اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قمران بجوار الشمس الطالعة
حديثا شيقا عن السيدان الطاهران ابنا موسى بن جعفر الامام الكاظم وهما أخوان للامام الغريب علي بن موسى عليهم جميعا صلوات الله.
كنت في بيت صهري المبارك فقال لي الا نزور ناصر وياسر عليهما السلام
فقلت له ومن هما؟ واين هما ؟
فقال انهما ابنا الامام موسى بن جعفر وهما في منطقة سياحية قد جعلها الله سبحانه ببركتهما روضة انيقة ومنطقة زراعية جنينة وزينت بالقصور والجميل من المطاعم والدور .
فذهبنا مع الاهل الى زيارتهما وكانت هذه هي الزيارة الاولى والتي سببت تعلقنا القلبي بهذين النيرين الانورين
وعند الوصول الى حرمهما روحي فداهما شعرنا جميعا وكأن هناك رسائل بين القلوب التي تحن لآل محمد توحي لحقيقة الامر وتشع منها انوار الحقيقة وقد قال الامام الصادق في كتاب :
نعم يا اعزائي ما ان وصلنا لحرمهما الا وشعرنا بالانس والاطمئنان وكيف لا وانها بقعة تذكر الله تعالى فيها :
الَّذينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)(الرعد)
وقد قال الامام الباقر :
الكافي 2 598 كتاب فضل القرآن .....
وَ نَحْنُ ذِكْرُ اللَّهِ وَ نَحْنُ أَكْبَرُ
ساذكر لكم ان شاء عن هذين القمرين الذين جاورا الشمس الطالعة الا وهو الامام الرضا محبوب الثقلين روحي فداه
بعد مقدمة عن لزوم ووجوب اكرام ذرية الرسول الاكرم صلى الله عليه واله كما في آية المودة:
ذلِكَ الَّذي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)(الشورى)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
السلام على سيدي ومولاي الامام كاظم الغيظ وباب الحوائج
والسلام على القمرين النيرين ناصر وياسر أخوي سلطان طوس ومؤنس النفوس ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم مولانا
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
توقيع سليلة حيدرة الكرار
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الفصل 2
ان السيد ياسر وناصر هما من ذرية رسول الله صلى الله عليه واله واي نسب اعلى واي وصلة مباركة اقرب من هذين السيدين حيث انهما ابنا الامام موسى بن جعفر والامام الرضا روحي فداه اخوهما ؛ وقد وردت روايات كثيرة في اهمية احترام واكرام الذرية المباركة وقد ذكرت الروايات المباركة الآثار العظيمة لاحترام ذرية رسول الله صلى الله عليه واله فانها يا موالين غنيمة غنية بالانوار والخيرات والبركات والان اذكر لكم بعض تلك الروايات فتدبروها واغتنموها فرصة قبل فوات الاوان :
وسائلالشيعة 14 331 2- باب تأكد استحباب زيارة النبي ....
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله مَنْ زَارَنِي أَوْ زَارَ أَحَداً مِنْ ذُرِّيَّتِي زُرْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَنْقَذْتُهُ مِنْ أَهْوَالِهَا .(انتهى)
ان اهوال يوم القيامة والتي تبدء من حين الاحتضار الى ان يقف الانسان للحساب ومدتها خمسين الف سنة كل هذه اهوال مرعبة موحشة بكى من خوفها الانبياء والائمة المعصومين كما هو في ما ذكره المؤرخون عن الامام الحسن والذي كان يبكي حين احتضاره فلما سالوه عن السبب قال :
بحارالأنوار 6 159 باب 6- سكرات الموت و شدائده و ....
