الحسين (عليه السلام) والبكاء عليه عند الانبياء (عليهم السلام) - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو محمد باقر مشاركات 1 الزيارات 2830 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

ابو محمد باقر
عضو
رقم العضوية : 1132
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 2
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : ابو محمد باقر is on a distinguished road

ابو محمد باقر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ابو محمد باقر



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي الحسين (عليه السلام) والبكاء عليه عند الانبياء (عليهم السلام)
قديم بتاريخ : 04-Jun-2008 الساعة : 09:40 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



المقدمة:-
بسم الله الرحمن الرحيم
على الاطائب من أهل بيت محمد وعلي (صلى الله عليهما وآلهما) , فليبك الباكون , وإياهم فليندب النادبون , ولمثلهم فلتذرف الدموع , وليصرخ الصارخون , ويضج الضاجون , ويعج العاجون .
أين الحسن , وأين الحسين , وأين أبناء الحسين صالحاً بعد صالح , وصادق بعد صادق , أين السبيل بعد السبيل , أين الخيرة بعد الخيرة , أين الشموس الطالعة , أين الأقمار المنيرة , أين الأنجم الزاهرة , أين أعلام الدين وقواعد العلم .
أين مبيد العتاة والمردة , أين مستأصل أهل العناد والتضليل والإلحاد .
أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى , أين مؤلف شمل الصلاح والرضا , أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء , أين الطالب بدم المقتول بكربلاء .
وبعد ...
يرد في أذهان الكثير السؤال عن مشروعية إقامة مجالس العزاء الحسيني وذكر الحسين() والبكاء عليه والسؤال عن أهمية ذلك , وعن الهدف والغاية المرجوة منه ؟؟
وللإجابة على تلك التساؤلات اذكر عدة نقاط غير ملتزم بتسلسل الإجابة , وأرجو ان تكون مناسبة ووافية , ومبينة بصورة جلية , ان الغاية والهدف ليس الطف كواقعة حصلت وليس الإمام الحسين () كشخص معصوم مفترض الطاعة قتل فعلينا ذرف الدموع على تلك الحادثة المأساوية الحزينة , بل ان طف كربلاء تمثل الخير والشر والصراع بينهما منذ خلق آدم إلى يوم الدين , في الأرض والسماء , عند أهل الأرض وعند سكان السماء , وان الإمام الحسين () يمثل الصدق والحق والقسيم والمحك بين الخير والشر والجنة والنار وفي جميع تلك العوالم , وبعد إثبات ذلك يصبح الأمر واضحاً ان حركة التمهيد المهدوي واليوم الموعود المقدس والإمام المنتظر () ودولته الإلهية العادلة , كلها جزء من الحركة الحسينية وامتداد لها فالحركة الحسينية وقائدها () والحركة المهدوية وقائدها () هي الهدف والغاية المقدسة التي وجدنا بل خلقت السماوات والأرض من اجلها , والتي ننال بها القرب والرضا الإلهي والتفضل والتشرف للكون في الحضرة القدسية للجليل الأعلى ( جلت قدرته ) مع الأنبياء والأئمة والصالحين (صلوات الله عليهم أجمعين) .

فالكلام في خمسة فصول :-
الفصل الأول :
الحزن والبكاء في الشرع .
الفصل الثاني :
الثورة الحسينية .
الفصل الثالث :
طف كربلاء .
الفصل الرابع :
الدولة المهدوية .
الفصل الخامس :
المنبر الحسيني .

الفصل الأول
الحزن والبكاء في الشرع
ان البكاء والحزن على الميت وعند المصائب سيرة عقلائية ومتشرعية عمل بها الأنبياء والأئمة والصالحون (صلوات الله عليهم أجمعين) وقد ثبت في الخارج الثمار الصحية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية المترتبة على البكاء وتشير الروايات إلى استحباب الحزن والبكاء والتباكي وان فيه اجر شهيد بل مئة شهيد كما في بكاء يعقوب على يوسف (عليهما السلام) , ولا يخفى ان المراد في المقام ليس الجزع على المصائب بل البكاء والحزن لله وفي الله وبالله تعالى , واليك بعض ما يشهد لهذا المعنى :


آدم()
يبكي ويحزن على هابيل()
عن الإمام زين العابدين () : (انه لما سولت لقابيل نفسه قتل أخيه .... فلما قتله .... فحفر له حفيرة ودفنه فيها , فرجع قابيل لأبيه() .... فانصرف آدم () وبكى على هابيل أربعين يوماً وليلة ...)
وعن الإمام الصادق () : (.... وان آدم أتى الموضع الذي قتل فيه قابيل أخاه فبكى هناك أربعين صباحاً)
وعن الإمام الصادق () : (.... إلى ان قتل هابيل فجزع آدم عليه جزعاً قطعه عن إتيان النساء خمسمائة عام)



يعقوب النبي()
يحزن ويبكي
بالرغم من ان الروايات تشير إلى ان يعقوب () يعلم بوجود يوسف على قيد الحياة لكنه() لم يتحمل فراقه وحزنه عليه وبكى لمدة عشرين أو أربعين أو ثمانين عاماً حتى التقى به . وقد أشار النبي ( وسلم) ان بكاء يعقوب() على ابنه له فيه اجر مئة شهيد واليك ما يشير إلى هذا المعنى :
أ- عن الإمام الباقر () عندما سئل عن يعقوب () هل كان يعلم بحياة يوسف وذهب عينيه عليه من البكاء , أجاب() : ( نعم علم يعقوب () انه حي .... فكتب إلى (عزيز مصر) يعقوب () : بسم الله الرحمن الرحيم , من يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ابن إبراهيم خليل الله
أما بعد : .... ثم رجعوا إليه وزعموا ان الذئب أكله, فاحدودب لهذا ظهري وذهب من كثرة البكاء عليه بصري ..... )
ب- ورد في تفسير الكشاف عند قوله تعالى (وأسفاه على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) ... قيل : ما جفت عيناه من وقت فراق يوسف إلى حين لقاءه , ثمانين عاماً وما على وجه الأرض أكرم على الله تعالى منه .
ج- نفس المصدر السابق (الكشاف) , عن النبي( وسلم) : انه ( وسلم) سأل جبرائيل() ,
ما بلغ وجد يعقوب على يوسف ؟
قال جبرائيل : وجد سبعين ثكلى .
قال الرسول الأكرم ( وسلم) : فما كان له من الأجر ؟
قال جبرائيل : اجر مئة شهيد .

