اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
هل الأئمة قادة الأمة؟
يشد الانتباه كثيرا هذه الأيام، خاصة على المحطات الفضائية، وجود بعض الخطباء ومن يمتطون صهوة المنابر الحسينية، يصوبون جل اهتمامهم في إظهار الأئمة للوسط الشيعي، على أنهم أطباء لهم عيادات يستقبلون فيها مرضاهم، ليفيضوا عليهم الصحة والعافية، دون اللجوء إلى الأسباب والمسببات، التي وضعها الله في الطبيعة.
ماذا يجيبون هؤلاء المستمعين البسطاء والغير متثقفين دينيا، لو أن أحدهم أخذ بهذه الوصفة - ولأمر لا يعلمه إلا الله- لم يتماثل للشفاء، ماذا سيكون موقفه هو من أهل البيت .
ماذا يجيبون المثقفين، الذين لا يؤمنون إلا بالأدلة المنطقية والعقلية، ولا يعطون للإجابات وردود الأفعال المعتمدة على المشاعر والأحاسيس والعواطف أدنى أهمية.
بالإضافة إلى أن ما نسمعه من علاج وشفاء العلل، لا يعدو عن كونه أخبار تاريخيه، قل أن تحدث مع من نعرفهم من أهلنا وأصحابنا.
ليس هذا شك فيهم ، فهم جزء من العقيدة وأصول المذهب، والمنكر لهم منكر لأصل من أصول المذهب، ويعتبر خارج على الملة والشريعة.
إننا هنا نود لفت أنظار هؤلاء الخطباء وفرسان المنابر الحسينية، أن الأئمة ليسوا بحاجة إلى هكذا دعاية وإشهار، فهم أشهر من نار على علم، يعرفهم القاصي والداني، والموالي والمخالف.
فلو وجهوا اهتمامهم إلى تثقيف الناس، وربطهم بالأئمة ، على أساس أنهم قادة ودعاة إلى الخير والرشاد، وان طاعتهم مفروضة على البر والفاجر، بأمر من الله جلا وعلا، وأنهم خلفاء الله في أرضه، بنص من آيات القرآن الكريم، ومنها (إنما وليكن الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). والأحاديث الشريفة المعتبرة والمتواترة عند الفريقين من سنة وشيعة، والتي منها (أن الأئمة من بعدي أثنا عشر كلهم من قريش).
بقلم: حسين نوح مشامع