اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
درجات الإخـلاص
بما أن الإخلاص عند الإنسان من الصفات النفسية ، فهو قابل للزيادة والنقصان , وهذا يعتمد على محورين :
الـمحور الأول :
عـمـق الإيـمـان :
من الواضح ان مستوى الإيمان وعمقه يختلف من شخص إلى آخر , ويؤثر هذا في مقدار تفاعل الإنسان مع الحقائق الربانية ، ويؤثر على مدى إدراكه أن الله ربه وخالقه وهو الذي يستحق العبادة ، وكلما غار هذا الإدراك في أعماق النفس ، فإنه يحرك المشاعر والأحاسيس ويدفع إلى الطاعة الحقيقية والإخلاص الخالي من الشوائب .
الـمحور الثاني
تربية النفس على الإخلاص :
بعد أن يُدرك الإنسان المؤمن معنى الإخلاص وأثره في بناء الشخصية الإسلامية المؤمنة ، عليه أن يُربي نفسه على الإخلاص ، وذلك بأن يلتفت إلى الإخلاص دائماً فيجعل كل أقواله وأفعاله صغيرها وكبيرها وكل حركاته وسكناته متصلة بالإخلاص ونقية من شوائب النية . وتربية النفس على الإخلاص تشمل عدة مستويات منها :
المستوى الأول :
النية عند أداء الطاعة والعبادة :
الثابت شرعاً أن النية الصحيحة والمقبولة على درجات مختلفة تنحصر بين درجتين :
الدرجة الدُنيا : الإخلاص المخلوط :
ففي هذه الدرجة تختلط النية ببعض الشوائب التي فيها غاية أخرى غير الله تعالى ، وفي هذه الحالة يكون العمل صحيحاً بشرط خلو النية من الرياء .
الدرجة العليا : الإخلاص التام :
ففي هذه الحالة تتجرد النية عن الشوائب كلها ، ووجود الشوائب وعدمها واختلاف مقدارها يعتمد على عدة عوامل منها :
1 – مستوى إيمان الشخص .
2 – الحالة النفسية التي يعيشها أثناء العمل ، فإن للنفس الإقبال والإدبار.
3 – نوع العمل الذي يقوم به الشخص ، فالعمل الذي يكون موافقاً للهوى تتعرض نفس المؤمن لإحتمال وجود الشائبة في إخلاصهِ بقيمة إحتمالية أكبر .
أما في العمل المخالف للهوى والذي يلقى مقاومة من نفس الإنسان فمثل هذا العمل يكون أكثر إحتمالاً لتسجيل وتحقيق الإخلاص التام .
4 – الإلتفات قبل العمل إلى معنى الإخلاص ، والإهتمام بجعل العمل خالصاً لوجهه الكريم سبحانه وتعالى .
5 – مواجهة النفس بعد العمل ، وتقييمها ومحاسبتها بالنظر في مقدار الشوائب , وخلوها من ذلك .
المستوى الثاني :
تعميم الإخلاص
عندما يكون هم الإنسان الأكبر هو إرضاء الله سبحانه وتعالى ، فإنه سيجعل الصفة النفسية للإخلاص عامة ، وتشمل حتى نفكير الإنسان وعواطفه .
ومن الواضح أن درجة إرضاء الله تعالى تختلف من شخص إلى آخر ، ومن حالة إلى أخرى ، وتنحصر بين درجتين :
1 – الدرجة الدنيا :
وفيها لا يبغي المؤمن غير أن يتخلص من العقاب وان يسقط عنه الواجب , وفي هذه الحالة تكون نية الطاعة والإخلاص على الواجبات وبعض المستحبات (مثلاً ) ، أما باقي أوقاته فتصبح فارغة من نية الطاعة لله .
2 – الدرجة العليا :
وفيها يصبح همَّ العبد هو الله سبحانه وتعالى ، ويصبح تفكيره خالصاً لله وتتصاعد هذه الحالة أكثر وأكثر حتى تبدأ أحاسيسه وحبه وكرهه وغضبه ورضاه في التحول من جانب الأهواء إلى جانب رضا الله سبحانه وتعالى وفي هذه الحالة تكون جميع أعماله لله ، من الواجبات والمستحبات وحتى الـمباحات بل والحركات والسكنات ، ويتصاعد الإخلاص عند المؤمن فلا يعيش إلا لله وهذا هو الإخلاص التام ، وهو لا يحصل إلا ممن عانى وجاهد وسعى في تربية نفسه وفي تنقية إخلاصه من الشوائب ، وقد ورد في الحديث القدسي :
(( الإخلاص سرٌ من أسراري أستودعه قلب من أحببتُ من عبادي )) .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
من مضمون حديث لمولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه:
(وقفت على بوابة قلبي فلم أدخل فيه غير الله).
بانتظار مواضيعكم المميزة.
شعاع المقامات
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.