يوسف()
يحزن ويبكي على يعقوب()
بكى يوسف () على فراق أبيه حتى تأذى أهل السجن من ذلك , فصالحهم على ان يبكي في الليل فقط أو في النهار فقط ويشهد لهذا
عن الإمام الصادق () : (البكاؤون خمسة : آدم ويعقوب ويوسف () وفاطمة بنت محمد ( وسلم) وعلي ابن الحسين ()
1- أما آدم , فبكى على الجنة حتى صار خديه أمثال الأودية .
2- أما يعقوب , فبكى على يوسف حتى ذهب بصره.
3- أما يوسف , فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن , فقالوا له : أما ان تبكي بالليل وتسكت بالنهار , وأما ان تبكي بالنهار وتسكت بالليل فصالحهم () على واحدة منهما .
4- وأما فاطمة () فبكت على رسول الله ( وسلم) , حتى تأذى بها أهل المدينة , فقالوا لها : قد آذيتينا بكثرة بكائك , فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء , فتبكي , حتى تقضي حاجتها فتنصرف .
5- وأما علي ابن الحسين (عليهما السلام) فبكى على الحسين () عشرين سنة أو أربعين سنة , ما وضع بين يديه طعام إلا بكى , حتى قال له مولى له : جعلت فداك إني أخاف ان تكون من الهالكين ؟
قال () : انما اشكوا بثي وحزني إلى الله واعلم ما لا تعلمون , اني ما ذكرت مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة) .

قول وفعل وإقرار
النبي( وسلم)
لقد بكى النبي ( وسلم) على عمه أبي طالب () وعلى عمه الحمزة وجعفر الطيار وزيد ابن الحارث وعبد الله ابن رواحة وعلى ولده إبراهيم وعلى أمه آمنة عندما كان ( وسلم) , وعلى سعد ابن عبادة . وقد اقر ( وسلم) بكاء البكائين , وكذلك نراه ( وسلم) حث على البكاء كما حث وأمر بالبكاء على جعفر وحمزة (عليهما السلام) وقد تصدى ( وسلم) لمنع وزجر من يمنع البكاء كما حصل مع عمر ابن الخطاب عندما كان يمنع وينهى الناس عن البكاء فكان النبي ( وسلم) يزجر عمر وينهاه عن مثل ذلك التصرف
أ- عن أبي داوود والنسائي ... عن علي () لما مات أبو طالب () فعندما اخبر النبي ( وسلم) بكى وقال ( وسلم) : (اذهب اغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه)
ب- في سيرة الحلبي والدحلاني .... عن ابن مسعود : (ما رأينا رسول الله ( وسلم) باكياً اشد من بكاءه على حمزة , وضعه في القبلة , ثم وقف على جنازته وانتحب أي شهق حتى بلغ به الغشي يقول : يا عم رسول الله يا حمزة , يا أسد الله وأسد رسوله يا حمزة , يا فاعل الخيرات يا حمزة , يا كاشف الكربات يا حمزة . يا ذاب عن وجه رسول الله ....)
ج- البخاري في صحيحه : (ان النبي ( وسلم) نعى جعفراً وزيداً وابن رواحة , وان عينيه لتذرفان )
د- مسلم في صحيحه : (يوم زار ( وسلم) قبر أمه آمنة فبكى وأبكى من حوله )
هـ - مسلم والبخاري ... يوم مات صبي لإحدى بناته , إذ فاضت عيناه يومئذ , فقال سعد : ما هذا يا رسول الله ؟
قال ( وسلم) : (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده , وانما يرحم الله من عباده الرحماء)
و- مسلم والبخاري .... يوم اشتكى سعد ابن عبادة فأتاه النبي ( وسلم) يعوده ومعه بعض أصحابه فوجده في غاشية أهله , فقال ( وسلم) : ( قد قضى ) .
قالوا : لا يا رسول الله .
فبكى النبي ( وسلم) , فلما رأى القوم بكاءه بكوا
فقال ( وسلم) : (ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب)
ز- ابن عبد البر في الاستيعاب ..... يوم استشهاد جعفر الطيار , إذ جاءت النبي ( وسلم) امرأته أسماء بنت عميس فعزاها , ودخلت فاطمة () وهي تبكي وتقول وا عماه) فقال النبي ( وسلم) : (على مثل جعفر فلتبكِ البواكي )
ح- احمد في مسنده عن أبي هريرة , يوم مرت جنازة على رسول الله ( وسلم) ومعها بواكي , فنهرهن عمر , فقال له رسول الله ( وسلم) : (دعهن يا عمر فإن النفس مصابة والعين دامعة) .
وهكذا سيرة الأنبياء والمرسلين والصالحين (صلوات الله عليهم أجمعين) , ومن عارض ذلك فقد خرج عن الدين وخرج عن العقلاء وخرج عن الإنسانية إلى صنف السباع والوحوش الحيوانية .
الفصل الثاني
الثورة الحسينية
الثورة الحسينية وواقعة الطف عاشت حية في ضمير الأنبياء والمرسلين وملائكة الله الصالحين وهذا خير دليل وأوضحه على أهمية الثورة الحسينية المقدسة ومحوريتها في النظام العالمي والكوني وعمقها الفكري والنفسي لتهيئة البشرية بل المخلوقات جميعاً لتقبل فضل الله تعالى ونعمه بتحقيق العدالة الإلهية والانتصار للمستضعفين على يد قائم آل محمد(صلوات الله عليه وعلى آله) في دولة الحق الموعودة , واليك بعض ما يشير إلى تلك المعاني :

