بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك
ياااااااالله
العصمة الصغرى
إن المتأمل في سيرة السيدة زينب سلام الله عليها ، والناظر إلى ما كانت عليه هذه الطاهرة من العبادة لله تعالى، والانقطاع إليه، لا يشك في عصمتها (صلوات الله عليها)..
ومعلوم أن العصمة وسام عظيم، ودرجة راقية، ومقام شامخ، اختص به خواص عباد الله من الأنبياء والأوصياء..
و العصمة لغة هي : الحفظ والوقاية، والمنع والإباء..
واصطلاحاً : قوة معنوية، وملكة ربانية ؛ يهبها الله من يشاء من عباده، يحفظه بها من الخطأ والزلل، والسهو والنسيان، وذلك على وجه لا يسلب منه الاختيار، الذي هو من لوازم التكليف..

وهي على مراتب ودرجات، وقد جعل الله - تبارك وتعالى - أعلى درجات العصمة، وأسمى مراتبها، خاصاً برسوله الكريم محمد بن عبد الله (

) وأهل بيته الطيبين الطاهرين (

)، حيث قال تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)..
ولما كانت السيدة زينب (

) عقيلة خدر الرسالة من سلالة رسول الله (

) وذريته، وقد هذّبت نفسها.. وروضتها على العبادة والتقوى... والخير والإحسان..فقد كانت في عبادتها ثانية أمها الزهراء (

)، وكانت تقضي عامة لياليها بالتهجد، وتلاوة القرآن.. و ما تركت تهجدها لله تعالى طول دهرها، حتى ليلة الحادي عشر من المحرم..

لما كانت -بكل هذه العبادة- تأهلت لأن تنال حظاً من العصمة المعبر عنه بـ (العصمة الصغرى)، وقد أشار إلى ذلك الإمام زين العابدين (

) في بعض كلامه لها، كما وأشارت هي (

) إلى ذلك في بعض خطبها.
والفرق بين من له العصمة الكبرى ومن له العصمة الصغرى ن هو أنه الأول يستحيل عليه العصيان استحالة وقوعية .
وأمّا مـن له العصمة الصغرى لا يعصي الله سبحانه وتعالى طرفة عين وإن لم يكن العصيان عليه مستحيلاً .

وعموما كل من تشرف بمقام العصمة فهو ذو نفس رفيعة وقوية...متشرفة بمقام النورانية مع تفاوت بينها.
فكل ما يقال من تشريفات في حق المعصومين بالعصمة الصغرى هو في مقام الظاهر بالنسبة للمعصومين بالمقام الأسما منها....
و صل اللهم على محمد وآل محمد صفوتك من خلقك واشف قلب الزهراء بظهوروليِّك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين