهوة المحلاة ومعها كأس الماء فهل تأمرني بشئ اخر ؟؟؟
فقلت لها :شكرا حبيبتي لا أريد شيئا اخر ولكن أحببت ان أوصيك ببعض الوصايا...

واذا بها ضحكت ضحكة عالية ، فقلت لها متجهما:
ويحك ألا تريدنَ سمع وصاياي ؟؟؟؟ ألا يعجبك ذلك ؟؟؟؟

فاسرعت بالاجابة وقالت بعد ان اسدلت الستارعلى ضحكتها وقالت :لا والله يا ابي ولكن تذكرت تلك القصة التي نشرت في منتديات الولاء الاسلامي وقد قرأتها امس !!!

فقلت لها :عيب على الانسان ان يضحك على شئ لايعلمه مقابله فانه قد يتصور ان الضحك عليه او على كلامه .

فقالت معاتبه :
- وهل عهدتني هكذا يا ابه ؟؟؟
- لا ولكني لا اعرف سببا لضحكك ؟؟؟
- ألم اقل لك اني تذكرت تلك القصة ؟؟؟

فقلت لها مستغربا ومتشوقا لسماع تلك القصة :بالله عليك ماذا تقول تلك القصة ؟؟؟

فقالت:
سأقصها عليك كما قرأتها دون اضافة او تعليق او زيادة ...

فقلت لها متوعدا :[/COLOR]
- ولكن اياك واياك من الاطالة .

- نعم وبسرعة القصة تقول :

كان لأحد الملوك ولد وحيد ، فعني به ، ولما صارشاباً أعطاه صرة نقود، وطلب منه أن يجول في البلاد ،ويعطي صرة النقود لمن يراه أشدالناس حمقاً.

أخذ الفتى ينتقل من بلد إلى بلد ،يراقب الناس في الحقول والأسواق ، يراهم يبيعون ويشترون ، ويزرعون ويحصدون ...

وكلما رأى رجلاً أحمق همّ بإعطائه صرة النقود ، ولكنه كان يتريث ، لعله يرىمن هو أشد حمقاً منه.

فمرة رأى رجلاً يرعى بقرة علىسطح الدار!
وأخرى رأى رجلاً يصب السكر في البحر ليعذب ماؤه!
وثالثة رأىرجلاً يصنع للجمل جناحين على أمل أن يطير!

ولكنه ذات مرة رأى رجلاً يركب حماراً بالمقلوب ، وجهه إلى مؤخرته ، وهو يمسك بذيله،
والناس من حوله يقرعون الصحون بالملاعق ، وهم يصخبون ويضجون شاتمين لاعنين ذاكالرجل ،

فسأل عنه، فعلم أنه كان حاكما علىالقرية،
ثم انتهت ولايته عليهم، فإذا هذه هي عاقبته.

ورابعة دخل قرية ، فرأى قوماً يدخلون منزلاً، متزاحمين، وآخرين يخرجونمنه،
فسأل عن الأمر ، فعرف أنهم يدخلون ليباركوا للحاكم الجديد للقرية.

هنا وجد الفتى بغيته فدخل على الحاكم الجديدو قدّم له صرة النقود ،
فسأله الحاكم الجديد عن سببالهدية فأجابه:

)طلب مني أبي أن أقدّمها إلى أشدّالناس حمقا )

وسكتت فقلت لها :
نعم أكملي فهل انتهت القصة ؟؟؟

فقالت :
- نعم انتهت ولكن عندي سؤال يا بابا ...
- تفضلي ولكن اياك من المشاكسة .
- بابا هل كان اختيار الولد موفقا ؟؟؟

فاجبت بسرعتي المعهودة:
بالطبع يا ابنتي (فالاحمق من يقع في خطأ مرتين (...
فاجابت وبفطنة خجلة :
نعم يا ابتي الاحمق من يقع في خطأ مرتين ولكن ليس بالضرورة ان يكون الحاكم الجديد احمقا.