نــوح()
و
واقعة الطف
نبي الله نوح () يتبرك ويتشرف ويحافظ على سفينته المباركة سفينة النجاة والإيمان بحمل أسماء وأنوار المعصومين () على المسامير التي وضعت في مقدمة سفينته () وعندما يريد تعليق المسمار الخاص بالإمام الحسين () فإنه يشعر بنداوته فيستفهم من جبرائيل () عن هذه النداوة فيخبره جبرائيل () بواقعة الطف وما يجري فيها على الحسين () وان النداوة تشير إلى سفك دماء سيد الشهداء ويشير لهذا المعنى :
ما ورد عن النبي ( وسلم) : (لما أراد الله تعالى ان يهلك قوم نوح , أوحى الله إليه , ان شق ألواح الساج , فلما شقها لم يدرِ ما يصنع بها , فهبط جبرائيل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت به مئة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار , فسمر المسامير كلها في السفينة إلى ان بقيت خمسة مسامير , فضرب بيده إلى مسمار فأشرق بيده وأضاء كما يضيء الكوكب الدري في أفق السماء , فتحير نوح , فانطق الله المسمار بلسان طلق ذلق فقال : إنا على اسم خير الأنبياء , محمد ابن عبد الله .
فهبط جبرائيل () فقال له : يا جبرائيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله ؟
فقال جبرائيل () : هذا باسم سيد الأنبياء محمد ابن عبد الله , أسمره على أولها (أي أول السفينة) على جانب السفينة الأيمن .
ثم ضرب بيده إلى مسمار ثانٍ , فأشرق وأنار , فقال جبرائيل () : هذا مسمار أخيه وابن عمه سيد الأوصياء علي ابن أبي طالب فأسمره على جانب السفينة الأيسر في أولها .
ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار, فقال جبرائيل () : هذا مسمار فاطمة فأسمره إلى جانب أبيها .
ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار , فقال جبرائيل () : هذا مسمار الحسن فأسمره إلى جانب مسمار أبيه .
ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس فزهر وأنار واظهر نداوة , فقال جبرائيل () : هذا مسمار الحسين () فأسمره إلى جانب مسمار أبيه .
فقال نوح () : يا جبرائيل ما هذه النداوة ؟ فقال جبرائيل () : هذا الدم , فذكر قصة الحسين وما تعمل الأمة به , فلعن الله قاتله وظالمه وخاذله)


إسماعيل الذبيح والحسين
(عليهما السلام)
في هذه النقطة وما بعدها نحاول إظهار البعد والعمق التاريخي للثورة الحسينية والسعة والشمولية لأهل الأرض والسماء , فإبراهيم الخليل () عندما عقد العزم على السير والسلوك إلى اقرب الدرجات من الحضرة الإلهية
المقدسة , تمنى ان يقدم اعز قربان إلى الله تعالى حتى يرتقي في السلم القدسي , فاستجاب الله تعالى دعوته وأمنيته فأبدل التضحية والذبح لابنه إسماعيل الذبيح () بتضحية وذبح أعظم واكبر وأكثر حزناً وألماً الذي يحصل في طف كربلاء حيث يذبح الإمام الحسين () فيغتم إبراهيم () ويحزن حزناً شديداً على هذا المصاب الجلل لان صاحب المصاب () أفضل وأحب إليه من ابنه إسماعيل الذبيح () . وبهذا يثبت ان الثورة الحسينية تعيش في واقع الحياة ووجدان المجتمع ونفوس وقلوب الأنبياء والصالحين () منذ بدأ الخليقة .
واليك بعض ما يشير إلى هذا المعنى :
1- عن الإمام الرضا () : (لما أمر الله عز وجل إبراهيم () ان يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي انزله عليه , تمنى إبراهيم () ان يكون قد ذبح ابنه إسماعيل وتمنى انه يؤمر بذبح ذلك الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح اعز ولده بيده عليه , فيستحق بذلك ارفع درجات أهل الثواب على المصائب , .... فأوحى الله عز وجل : يا إبراهيم من أحب خلقي إليك ؟ قال إبراهيم () : يا ربي ما خلقت خلقاً هو أحب إليّ من حبيبك محمد ( وسلم)
فأوحى الله تعالى إليه : فهو أحب إليك أم نفسك ؟
قال إبراهيم () : بل هو أحب إليّ من نفسي .
قال الله تعالى : فولده أحب إليك أم ولدك ؟
قال إبراهيم () : بل ولده .
قال الله تعالى : فذبح ولده ظلماً على أيدي أعداءه أوجع لقلبك , أم ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟
قال إبراهيم () : يا ربي بل ذبحه على أيدي أعداءه أوجع لقلبي .
قال الله تعالى : يا إبراهيم فإن طائفة تزعم انها من شيعة محمد ( وسلم) ستقتل الحسين من بعده ظلماً وعدواناً كما يذبح الكبش , ويستوجبون بذلك سخطي .
قال الإمام الرضا () : فجزع إبراهيم () لذلك وتوجع قلبه واقبل يبكي ...
فأوحى الله عز وجل إلى إبراهيم () : قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك, بجزعك على الحسين وقتله , وأوجبت لك ارفع درجات أهل الثواب على المصائب) .
2- ومما يشير إلى حزن إبراهيم () بعض ما ورد عن المعصومين () في احد وجوه تفسير قوله تعالى : (إني سقيم) الصافات / 88 .
انه سقم عندما علم بما يحصل للإمام الحسين () في واقعة الطف , حيث ورد : (ان إبراهيم () قال : اني سقيم , يعني بما يفعل بالحسين () لأنه عرفه من علم النجوم ...)




موسى والخضر(عليهما السلام)
يعقدان مجلساً
عندما يلتقي موسى () مع الخضر () وفي حالة طلب العلم ومعرفة الأعلم بصورة مطلقة أو في بعض الحالات , فإنهما يستذكران المصائب التي تقع على محمد ( وسلم) وأهل بيته المعصومين () فيبكيان كثيراً على تلك المصائب , وهذا الفعل واضح في كشف العمق والبعد والمركزية في قضية أهل البيت والحسين () بصورة خاصة حيث ثبت ان الخضر () سيظهر مع صاحب العصر والزمان () وهو ينادي بشعار (يا لثارات الحسين) , وفي هذا الفعل دليل مشروعية المجالس الحسينية مع الأخذ بنظر الاعتبار ان المجلس عقد قبل ولادة الحسين () واليك ما يشير إلى هذا المعنى :
عن الإمام الرضا () : (أتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزائر البحر أما جالساً وأما متكئاً , .... فأنكر (الخضر) السلام , إذ كان بأرض ليس فيها سلام , فقال الخضر () : من أنت ؟ فقال موسى () : إنا بن عمران الذي كلمه الله تكليماً ... جئت (لتعلمني مما علمت رشدا)
قال الخضر () : إني أوكلت بأمر لا تطيقه .
ثم حدثه العالم (الخضر () ) بما يصيب آل محمد () من البلاء , .... حتى اشتد بكاؤهما ... ثم حدثه عن فضل آل محمد , حتى جعل موسى () يقول : يا ليتني كنت من آل محمد ( وسلم) حتى ذكر (الخضر ()) فلاناً وفلاناً ومبعث رسول الله ( وسلم) وما يلقي منهم ومن تكذيبهم إياه , وذكر له تأويل هذه الآية : (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة حين اخذ الميثاق عليهم)
فقال موسى () : هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا)


