اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مفكرة مبتعث -19-
عادات وتقاليد
تقوم الجامعات الأجنبية، بتدشين برامج نظرية وعملية للتثقيف والتوعوية، خلال السنوات الدراسية، لتعريف الطلاب المبتعثين على المجتمع الجديد الذي قدموا عليه.
فتقام مآدب طعام، بمختلف نكهاتها ومواطنها، ويعطى لكل مأدبة اسم مختلف، لتثير الفضول والانتباه.
وتعد مختلف الأنشطة الرياضية، والمباريات الدورية والبطولية بين مختلف الجنسيات.
وتدار الأنشطة الاجتماعية، مقترنة بمختلف المناسبات المحلية والعالمية.
يدعى بجانب هؤلاء الطلاب، عدد من الأسر والعائلات وبعض المسؤولين والإداريين المحليين، بهدف تعريف الشباب على عادات وتقاليد البلد المضيف. واطلاع المجتمع المضيف، على عادات وتقاليد غريبة عليه.
فيسهل حصول الطلاب على سكن، ضمن جو عائلي، مقابل عائد مالي. فيكسبون خلال هذه المخالطة المباشرة، اللغة الأجنبية واللكنة المحلية، من أفواه أصحابها.
وعادة ما يكون هؤلاء الأهالي المحليين، على اطلاع واسع على عادات وتقاليد المبتعثين، عبر ما يبث ويسمع من البرامج العالمية والمحلية. أو عن طريق الكتب والمجلات ومواقع الشبكة العنكبوتية، التي يطلعون عليها بجهدهم الخاص. ولكن الاتصال المباشر، له اكبر الأثر في استقاء المعارف، والحصول على المعلومات.
في احد تلك الاجتماعات واللقاءات، التي يقبل عليها الطلاب بلهفة، أما لكسر حاجز الروتين الدراسي، والاستمتاع بأوقات طيبة.
أو لمقابلة بعض الأصحاب الذين تقل رؤيتهم، على مدار العام الدراسي، لانشغالهم بالروتين الجامعي.
أو تذوق أنواع غريبة وجديدة من الأكلات العالمية، التي تقدم لهم دون مقابل. التي قل حصولهم عليها، بسبب ضيق الوقت، وعدم إمكانية تجهيز الأكل الطازج، والاكتفاء بالوجبات السريعة.
فيتذكرون حينها ما كان يطبخ لهم، على أيادي أمهاتهم وذويهم، عندما يعودون إليهم، خلال العطلة المدرسية. فتراهم كما الأطفال عندما يصطرخون تألما، ويسيل لعابهم جوعا، طلبا للماء والأكل.
فينتقلون كما الطيور بحثا عن القوت، من طبق لآخر، ومن طاولة لأخرى، في محاولة لأكل اكبر كمية ممكنة، والبحث عن أفضل الوجبات.
خلال ذلك شاهد عجبا، لم يكن إلفه في بلاده. عائلة صغيرة مكونة من رجل وزوجه، يرافقهما شاب مراهق، رغم إعجابه بهم، لتواضعهم وحسن تأدبهم.
كان الأب يلعب دور كمبارس، يتكلم من وراء الكواليس، ولا يفتقد إلا عند اعتذار البطل، عن تأدية دور فيه مجازفة خطيرة.
الوالدة هي الكاتبة للسناريو، والمخرجة للمشاهد، والبطلة الرئيسية للعرض، في نفس واحدة.
فلم يتمكن من منع نفسه من الانحناء على الرجل، في غفلة من زوجه وانشغالها، ووجه مليء بالتساؤلات والاستفسارات:
اعذرني سيدي في السؤال، من القيم على البيت، أنت أم هي؟
فرد الرجل بحرقة، نكأ معها قشرة جرح كاد أن يبرد ويندمل، فخرج منها قيحها وصديدها. لا أخفيك سرا: أنا من يطبخ الطعام ويقوم بأعمال المنزل عنها.
نظر إليه وهو يهز رأسه، تأكيدا لكلامه.
بقلم: حسين نوح مشامع
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل بارك الله بك
لكن اسمح لي اخي الفاضل ان مساعدة الرجل لزوجته في اعمال المنزل لاتنقص من قيمته بل يزيد في قلبها حبا له
وفقك الله لكل خير