عن كتاب الأمالي للصدوق و كتاب عيون أخبار الرضا : عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ قَالَ لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْوَفَاةُ بَكَى فَقِيلَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ تَبْكِي وَ مَكَانُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله مَكَانُكَ الَّذِي أَنْتَ بِهِ وَ قَدْ قَالَ فِيكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله مَا قَالَ وَ قَدْ حَجَجْتَ عِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِياً وَ قَدْ قَاسَمْتَ رَبَّكَ مَالَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّى النَّعْلَ وَ النَّعْلَ فَقَالَ إِنَّمَا أَبْكِي لِخَصْلَتَيْنِ لِهَوْلِ الْمُطَّلَعِ وَ فِرَاقِ الْأَحِبَّةِ
واما الامام الصادق فكما ورد في البحار عن كتاب الفقيه والكافي في الرواية الصحيحة
فاي عمل يعمله الانسان لكي يتخلص من هول المطلع وينجو من الطامة في عرصات يوم القيامة افضل من اكرام ذرية رسول الله صلى الله عليه واله وزيارتهم حيث سيزوره النبي الاكرم صلى الله عليه واله يوم القيامة ويخلصه من كل تلك الاهوال وانما هذه الزيارة النبوية للانسان يوم القيامة لانه زار ذرية رسول الله في الدنيا كما في الرواية التي كتبتها لكم (مَنْ زَارَنِي أَوْ زَارَ أَحَداً مِنْ ذُرِّيَّتِي زُرْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَنْقَذْتُهُ مِنْ أَهْوَالِهَا) .
ومن هذه الذرية المباركة ؛ السيدان المباركان ناصر وياسر عليهما السلام
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الفصل 3
بذل المال للذرية الطيبة
هناك روايات كثيرة تؤكد على المسلمين ان يبذلوا الاموال لذرية الرسول صلى الله عليه واله وايضا تبين اهمية حبهم ونصرتهم والسعي في حوائجهم كما في هذه الرواية المباركة :
ان الحساب يوم القيامة هو كما قال الله سبحانه وتعالى :
وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8)(الاعراف)
اذن ان الوزن الذي يوزن به اعمال العباد هو الحق و"علي مع الحق والحق مع علي" كما ورد في الزيارة المباركة لامير المؤمنين :
مستدرك الوسائل 10 222 21- باب استحباب زيارة أمير المؤمنين
السَّلَامُ عَلَى يَعْسُوبِ الْإِيمَانِ وَ مِيزَانِ الْأَعْمَالِ
بحار الأنوار 97 287 باب 4- زياراته صلوات الله عليه ...
ِ السَّلَامُ عَلَى مِيزَانِ الْأَعْمَال
فاي انسان يستطيع ان ينجو ان وزن اعماله بميزان امير المؤمنين ؟
لكن هناك ابواب للنجاة جعلها الله سبحانه وتعالى رحمة للناس وها هي الرواية المباركة هذه التي يقول فيها رسول الله صلى الله عليه واله
" أَنَا شَافِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ"
فهؤلاء الاصناف الاربعة هم ممن تنالهم الرحمة النبوية للنجاة من ذلك الميزان العادل لله تعالى ويدخلون من باب الرحمة النبوية وهم
رَجُلٍ نَصَرَ ذُرِّيَّتِي
رَجُلٍ بَذَلَ مَالَهُ لِذُرِّيَّتِي عِنْدَ الضِّيقِ
رَجُلٍ أَحَبَّ ذُرِّيَّتِي بِاللِّسَانِ وَ الْقَلْبِ
رَجُلٍ سَعَى فِي حَوَائِجِ ذُرِّيَّتِي إِذَا طُرِّدُوا أَوْ شُرِّدُوا
هؤلاء الرجال المحظوظون الذين سوف يشفع لهم رسول الله صلى الله عليه واله " وَ لَوْ جَاءُوا بِذُنُوبِ أَهْلِ الدُّنْيَا"
ومن نصرت ذريته صلى الله عليه واله هو تعظيم شعائر الله سبحانه بتعظيم آياته الكريمة:
قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى(الشورى)
فمن شيد حرمهم وعظم مقامهم وبذل امواله ونفسه في حبهم بلسانه وقلبه فهو ممن عمل بهذه الرواية المباركة لينال صفات هؤلاء الاصناف الاربعة ؛ نعم يا احبائي ان من عمل بهذه الصفات الاربعة للذرية الطيبة الاحياء منهم والاموات نال السعادة بنيل تلك الشفاعة الكبرى للنبي صلى الله عليه واله .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الفصل 4
بحار الأنوار 8 37 باب 21- الشفاعة .....