إسماعيل صادق الوعد()
يتمنى الرجعة
هذا إسماعيل (بن حزقيل) صادق الوعد , ضحى بنفسه بعد ان كذبه قومه فقتلوه وسلخوا فروة رأسه وجلد وجهه وفي هذا الموقف والمصاب ولتعبير النفس فإن إسماعيل () يذكر مصيبة الحسين () ويتأسى به , فنسمعه لا يطلب النصر على الأعداء في تلك الواقعة بل يدعو الله تعالى ان يكرّه ويرجعه كما يرجع الحسين () فيكون معه ويدعو ان يرجع أعداءه كما يرجع أعداء الحسين () فينتقم من أعداءه في الرجعة كما ينتقم الإمام الحسين () من أعداءه في الرجعة , ويشير لهذا المعنى :
أ- عن الإمام الصادق () : (ان إسماعيل الذي قال الله عز وجل في كتابه (واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا) لم يكن إسماعيل ابن إبراهيم , بل كان نبياً من الأنبياء , بعثه الله عز وجل إلى قومه , فأخذوه وسلخوا فروة رأسه ووجهه , فأتاه ملك فقال : ان الله جل جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت , فقال إسماعيل () : لي أسوة بما يصنع بالحسين)
ب- سئل الإمام الصادق () , عن إسماعيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه حيث يقول : (واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد) , أكان إسماعيل ابن إبراهيم .... ؟ ..... أجاب الإمام () : .... (انه) إسماعيل بن حزقيل النبي , بعثه الله إلى قومه فكذبوه وقتلوه وسلخوا فروة رأسه وجلد وجهه , ..... فغضب الله عليهم , فوجه سطاطائيل ملك العذاب , فقال له : يا إسماعيل إنا ملك العذاب وجهني رب العزة إليك لأعذب قومك بأنواع العذاب , ان شئت
فقال له إسماعيل() : لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل
فأوحى الله إليه : ما حاجتك يا إسماعيل ؟
فقال إسماعيل () : يا ربي انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية , وأخبرت خلقك بما يفعل بالحسين بن علي من بعد نبيها ....
وانك وعدت الحسين () ان تكرّه (ترجعه) إلى الدنيا حتى ينتقم ممن فعل ذلك به , فحاجتي إليك يا ربي ان تكرّني إلى الدنيا حتى انتقم مما فعل ذلك بي , كما تكر الحسين () . فوعد الله تعالى إسماعيل بن حزقيل ذلك , فهو تعالى يكرّه مع الحسين بن علي (عليهما السلام) .



زكريا() يختنق بعبرته
عند ذكر الحسين()
كان نبي الله زكريا () يدعو الله تعالى بأسماء الخمسة (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) (صلوات الله عليهم) وعندما يصل إلى ذكر الحسين () تخنقه العبرة وتدمع عيناه وعندما أوحى الله إليه على ما يحصل على الحسين () اعتزل زكريا () الناس ثلاثة أيام واقبل على البكاء والنحيب واخذ يرثي الحسين () ونصرة للحسين () واحياءاً لثورته ومساعدة للنبي ( وسلم) وعلي وفاطمة (عليهما السلام) ومشاركة لهم () بالكرب والحزن . طلب زكريا () من الجليل الأعلى ان يرزقه ولداً تقر به عينه ثم يفجعه به كما فجع النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) بالحسين () , فرزقه الله يحيى () شبيه الحسين () , وفجعه به (صلوات الله عليهم أجمعين) ومما يشير لهذا المعنى :
عن الإمام الحجة بن الحسن () : (ان زكريا () سأل ربه ان يعلمه أسماء الخمسة , فاهبط الله تعالى عليه جبرائيل فعلمه اياه فكان زكريا إذا ذكر محمد ( وسلم) وعلي وفاطمة والحسن () انكشف عنه وانجلى كربه , وإذا ذكر الحسين () خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة (الزفير) وتتابع النفس .
فقال زكريا () ذات يوم : الهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي, وإذا ذكرت الحسين () تدمع عيني وتثور زفرتي ؟
فأنبأه الله تعالى عن قصته ....
فلما سمع ذلك زكريا () لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع فيهن الناس من الدخول عليه , واقبل على البكاء والنحيب
وكان زكريا () يرثيه ويقول : الهي أتفجع خير خلقك بولده ؟
الهي أتنزل بلوى هذه الرزية بفناءه ؟ الهي أتلبس علياً وفاطمة ثياب هذه المصيبة ؟ الهي أتحل كربة هذه المصيبة بساحتها ؟
ثم كان زكريا () يقول : الهي ارزقني ولداً تقر به عيني على الكبر , فإذا رزقتني فافتني به , ثم افجعني به كما تفجع محمد حبيبك بولده .
ثم قال الإمام () : فرزقه الله يحيى () وفجعه به وكان حمل يحيى ستة اشهر , وحمل الحسين () كذلك)



