اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
وأذكر في المقام قصة دالة على التقوى والغلبة على النفس والهوى والشيطان لتكون نبراساً للجميع .
وهي :
إن المترجم آية الله العظمى السيد محمد فشاركي وهو من أفضل تلامذة المجدد الشيرازي الكبير قال أنه في الليلة التي انتقل فيها المجدّد الشيرازي إلى رحمة الله تعالى ، ذهبت إلى المنزل وشعرت في داخل قلبي بالنشاط والحيوية !
تأملت في زوايا نفسي ، فلم أعثر على سبب لهذه الحيوية والنشاط القلبي ... كيف يكون هذا والحال اني في عزاء رجل عظيم كالمجدّد الشيرازي ، أستاذي ومعلمي الذي ربّاني ...
فقد كان فقده أليماً على قلبي وقلوب المؤمنين ، مالي أجد في قلبي هذه الذرات من الحيوية والنشاط والنشاط إن المجدّد الشيرازي هو قمة في العظمة ، إذ جمع في شخصيته الرسالية (العلم والتقوى والفطنة والذكاء) ، ومثله نادر جداً في مراجع الدين ، وإلى جانب ذلك كان في الفهم السياسي للأحداث إنساناً متميزاً ذا حواس متحفّزة وذاكرة قوية وصفات أخرى ، ولقد خسر العالم الإسلامي قائداً مثل هذا المرجع ، فلم تداخلني البهجة القلبية ؟
جلست أتدبر حالي وأتأمل في نفسي ، ما الذي تغيّر فيّ ؟ أين العطب الروحي الحاصل عندي ؟!
بعد هذه التأملات ، قلت لنفسي .... لعلك تفكر في الزعامة والمرجعية التي ترثها بعد أستاذك ؟!
نعم أن المرحوم آية الله السيد محمد فشاركي الذي كان مرشحاً للمرجعية العليا بعد وفاة أستاذه توصّل إلى هذا الاحتمال بأن استلامه للزعامة المرجعية قد يكون السبب في ذلك النشاط السارّ الذي شعر به في قلبه . فخرج من المنزل إلى الحرم الشريف وتوسل حتى الصباح بأمير المؤمنين وأسوة المتقين الإمام علي () أن يبعد عنه (آفة المرجعية) ما دام قلبه مال إليها .
وهكذا رفض السيد محمد فشاركي أن يتسلم الزعامة ، في محاولة منه لتأديب نفسه وترويضها ، ولإنقاذ المرجعية من خطر الهوى وحب الذات .
المصدر // بحث نجاسة الخمر للسيد محمود الحسني دام ظله