عن كتاب الأمالي للصدوق: عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله إِذَا قُمْتُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ تَشَفَّعْتُ فِي أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي فَيُشَفِّعُنِي اللَّهُ فِيهِمْ وَ اللَّهِ لَا تَشَفَّعْتُ فِيمَنْ آذَى ذُرِّيَّتِي .
انها تحذير عظيم جدا للبشر لان اهم وسيلة للنجاة في الآخرة هي الشفاعة وهي الامل الاكبر لنا للخلاص من " يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى وَ ما هُمْ بِسُكارى وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَديدٌ (2)(الحج)"
انما هو تحذير لمن آذى ذرية رسول الله صلى الله عليه واله بانه سيحرم من الشفاعة ويا لها من خسارة عظيمة ؛ ان هناك من يحترم ذرية رسول الله صلى الله عليه واله ويحتاط لكل من عُرِف وشهر عنه بانه من ذرية رسول الله صلى الله عليه واله فهذا هو من اهل النجاة ؛ واما من يتعمق ويشكك في هذا وذاك فهو على شفا حفرة من الهلاك لانه ان شك بنسب احد ثم تبين انه كان صادقا في نسبه فانه سحرم من الشفاعة يوم يقف رسول الله صلى الله عليه واله في المقام المحمود ليشفع لاهل الكبائر من امته كما في هذه القصة الجميلة التي ينقلها الشيخ المجلسي رحمه الله في كتابه بحار الانوار
بحارالأنوار 93 225 باب 27- مدح الذرية الطيبة و ثواب ....
عن كتاب غوالي اللئالي : ذكر العلامة قدس سره في كتابه المسمى بمنهاج اليقين بسنده عمن رواه قال :
وقعت في بعض السنين ملحمة بقم و كان بها جماعة من العلويين فتفرق أهلها في البلاد و كان فيها امرأة علوية صالحة كثيرة الصلاة و الصيام و كان زوجها من أبناء عمها أصيب في تلك الملحمة و كان لها أربع بنات صغار من ابن عمها ذلك فخرجت مع بناتها من قم لما خرجت الناس منها فلم تزل ترمي بها الغربة من بلد إلى بلد حتى أتت بلخ و كان قدومها إليها إبان الشتاء فقدمت بلخ في يوم شديد البرد ذي غيم و ثلج فحين قدمت بلخ بقيت متحيرة لا تدري أين تذهب و لا تعرف موضعا تأوي إليه يحفظها و بناتها من البرد و الثلج فقيل لها إن بالبلد رجلا من أكابرها معروفا بالإيمان و الصلاح يأوي إليه الغرباء و أهل المسكنة فقصدت إليه العلوية و حولها بناتها فلقيته جالسا على باب داره و حوله جلساؤه و غلمانه فسلمت عليه و قالت:
أيها الملك إني امرأة علوية و معي بنات علويات و نحن غرباء و قدمنا إلى هذا البلد في هذا الوقت و ليس لنا من نأوي إليه و لا بها من يعرفنا فنلجأ إليه و الثلج و البرد قد أضرنا دُلِلْنَا إليك فقصدناك لتأوينا.
فقال :
و من يعرف أنك علوية ايتيني على ذلك بشهود .
فلما سمعت كلامه خرجت من عنده حزينة تبكي و دموعها تنتثر واقفة في الطريق متحيرة لا تدري أين تذهب فمر بها سوقي فقال ما لك أيتها المرأة واقفة و الثلج يقع عليك و على هذه الأطفال معك ؟!