النبي( وسلم)
يقيم مجالس العزاء الحسيني
تضافرت الروايات السنية والشيعية على ان النبي الأكرم( وسلم) عقد مجالس عديدة ذكر فيها الحسين () وما يلاقيه في طف كربلاء0 وقد بكى النبي ( وسلم) وأبكى الصحابة معه ، فالرسول الأكرم ( وسلم) الذي لا ينطق عن الهوى والذي لا يحب إلا في الله وبالله ولله يعقد المجالس الحسينية ، قبل وفاة الحسين () والآن أيها العاقل النبيه اسأل نقسك بل وجرب بنفسك واعقد مجلس تعزية لنفسك أو لأحد أرحامك وهو على قيد الحياة ، بل وجرب بنفسك واعقد مجلس تعزية لنفسك أو لأحد أرحامك وهو على قيد الحياة ، بحيث لو قدم إليك المعزون وسألوك عن الميت الذي أقيم من اجله المجلس ، فأنك تجيب بأنك تقيم المجلس على روحك التي لم تقبض بعد وتقول لهم هذا المجلس على روحي أو روح فلان التي ستقبض في المستقبل ،تصور ما هو الموقف في ذلك المجلس ؟ والمتوقع جدا ان أصحابك سيسخرون !!!
والآن ارجع إلى فعل النبي الأكرم ( وسلم) بل أفعال الأنبياء السابقين () الذين عرفنا بعض أخبارهم في النقاط السابقة ، أليس فعلهم (صلوات الله عليهم وعلى آلهم أجمعين ) كفعلك ، لكن يوجد فرق بين الحالتين وهو ان السخرية والاستهزاء متوقعه بخصوص فعلك أما فعل الأنبياء السابقين() وفعل خاتم النبيين ( وسلم) فهو تشريع مقدس ناشئ عن الحكمة والمصلحة النوعية للسماوات والأرض وسكانها ، والمعترض على فعل الأنبياء () فضلاً عن الساخر به يكون خارجاً عن الدين فيصبح في زمرة المنافقين والكافرين .
ويبقى السؤال عن العلة لذلك الفعل المقدس والحث عليه ؟ وليس عندنا من جواب إلا القول ان الله تعالى هو العالم بعلل الأحكام ، أما الكلام ببعض الحكم والاغراض على نحو الأطروحات المحتملة التي تنقدح في أذهان القاصرين فلا بأس بالتعرض لها خلال البحث ان شاء الله تعالى ، واكتفي في المقام بذكر بعض الموارد عن طريق أهل السنة التي تشير إلى تلك المجالس الحسينية التي عقدها النبي ( وسلم) منها:
1ـ احمد في مسنده ، وابن عبد البر ، والعسقلاني، من الاستيعاب والإصابة ، وفي الصواعق : ان ابن عباس رأى في المنام النبي ( وسلم) نصف النهار، أشعث اغبر وفي يده قارورة فيها دم يلتقطه ،
فسأله ابن عباس (عن الدم)
فقال ( وسلم) : دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم .... فنظروا فوجدوه قد قتل في ذلك اليوم .
2ـ الصواعق والترمذي : ان أم سلمة رأت النبي ( وسلم) ( فيما يراها النائم ) باكياً وبرأسه ولحيته التراب ،
فسألته (أم سلمة عن ذلك)
فقال ( وسلم) : قتل الحسين آنفاً .
3ـ أعلام النبوة / للماوردي الشافعي .... عن عائشة قالت: دخل الحسين بن علي على رسول الله ( وسلم) وهو ( وسلم) يوحى إليه
فقال جبرائيل (): ان أمتك ستفتتن بعدك، وتقتل ابنك هذا من بعدك ،
ومد يده فأتاه بتربة بيضاء ، وقال جبرائيل (): في هذه يقتل ابنك ، اسمها الطف .
فلما عرج جبرائيل (): خرج رسول الله ( وسلم) إلى أصحابه والتربة بيده ، وفيهم أبو بكر وعمر وعلي وحذيفة وعمار وأبو ذر ، وهو ( وسلم) يبكي
فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله ( وسلم) ؟
فقال (صلى الله عليه واله وسلم): اخبرني جبرائيل ان ابني الحسين() يقتل بعدي بأرض الطف ، وجاء بهذه التربة فأخبرني ان فيها مضجعه.
4ـ المالكي في العقد الفريد ، وفي الصواعق ....عن أم سلمة قالت: كان عندي النبي ( وسلم) , ومعه الحسين () فدنى من النبي ( وسلم) فأخذته فبكى الحسين () فتركته فدنى الحسين () منه (من النبي ( وسلم) ) فأخذته , فبكى الحسين () فتركته فقال جبرائيل () : أتحبه يا محمد ( وسلم) ؟
قال ( وسلم) : نعم
قال جبرائيل () : أما ان أمتك ستقتله وان شئت أريتك الأرض التي يقتل بها .
فبكى النبي ( وسلم) .
5- الصواعق لابن حجر .... عن الشعبي قال : مر علي () .... ثم قال علي () : (دخلت على رسول الله ( وسلم) وهو يبكي فقلت : ما يبكيك ؟ قال ( وسلم) : كان عندي جبرائيل آنفاً واخبرني ان ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال لها (كربلاء)) .
6- احمد بن حنبل في مسنده (ان علياً () .... فقال () : دخلت على رسول الله ( وسلم) ذات يوم وهو يبكي , فسألته فقال ( وسلم) : قام من عندي جبرائيل فحدثني ان الحسين يقتل بشط الفرات
قال ( وسلم) : قال جبرائيل () : هل لك ان أشمك من تربته ؟
قال ( وسلم) : قلت نعم
فمد يده فقبض قبضة من تراب فاعطانيها) .
7- ابن عساكر والبيهقي , والبداية والنهاية .... عن أم الفضل (قالت رأيته في منامي قبل مولد الحسين () كأن قطعة من لحم رسول الله ( وسلم) قطعت فوضعت في حجري فقصصت ذلك على رسول الله ( وسلم) فقال( وسلم): رأيت خيراً ان صدقت رؤياك , فإن فاطمة تلد غلاماً وادفعه إليك لترضعيه
قالت أم الفضل : فجرى الأمر على ذلك فجئت به يوماً إليه , فوضعته في حجره فبينما هو ( وسلم) يقبله , بال فقطرت من بوله قطرة على ثوب النبي ( وسلم) فقرصته فبكى الحسين () فقال النبي ( وسلم) كالمغضب : مهلاً يا أم الفضل , فهذا ثوبي يغسل وقد اوجعتي ابني ....
قالت أم الفضل : فتركته في حجره وقمت لآتيه بماء , فجئت إليه فوجدته يبكي فقلت : مم بكاؤك يا رسول الله ؟
فقال ( وسلم) : ان جبرائيل أتاني فاخبرني ان أمتي ستقتل ولدي , لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة) .



