اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
حج أئمة أهل البيت(ع)
ذهب كما يذهب البعض، عازما لأداء الواجب وإسقاط التكليف فقط. بخلاف الذين يصرون على أدائها كل سنة، تبركا بها وقربة لله تعالى. ومن لا يوفق لها في تلك السنة، يمني نفسه بالذهاب في السنوات القادمة.
عند وصوله للميقات، نزع المخيط ولبس ثياب الإحرام. وفي البيت الحرم طاف حول الكعبة المشرفة سبعا، وصلى خلف مقام إبراهيم ركعتي الطواف. ثم توجه للهرولة بين جبلي الصفا والمروة، وحلق شعره بعد ما أنهى أشواطه السبعة.
وقف مع الحجاج على صعيد عرفات، وبات معهم في المزدلفة. ثم نزل إلى منى ورمى جمراته، وذبح هديه وحل من إحرامه. وخلال هذا يردد تلبيته، كأنها تخرج من أعماق روحه.
ولقوة تأثير ما قام به في نفسه، وما شاهده على روحه، قرر العودة من قابل. أليس ينقل من يعود من حجه يعود مغفور ذنبه، كيوم ولدته أمه.
لكن المشكلة لا تكمن في كثرة الذهاب، فهي محببة ومندوبا إليها من قبل الأئمة(ع)، رغم القوانين الوضعية التي تحرم على الناس ما أحله الله.
المصيبة كل المصيبة تكمن في الفائدة المتوقع حصوله عليها بعد عودته، وتأثيرها المفترض في حياته المقبلة.
فكل ذلك الانضباط وذلك الانقياد وذلك الخضوع الذي اعتاده خلال تلك الأيام القلائل، ذهب جفاء.
كما تبين للشبلي برجوع الإمام زين العابدين(ع) من حجه واستقبله الشبلى فقال له () بعد كلام طويل:
عندما رجعت إلى مكة وطفت طواف الإفاضة، نويت انك أفضت من رحمة الله تعالى ورجعت إلى طاعته، وتمسكت بوده وأديت فرائضه وتقربت إلى الله تعالى؟ قال: لا.
قال له زين العابدين(ع): فما وصلت منى ولا رميت الجمار ولا حلقت راسك ولا ذبحت نسكك ولا صليت في مسجد الخيف ولا طفت طواف الإفاضة ارجع فانك لم تحج.
فطفق الشبلي يبكي على ما فرطه في حجه وما زال يتعلم حتى حج من قابل بمعرفة ويقين.
بقل: حسين نوح حبيب مشامع – القطيف، السعودية
آخر تعديل بواسطة سليلة حيدرة الكرار ، 03-Nov-2011 الساعة 06:23 AM.