وجوب طاعة العقل ومخالفة الجهل
عن أبي عبدالله () قال: قال رسول الله (): يا علي لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل.
عن أبي جعفر () قال: لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب الي منك، ولا اكملتك الا فيمن أحب أما اني اياك آمر واياك أنهى واياك اعاقب واياك اثيب.
عن علي () قال: هبط جبرئيل () على آدم () فقال: يا آدم اني اُمرت ان اخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين، فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: اني قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل انا أمرنا ان نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما، وعرج.
عن الرضا () يقول: صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله.
قال أبو عبدالله (): من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنة.
عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر () يا هشام إن الله بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: (فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم اولوا الالباب) إلى أن قال: ـ يا هشام إن لقمان قال لابنه: تواضع للحق تكن أعقل الناس، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيها عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الايمان، وشراعها التوكل، وقيمها العقل، ودليلها العلم، وسكانها الصبر، يا هشام إن لكل شيء دليلا، ودليل العقل التفكر، ودليل التفكر الصمت ولكل شيء مطية ومطية العقل التواضع، وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه ـ إلى أن قال: ـ يا هشام إن لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والانبياء والائمة، وأما الباطنة فالعقول ـ إلى أن قال: ـ يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت قلبك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك؟ يا هشام إن العاقل رضى بالدون من الدنيا مع الحكمة ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم، إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب؟ وترك الدنيا من الفضل، وترك الذنوب من الفرض، يا هشام إن العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة، ونظر إلى الاخرة فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة، فطلب بالمشقة أبقاهما...