أمير المؤمنين()
يحيي واقعة الطف
وعلى سيرة المصطفى الأمجد ( وسلم) سار المرتضى () ومن المجالس التي عقدها أمير المؤمنين () كانت في نفس طف كربلاء وقد عقد المجلس بنفسه وكان(صلوات الله عليه) هو صاحب المنبر حيث اخذ يرثي الحسين () وأهل بيته وأصحابه وبكى () وأبكى , واستشهد في مجلسه بمجالس النبي ( وسلم) وبكاء الرسول ( وسلم) على الحسين () واليك بعض ما يشير لهذا المعنى عن طريق أهل السنة :
1- احمد بن حنبل في مسنده عن عبد الله بن نجا عن أبيه : انه سار مع علي () , فلما حاذى نينوى وهو () منطلق إلى صفين نادى : (صبراً أبا عبد الله , صبراً أبا عبد الله بشط فرات )
فسئل عن ذلك فقال () : ( دخلت على رسول الله ( وسلم) ذات يوم وهو يبكي فسألته , فقال ( وسلم) : قام من عندي جبرائيل فحدثني ان الحسين يقتل بشط الفرات
قال فقال : هل لك ان أشمك من تربته ؟
قال : قلت , نعم ,
فمد يده فقبض قبضة من تراب فاعطانيها) .
2- في الصواعق لابن حجر : ان علياً () مر بموقع قبر الحسين () فقال: (ها هنا مناخ ركابهم , وها هنا موضع رحالهم , وها هنا مهراق دمائهم , فتية من آل محمد يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض ) .
3- في الصواعق لابن حجر , والطبقات لابن سعد, عن الشعبي قال : مر علي () بكربلاء عند مسيره إلى صفين فوقف وسأل عن اسم الأرض فقيل : كربلاء ,
فبكى () حتى بلَّ الأرض من دموعه ثم قال () : { دخلت على رسول الله ( وسلم) وهو يبكي فقلت : ما يبكيك يا رسول الله ( وسلم) ؟
قال ( وسلم) : كان عندي جبرائيل آنفاً واخبرني ان ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال لها كربلاء} .


أهل بيت النبوة(صلوات الله عليهم أجمعين)
ومصاب الحسين()
لترسيخ الثورة الحسينية واهدافها في أذهان الناس وقلوبهم ولشحذ المخلصين وتأسيس الاستعدادات الروحية والجسدية وتحقيق التكاملات الفكرية والعاطفية والسلوكية , ولتهيئة القواعد والشرائح الاجتماعية التي تحتضن أطروحة الأخذ بالثأر والمحقق للعدل () والانتصار له () والثبات على ذلك , تصدى الأئمة المعصومون () لتربية الأجيال وتحقيق الأهداف , وقد جعلوا المنبر الحسيني الوسيلة الرئيسية في تلك التربية الرسالية الإلهية, فقد عقدوا المجالس وارشدوا الناس إلى ما يترتب عليها من آثار في الدنيا والآخرة , واليك بعض ما يشير إلى سيرة المعصومين () في إحياء ثورة الحسين () وواقعة الطف :
1- الإمام السجاد () يأمر برثاء الحسين ()
ورد ان الإمام السجاد () أمر بشراً (بشر بن حذام) برثاء الحسين () إذ قال () : ( يا بشر , رحم الله أباك لقد كان شاعراً , فهل تقدر على شيء منه ) ؟
قال بشر : نعم يا ابن رسول الله
قال () : (ادخل المدينة , وانعَ أبا عبد الله)
قال بشر : فركبت فرسي , وركضت حتى دخلت المدينة فلما بلغت مسجد النبي ( وسلم) رفعت صوتي بالبكاء وأنشدت :
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها قتل الحسين فادمعي مدرارُ
الجسم منه بكربلاء مضرج والرأس منه على القنا يدارُ

2- الإمام الصادق () يأمر بالإنشاد الرقيق المشجي فعن ابن هارون الكفوف قال : دخلت على أبي عبد الله الصادق () فقال () : (يا أبا هارون أنشدني في الحسين)
قال أبو هارون : فأنشدته فلم يعجبه الإنشاد لخلوه من الرقة الشجية فقال () : ( لا ) أي ليس بهذه الطريقة (بل) كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره
قال أبو هارون : فأنشدته حينئذ :

امرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكية
يا أعظماً لا زلت من وطفاء ساكبة روية
وإذا مررت بقبره فاطل به وقف المطية
وابكِ المطهر للمطهر والمطهــرة التقيـة
فبكاء معولة أتت يـوم لواحدها المنية

قال أبو هارون : فبكى () ثم قال () : ( زدني )
فقال أبو هارون : فأنشدته القصيدة الأخرى :
يا مريم قومي واندبي مولاك وعلى الحسين اسعدي ببكائك
قال أبو هارون : فبكى الصادق () وتهايج النساء من خلف الستر , فلما ان سكتن قال الإمام () : (يا أبا هارون من انشد في الحسين فبكى وأبكى عشرة , كتبت لهم الجنة ) إلى ان قال () : (ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينه مقدار جناح ذبابة كان ثوابه على الله ولم يرضَ له بدون الجنة) .
3- الإمام الرضا () يبكي مصاب الحسين .
لا يخفى على الجميع قصيدة دعبل الخزاعي التي تلاها في دار الإمام الرضا () فبكى الإمام () اشد البكاء وكذلك علا صراخ النساء وعويل الأطفال من وراء الستار .