فقالت :
إني امرأة غريبة لا أعرف موضعا آوي إليه
فقال لها :
امضي خلفي حتى أدلك على الخان الذي يأوي إليه الغرباء فمضت خلفه
قال الراوي و كان بمجلس ذلك الملك رجل مجوسي فلما رأى العلوية و قد ردها الملك و تعلل عليها بطلب الشهود وقعت لها الرحمة في قلبه فقام في طلبها مسرعا فلحقها عن قريب فقال :
إلى أين تذهبين أيتها العلوية ؟
قالت خلف رجل يدلني إلى الخان لآوي إليه
فقال لها المجوسي :
لا بل ارجعي معي إلى منزلي فأوي إليه فإنه خير لك
قالت نعم فرجعت معه إلى منزله فأدخلها منزله و أفرد لها بيتا من خيار بيوته و أفرشه لها بأحسن الفرش و أسكنها فيه و جاء بها بالنار و الحطب و أشعل لها التنور و أعد لها جميع ما تحتاج إليه من المأكل و المشرب و حدث امرأته و بناته بقصتها مع الملك و فرح أهله بها و جاءت إليها مع بناتها و جواريها و لم تزل تخدمها و بناتها و تأنسها حتى ذهب عنهن البرد و التعب و الجوع فلما دخل وقت الصلاة فقالت للمرأة ألا تقوم إلى قضاء الفرض
قالت لها امرأة المجوسي و ما الفرض ؟ إنا أناس لسنا على مذهبكم إنا على دين المجوسي و لكن زوجي لما سمع خطابك مع الملك و قولك إني امرأة علوية وقعت محبتك في قلبه لأجل اسم جدك و رد الملك لك مع أنه على دين جدك .
فقالت العلوية :
اللهم بحق جدي و حرمته عند الله أسأله أن يوفق زوجك لدين جدي
ثم قامت العلوية إلى الصلاة و الدعاء طول ليلها بأن يهدي الله ذلك المجوسي لدين الإسلام
يتبع كوني معي
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قال الراوي :
فلما أخذ المجوسي مضجعه و نام مع أهله تلك الليلة رأى في منامه أن القيامة قد قامت و الناس في المحشر و قد كضهم العطش و أجهدهم الحر و المجوسي في أعظم ما يكون من ذلك فطلب الماء
فقال له قائل لا يوجد الماء إلا عند النبي محمد صلى الله عليه واله و أهل بيته فهم يسقون أولياءهم من حوض الكوثر
فقال المجوسي لأقصدنهم فلعلهم يسقوني جزاء لما فعلت مع ابنتهم و إيوائي إياها فقصدهم فلما وصلهم وجدهم يسقون من يرد إليهم من أوليائهم و يردون من ليس من أوليائهم و علي واقف على شفير الحوض و بيده الكأس و النبي صلى الله عليه واله جالس و حوله الحسن و الحسين و أبناؤهم فجاء المجوسي حتى وقف عليهم و طلب الماء و هو لما به من العطش
فقال له علي إنك لست على ديننا فنسقيك
فقال له النبي صلى الله عليه واله :
يا علي اسقه
فقال يا رسول الله صلى الله عليه واله إنه على دين المجوسي
فقال يا علي إن له عليك يدا بينة قد آوى ابنتك فلانة و بناتها فكنهم عن البرد و أطعمهم من الجوع و ها هي الآن في منزله مكرمة
فقال علي ادن مني ادن مني فدنوت منه فناولني الكأس بيده فشربت شربة وجدت بردها على قلبي و لم أر شيئا ألذ و لا أطيب منها قال الراوي
و انتبه المجوسي من نومته و هو يجد بردها على قلبه و رطوبتها على شفتيه و لحيته فانتبه مرتاعا و جلس فزعا
فقالت زوجته ما شأنك ؟
فحدثها بما رآه من أوله إلى آخره و أراها رطوبة الماء على لحيته و شفتيه
فقالت له يا هذا قد ساق إليك خيرا بما فعلت مع هذه المرأة و الأطفال العلويين
فقال نعم و الله لا أطلب أثرا بعد عين
قال الراوي
و قام الرجل من ساعته و أسرج الشمع و خرج هو و زوجته حتى دخل على البيت الذي تسكنه العلوية و حدثها بما رآه فقامت و سجدت لله شكرا و قالت و الله إني لم أزل طول ليلتي أطلب إلى الله هدايتك للإسلام و الحمد لله على استجابة دعائي فيك
