اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
يوميات ممرضة (13) وزن الريشة
قالت بمرارة وكآبة القائد المنهزم: اجتياز الشهادة الثانوية بنجاح، وإعادة اختبار القياس عدة مرات، لم يوصلني لأكثر من مساعدة تمريض.
ماذا يعني هذا التخصص لها، وما هي الواجبات المناطة بها، تحت هذا المسمى؟!
هذا ما يقلقها كثيرا ويجعل بركان غضبها يثور داخلها، رغم ما تبديه من مرح ومزاح وبهجة.
قد يكون زواجها هو القشة التي قصمت ظهر البعير، لكن لم يكن ظهر بعيرها هي، وإنما ظهر بعير القسم الذي تعمل فيه، حيث طلبت نقلها لقسم آخر.
لم يكن زواجها أو زوجها هو الذي أوصلها لذلك القرار بعينه، مع إنها كانت تتوق للزواج منذ فترة طويلة.
كانت مهام وظيفتها هو القيام على المرضى، من نقلهم بين العيادات، وإعطائهم الدواء، وتنظيفهم، والتخلص من فضلاتهم، إلى تغيير ملابسهم.
كل من حولها كانوا يعتقدون أنها تتأفف من نوعية العمل الذي تقوم به، لأنه ﻻ يفرق كثيرا عن عمل الأجراء ذوي الدخل الزهيد.
تأخر رؤسائها كثيرا في الموافقة على نقلاها، على أمل تغيير رأيها يوما ما، وتقرر البقاء حيث هي، وذلك لهمتها ونشاطها في أداء عملها.
كانت تصر على النقل، وهم يماطلون ويؤخرون قدر استطاعتهم.
بمرور الوقت وتحت إصرارها المستمر جاءت الموافقة، وتم لها ما أرادت، لكنها رفضت النقل عندها.
لم يتوقع احد ردها هذا، وكان ردا قاطع الذي لا رجعت فيه، والذي رجعت معه ابتسامتها ومرحها وخفة دمها.
الواقع الذي لا جدال فيه، وزن وردة المبتسمة زائدا عن حده، بالإضافة لضخامة بنيتها، مما يجعلها كالبطريق في مشيتها، والفقمة في كثافة جسمها.
كان ذلك يعيق حركتها وتنقلها، فتعاني لذلك ألاما وأوجاعا لا تطاق في كل أنحاء جسمها.
ومع ذلك لم ينتبه له احد، ولم يلتفتوا إليه، لخفة دمها وضرفها.
لكن ما الذي حدث، وما الذي تغير في قسمها، وجعلها تغير رأيها!؟
بقلم: حسين نوح مشامع