سكان السماوات
يحيون مصاب الحسين()
عرفنا مما سبق وسنعرف ان السماء وسكانها ذكروا الحسين واحيوا ذكراه وبكوا , فجبرائيل() وفي مناسبات عديدة يتحدث بهذه الواقعة مع النبي ( وسلم) وكذلك هبطت الملائكة لتعزية النبي ( وسلم) بمصاب الحسين () واليك ما يشير لهذا المعنى :
1- احمد بن حنبل في مسنده : .... فقال () : (دخلت على رسول الله ( وسلم) ذات يوم وهو يبكي , فسألته فقال ( وسلم) : قام من عندي جبرائيل () فحدثني عن الحسين يقتل بشط الفرات
قال ( وسلم) : فقال جبرائيل , هل لك ان أشمك من تربته ؟
قال ( وسلم) : قلت , نعم
فمد جبرائيل يده فقبض قبضة من تراب فاعطانيها).
2- عن ابن سعد وابن حجر , عن الشعبي قال : مر علي () ..... ثم قال علي () : (دخلت على رسول الله ( وسلم) فقلت ما يبكيك ؟
قال ( وسلم) : كان عندي جبرائيل آنفاً واخبرني ان ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال لها كربلاء ....) .
3- في الصواعق لابن حجر .... ان علياً مر بموضع قبر الحسين () فقال : (ها هنا مناخ ركابهم .... فتية من آل محمد يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض) .
4- العقد الفريد للمالكي .... عن أم سلمة قالت : كان عندي النبي ( وسلم) ومعه الحسين .....
فقال له جبرائيل () : أتحبه يا محمد ؟
قال ( وسلم) : نعم
قال جبرائيل () : أما ان أمتك ستقتله , وان شئت أريتك الأرض التي يقتل بها ,
فبكى النبي ( وسلم) .
5- اعلام النبوة للماوردي الشافعي عن عائشة قالت : دخل الحسين بن علي على رسول الله ( وسلم) وهو يوحى إليه فقال جبرائيل () : ان أمتك ستفتتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك ,
ومد يده , فأتاه بتربة بيضاء وقال جبرائيل : في هذه يقتل ابنك اسمها الطف .
6- عن أم الفضل قالت : ....... فتركت الحسين() في حجر النبي ( وسلم) وقمت لآتيه بماء , فجئت إليه( وسلم) فوجدته يبكي , قلت : مم بكاؤك يا رسول الله ( وسلم) ؟
فقال ( وسلم) : (ان جبرائيل أتاني فاخبرني ان أمتي ستقتل ولدي لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة) .
7- وروي انه لما أتت على الحسين() من مولده سنة كاملة هبط على رسول الله ( وسلم) اثنا عشر ملكاً محمرة وجوههم باكية عيونهم وهم يقولون : انه سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل , وسيعطى مثل اجر هابيل ويحمل قاتله وزر قابيل .....
ولم يبقَ في السماوات ملك مقرب إلا ونزل إلى النبي ( وسلم) يقرأه السلام , ويعزيه عن الحسين , ويخبره في ثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته , والنبي ( وسلم) يقول : (اللهم اخذل من خذله , واقتل من قتله , ولا تمتعه بما طلب) .


حسين مني وأنا من حسين
بعد تسلط الطواغيت والظلمة على رقاب المسلمين وتصديهم وتقمصهم المناصب الإلهية ظلماً وجوراً, وبعد تزلف أئمة الضلالة , وعاظ الشياطين والسلاطين لأولئك الطغاة وتزييفهم للحقائق وخداع الناس وإيقاعهم في الشبهات وإضلالهم وعملهم على إبعاد الإسلام والدين وحرفه عن مساره الصحيح الإلهي الرسالي كما فعل رؤساء وعلماء اليهود عندما حرفوا الدين والإسلام الذي أتى به موسى () وبعد تعطل أو ضمور فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... وبعد ...... وبعد ...... وبعد انحراف دين محمد ( وسلم) , لم يكن أمام الإمام الحسين () إلا التصدي بنفسه وأهل بيته وأصحابه والتضحية بالأهل والمال والنفس من اجل إحياء دين محمد ( وسلم) وتصحيح مساره والحفاظ على استقامته ولهذا سمعناه () يرفع شعار (ان كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني) ونسمعه () يقول : (..... ان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت هذاء , ولم يبقَ منها إلا صبابة كصبابة الإناء , وخسيس عيش كالمرعى الوبيل , إلا ترون إلى الحق لا يعمل به , والى الباطل لا يتناهى عنه , فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً , فإني لا أرى الموت إلا سعادة , والحياة مع الظالمين إلا برما .....)
ولهذا الموقف وغيره يحصل عندنا الاطمئنان بل اليقين ان ما صدر من النبي ( وسلم) من قول (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) يريد ( وسلم) الإشارة والتأكيد على ان الثورة الحسينية هي المصححة للمسيرة المهدوية من الانحراف بل هي الحياة للرسالة المحمدية المقدسة بعد ان حاول أئمة الضلال والمنافقون إماتتها ودفنها .... وإذا أضفنا لذلك قول الإمام الحسين () : (إني لم اخرج أشراً , ولا بطراً , ولا مفسداً , ولا ظالماً , وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي ( وسلم) أريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر , وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب ....)
نجد ان شخص الحسين وثورته ونهضته وتضحيته تمثل المثل الأعلى والقدوة الحسنى والتطبيق الصادق الواقعي للقوانين الإلهية الروحية والاجتماعية , حيث جسد () بفعله وقوله وتضحيته , توثيق العلاقة بين العبد وربه وتعميقها والحفاظ على استقامتها وكذلك جسد () العلاقة الإسلامية الرسالية بين الإنسان وأخيه الإنسان حيث الاهتمام لأمور الأخوان وهمومهم ورفع الظيم عنهم ومساعدتهم وتوفير الأمان والتضحية من اجل ذلك حتى لو كلفه حياته () وهكذا انتهج أهل بيته وأصحابه المنهاج المقدس الذي خطه الإمام الحسين () فأصبح ثورة الحسين ونهضته وتضحيته هي الهدف والغاية التي ملكت القلوب وصهرت أمامها النفوس فانقادت لها بشوق ولهفة حاملة الأرواح على الأكف راغبة في رضا الله تعالى لنصرة أولياءه وتحقيق الأهداف الإلهية الرسالية الخالدة , وبعد معرفة هذا يحصل عندنا الاطمئنان بل اليقين ان إحياء ثورة الإمام وامتدادها عبر التاريخ حتى قبل وقوعها وقبل ولادة الإمام الحسين () على أيدي الأنبياء والمرسلين () وعلى يد خاتم الأنبياء ( وسلم) ووصيه () وامتدادها عبر العوالم في السماوات والأرضين كما عرفنا سابقاً كل ذلك لم يكن إلا من اجل تحقيق الأهداف الإلهية التي خلق الإنسان من اجلها وصدرت الأحكام الشرعية من اجل تحقيقها وتلك الأهداف وتحقيقها جعلها الله تعالى مرتبطة ومتلازمة مع ثورة ونهضة الإمام الحسين () .