فقال لها اعرضي علي الإسلام فعرضته عليه فأسلم و حسن إسلامه و أسلمت زوجته و جميع بناته و جواريه و غلمانه و أحضرهم مع العلوية حتى أسلموا جميعهم
قال الراوي
و أما ما كان من الملك فإنه في تلك الليلة لما أوى إلى فراشه رأى في منامه ما رآه المجوسي و أنه قد أقبل إلى الكوثر فقال يا أمير المؤمنين اسقني فإني ولي من أوليائك
فقال له علي اطلب من رسول الله صلى الله عليه واله فإني لا أسقي أحدا إلا بأمره
فأقبل على رسول الله صلى الله عليه واله فقال :
يا رسول الله صلى الله عليه واله مر لي بشربة من الماء فإني ولي من أوليائكم
فقال رسول الله صلى الله عليه واله ايتني على ذلك بشهود
فقال يا رسول الله صلى الله عليه واله و كيف تطلب مني الشهود دون غيري من أوليائكم؟
فقال صلى الله عليه واله و كيف طلبت الشهود من ابنتنا العلوية لما أتتك و بناتها تطلب منك أن تؤويها في منزلك ؟
فقال ثم انتبه و هو حيران القلب شديد الظماء فوقع في الحسرة و الندامة على ما فرط منه في حق العلوية و تأسف على ردها فبقي ساهرا بقية ليلته حتى أصبح و ركب وقت الصبح يطلب العلوية و يسأل عنها فلم يزل يسأل و لم يجد من يخبره عنها حتى وقع على السوقي الذي أراد أن يدلها على الخان فأدله أن الرجل المجوسي الذي كان معه في مجلسه أخذها إلى بيته فعجب من ذلك ثم إنه قصد إلى منزل المجوسي و طرق الباب
فقيل من بالباب ؟
فقيل له الملك واقف ببابك يطلبك فعجب الرجل من مجيء الملك إلى منزله إذ لم يكن من عادته فخرج إليه مسرعا فلما رآه الملك وجد عليه الإسلام و نوره
فقال الرجل للملك : ما سبب مجيئك إلى منزلي و لم يكن لك ذلك عادة ؟
فقال : من أجل هذه المرأة العلوية و قد قيل لي إنها في منزلك و قد جئت في طلبها و لكن أخبرني على حال هذه الحلية عليك فإني أراك قد صرت مسلما
فقال :
نعم و الحمد لله و قد من علي ببركة هذه العلوية و دخولها منزلي بالإسلام فصرت أنا و أهلي و بناتي و جميع أهل بيتي مسلمين على دين محمد و أهل بيته
فقال له و ما السبب في إسلامك فحدثه بحديثه و دعاء العلوية له و رؤياه و قص القصة بتمامها ثم قال:
و أنت أيها الملك و ما السبب في حرصك على التفتيش عنها بعد إعراضك أولا عنها و طردك إياها فحدثه الملك بما رآه و ما وقع له مع النبي صلى الله عليه واله فحمد الله تعالى ذلك الرجل على توفيق الله تعالى إياه لذلك الأمر الذي نال به الشرف و الإسلام و زادت بصيرته ثم دخل الرجل على العلوية فأخبرها بحال الملك فبكت و خرت ساجدة لله شكرا على ما عرفه من حقها فاستأذنها في إدخاله عليها فأذنت له فدخل عليها و اعتذر إليها و حدثها بما جرى له مع جدها صلوات الله عليه و سألها الانتقال إلى منزله فأبت و قالت :
هيهات لا و الله و لو أن الذي أنا في منزله كره مقامي فيه لما انتقلت إليك و علم صاحب المنزل بذلك فقال :
لا و الله لا تبرحي منزلي و إني قد وهبتك هذا المنزل و ما عددت فيه من الأهبة و أنا و أهلي و بناتي و أخدامي كلنا في خدمتك و نرى ذلك قليلا في جنب ما أنعم الله تعالى به علينا بقدومك
قال الراوي
و خرج الملك و أتى منزله و أرسل إليها ثيابا و هدايا و كيسا فيه جملة من المال فردت ذلك و لم تقبل منه شيئا. (انتهى)
نعم يا احبائي هل لمست معنى الرواية وكيف سيكون مصير من يكرم ذرية رسول الله صلى الله عليه واله ولا يطلب الدليل بل يكفيه الشهرة او الادعاء والاحتياط سبيل النجاة .