فقلت متعصبا :
وكيف ذلك ؟؟؟ ألم يقع بخطأ من سبقه الحاكم السابق ؟؟؟
فقالت :
لا يا أبه من قال انه وقع بخطأ الحاكم السابق ، فهناك احتمالان :
قلت :
وما هما ايتها المشاكسة ؟؟؟
قالت :
أما الاول ان يجري ويمضي على ما جرى عليه السابق من الذي اوصله الى هذا الحال وهنا يكون نعم الاحمق بل هو الاحمق بعينه !!!!
والثاني ان يستفيد من خطأ غيره ويتجاوزه ولايقع فيه فيكون نعم الحكيم بل هو الحكيم بعينه .

وهنا صرخت بوجهها :
ونحن ليس لدينا لا شغل ولاعمل نبقى نبحث عن الاحتمالات .... أذهبي وراجعي دروسك واهتمي بنفسك واتركي هذه التفاهات...

وهنا ذهبت ابنتي وهي مستغربة من كلامي بل انا استغربت من تصرفي معها وقلت في نفسي :
ممكن ان اكون انا الاحمق الحقيقي الذي طالما وقع في الخطأ مع ابنته في اكثر من مره ، وقد اكون انا مثل الكثيرين منا ...SIZE][/size]

*** فكم منا من لايعترف بخطأ اجابته ....؟؟؟؟
*** وكم منا من يتسرع في اجابته وينظر الى مايسمع او يمر عليه نظرة سطحية فتكون اجاباته خالية من الدقة ....؟؟؟؟
*** وكم منا من لايستفيد او يتعض او يفكر في ما يقرأ فتلك الصغيرة قرأت وفكرت واوصلت ماتريد ايصاله ....؟؟؟؟
*** وكم منا من يركبه الحمق ويدعي الحكمة ويدعي والجهل يركبه ....؟؟؟؟

اللهم اجعلنا ممن يعترف بخطأه فيستفيد منه .....
ويعرف الحمق فيجتنبه ويبصر الحكمة فيبتغيها .....
ويحدد الجهل فيبتعد عنه وينظرالعلم فيطلبه .....

[منتظرة المهدي]

اللهم العن ظالمي آل محمد وصل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

الحمق هو

قلة العقل ، وتشمل الحماقة التهور في الأمور والكلام والتدخل فيما لا يعني وقلة العلم والفهم .

عن الإمام علي

: " الحمق داء لا يداوى ومرض لايبرأ " .
وقال : الحمق شقاء . وقال : الأحمق غريب في في بلدته مهان بين أعزته .

وعنه : من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه .

كما ذكرتني بهذه القصص :

خمسون سوطا لجريمة وهمية .

مر الحجاج ليلة بمكان فيه لبَان وعنده قنينة فيها لبن وهو يقول مع نفسه أبيع هذا اللبن وأشتري كذا وكذا فيثرى مالي ويحسن حالى فأخطب بنت الحجاج فتلد لي غلاما وأدخل بها يوما فتخاصمني فأضربها برجلي هكذا - ورفس قنينته- فانكسرت وتبدد اللبن فقرع الحجاج الباب فأخذه وجلده خمسين سوطا وقال لو رفست إبنتي لأفجعتني فيها !

ولكن لدي سؤال يا علي حيدر1 هل هذه القصة منقولة

[جارية العترة]

طرفة فيها عبرة جميلة حيث انها صيغت من عدة حكايا شعبية سمعناها عن الحمقى ...والاعتاف بالخطأ فضيلة ..لاسيما مع ابناؤنا
شكرا ونأمل تواجد الاخ علي حيدر واحد

[ناصر حيدر]

ان في هذه القصة الكثير من العبر التي يمكن ان نستفاد منها وهذا مما استفدته انا وهو
1-اننا نتعامل بالامر والنهي مع اولادنا وليس بلغة العقل والطلب
2-اننا نأمر اولادنا ولانتوقع منهم الرفض بل نطلب الطاعة العمياء
3- نحن نتصور نحن اذكياء واولادنا اغبياء
4- نحن لانسمح لاحد ان يحشرنا بزاوية ضيقة ويبين خطأنا
5- هناك فجوة كبيرة بيننا وبين اولادنا وكذلك بين نفوسنا
6-نحن نعيش التشتت الاسري
هذا بعض مااستفدته من القصة ويمكن المزيد
ناصرحيدر