اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
العلاقة بين الإمام علي () والقرآن الكريم
العلاقة بين الإمام علي () والقرآن الكريم علاقة راسخة وثابتة ، فهو قد ارتبط بالقرآن ارتباطاً موضوعياً ، حيث رافق نزول القرآن على النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في كل المراحل ، ابتداءً من النداء السماوي الأول : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ ) واستمرت تلك المرافقة في كل المواقف والأحداث والمواقع ، التي نزل فيها وعلى ضوئها القرآن الكريم . وقد اعتنى النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) به عناية خاصة ، وكان () كثير الأسئلة للنبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، فإذا سأل أجابه وإذا سكت ابتدأه ، وقد علّمه ألف باب من العلم كما هو المشهور في كتب الحديث والسيرة .
وقد اختص به النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وعهد له بما لم يعهد لغيره كما نقل ابن عباس : ( كنَّا نتحدَّث أنَّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عهد إلى علي سبعين عهداً لم يعهد إلى غيره ) (1) .
وقد شهد له النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بأعلميته بالقرآن وعلاقته مع القرآن كما جاء في قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) : ( علي أعلم الناس بالكتاب والسُّنّة ) (2) ، وقوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) : ( علي مع القرآن والقرآن مع علي ) (3) .
وكانت جميع آيات القرآن قد أملاها النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) على علي () ، وخطّها علي () بيده كما يقول : ( إنَّ كل آية أنزلها على محمد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عندي بإملاء رسول الله وخط يدي ) (4) .
وكان الإمام علي () أعلم بالقرآن وتأويله ، وفيما نذكر بعض ما اختص به الإمام علي () في علاقته بالقرآن ،لأنّه أول الفتيان إسلاماً ، ولقرابته من النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، فهو ابن عمه وزوج ابنته ، وهو أخوه في حادثة التآخي بين المسلمين .
(1) حلية الأولياء ، 1 / 68 .
(2) المعيار والموازنة ، 102 .
(3) الصواعق المحرقة ، 76 .
(4) آلاء الرحمن في تفسير القرآن ، 38 .