ملة إبراهيم حنيفاً مسلماً
ولتعمق الفكرة السابقة وترسيخها بتفسير قول النبي ( وسلم) : (حسين مني وأنا من حسين) فإننا نذكر في المقام عدة نقاط :
1- في الوقت الذي بعث نبينا الأكرم ( وسلم) كانت ديانة أهل الكتاب من اليهود والنصارى هي السائدة في مجتمع مكة بل في أنحاء المعمورة .
2- في ذلك الوقت من البعثة الشريفة المقدسة كان التوحيد والحنيفية الإبراهيمية حالة شاذة ونادرة , فالإبراهيمي عادة ينعزل عن المجتمع المكي للابتعاد عن أهل الشرك وأوثانهم حتى يتفرغ لعبادة الله الواحد الأحد الصمد وكثيراً ما يذهب الموحد الإبراهيمي إلى الجبال للتفرغ للعبادة .
3- ان النبي الأكرم ( وسلم) صرح بأنه على ملة إبراهيم () ولم يدعِّ انه على ملة عيسى أو موسى المتمثلة باليهود والنصارى في ذلك الوقت ,
ومما يشير إلى هذا المعنى قوله تعالى : (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) البقرة / 130 .
وفي قوله تعالى : (قالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا , قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين) البقرة / 135 .
4- إضافة لذلك يقال ان الله تعالى نهى النبي ( وسلم) من أتباع ملة اليهود والنصارى فإن في أتباعهم يمثل اتباع الهوى وفيه الضلالة والخسران ويشير لهذا المعنى قوله تعلى : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم , قل ان هدى الله هو الهدى , ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) البقرة / 120 .
5- الظاهر ان السبب في ذلك ان اليهود والنصارى قد حرفوا ما انزل على أنبيائهم موسى وعيسى (عليهما السلام) وغيرهما , ولان الشياع انعقد على كون اليهود والنصارى يمثل كلاً منهما دين موسى وعيسى (عليهما السلام) فالانتساب إلى ملة موسى وعيسى (عليهما السلام) سيفسر ظاهراً ويشاع بأنه اتباع لليهود والنصارى وانه إقرار وإمضاء لما يفعله ويقوله اليهود والنصارى , ولا يخفى على الجميع كيف استغل اليهود توجه المسلمين في بداية البعثة النبوية إلى بيت المقدس في الصلاة حيث أشاعوا بتبعية دين الإسلام لهم وإنهم الأحق بالاتباع والمرجعية الدينية والإلهية , حتى تأذى النبي ( وسلم) من افتراءاتهم , وترتب على هذا تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام , ومثل هذا حصل عندما توجه المسلمون إلى بيت المقدس في الصلاة , فتصور ماذا سيحصل لو ادعى النبي ( وسلم) انه على ملة موسى أو عيسى (عليهما السلام) وكيف سيفسر هذا القول .... ويشير إلى تلك المعاني :
أ- قوله تعالى : (ان تقولون ان إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى , قل أأنتم اعلم أم الله , ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله , وما الله بغافل عما تعملون) البقرة / 140 .
ب- قوله تعالى : (سيقول السفهاء من الناس ما ولاّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها) .


الاستمرار والتجديد
جرت السيرة الإلهية المقدسة في دعوتها الصادقة الرسالية الإسلامية على إعطاء صفة الاستمرارية والديمومة والتجديد على طول التاريخ وهذا الأجراء لابد منه مادام إبليس والهوى والنفس وشياطين الجن والأنس كلهم أعداء الحق ومسيرته, ولهذا تتالى بعث الأنبياء والمرسلين (عليهم الصلاة والسلام) وتلازم مع ذلك مساندة ومؤازرة الأنبياء والصالحين () , وعلى هذه السيرة كانت الثورة الحسينية حياة وروحاً وامتداداً وصيانة للنهضة والرسالة المحمدية (صلوات الله على صاحبها النبي وعلى آله) , وعلى هذا الأساس احتاجت النهضة الحسينية التي جعلها الشارع المقدس المحور والقطب إلى الاستمرار والديمومة والتجديد على طول التاريخ حتى تحقق الأهداف الإلهية التي من اجلها اتقدت وانطلقت الثورة المقدسة , فذكر الإمام الحسين () والتأسي به ومذاكرة واقعة الطف وعقد المجالس والبكي والتباكي بها والحث على ذلك من قبل الأنبياء () وخاتم النبيين (صلوات الله عليه وعلى آله) وسيد الوصيين () وأبنائه المعصومين () , كل ذلك يصب في2 إعطاء الروح والحياة والاستمرارية والديمومة والثبوت لثورة الإمام الحسين () ولكن مع هذا يبقى السؤال , ان ثورة الإمام الحسين () والتأكيد عليها والحث على استمراريتها والحفاظ عليها عبر التاريخ الأرضي والسمائي ما هي غايتها وهدفها النهائي الأقصى , وكيف سيتحقق الهدف المقدس وعلى يد من ؟ !!
وتفصيل الإجابة نذكره لا حقاً خاصة في الفصل الثالث وما بعده ان شاء الله تعالى .



شعاع المقامات
الصورة الرمزية شعاع المقامات
مشرف سابق
رقم العضوية : 520
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 1,562
بمعدل : 0.25 يوميا
النقاط : 274
المستوى : شعاع المقامات will become famous soon enough

شعاع المقامات غير متواجد حالياً عرض البوم صور شعاع المقامات



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : ابو محمد باقر المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-Jun-2008 الساعة : 08:08 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد

وفقك الله يا عزيزي في خدمة أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه

نشكرك على هذا الموضوع الحسيني

بانتظار مواضيعكم المميزة.

شعاع المقامات


توقيع شعاع المقامات

قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc