اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
نسال : كيف نموت ؟ وكيف تقبض ارواحنا ؟
والشيخ الكوراني يجيب 0000 الجواب :
الموت ليس فناء ، بل هو انتقال من دار الى دار . أعاننا الله على فراق الدنيا واستقبال الآخرة .
وظاهر الموت أنه يحدث خلل في البدن ، فلا يصلح بسببه لسكن الروح فتنفصل عنه ، ويستوفيها ملك الموت ويأخذها الى محلها في الملأ الأعلى ، وتكون في نعيم أو عذاب ، حسب عمل الإنسان .
أما البدن فتجري عليه العوامل الطبيعية ويتحلل ما عدا ذرة منه تحمل كل خصائص عمل الإنسان للنشأة الأخرى ، وهذه الذرات (الجينات) هي التي يغرسها الله تعالى يوم القيامة في الأرض ، فتنبت الأجساد وتعود اليها الأرواح ، فيكون الحساب والثواب والعقاب على البدن والروح معاً .
ففي الكافي:3/251: ( عن عمار بن موسى ، عن أبي عبد الله ( ) قال : سئل عن الميت يبلى جسده ، قال : نعم حتى لا يبقى له لحم ولا عظم ، إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى ، تبقي في القبر مستديرة ، حتى يخلق منها كما خلق أول مرة ).
وهذه نصوص مفيدة علمياً وعملياً في الموضوع وما يتصل به :
في نهج البلاغة:1/221 : (112 - ومن خطبة له ذكر فيها ملك الموت وتوفية النفس:
هل تحس به إذا دخل منزلا ؟ أم هل تراه إذا توفى أحداً ؟ بل كيف يتوفى الجنين في بطن أمه . أيلج عليه من بعض جوارحها ؟ أم الروح أجابته بإذن ربها ؟ أم هو ساكن معه في أحشائها ؟ كيف يصف إلاهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله ) ؟!
وفي نهج البلاغة:1/212، يصف موت الخاطئين:
( فغير موصوف ما نزل بهم ، اجتمعت عليهم سكرة الموت وحسرة الفوت ، ففترت لها أطرافهم ، وتغيرت لها ألوانهم . ثم ازداد الموت فيهم ولوجاً ، فحيل بين أحدهم وبين منطقه ، وإنه لبين أهله ينظر ببصره ويسمع بأذنه ، على صحة من عقله ، وبقاء من لبه ، يفكر فيم أفنى عمره ، وفيم أذهب دهره . ويتذكر أموالاً جمعها في مطالبها ، وأخذها من مصرحاتها ومشتبهاتها ، قد لزمته تبعات جمعها ، وأشرف على فراقها ، تبقى لمن وراءه ينعمون فيها ويتمتعون بها ، فيكون المهنأ لغيره والعبء على ظهره .
والمرء قد غلقت رهونه بها ، فهو يعض يده ندامة على ما أصحر له عند الموت من أمره ، ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام عمره ، ويتمنى أن الذي كان يغبطه بها ويحسده عليها ، حازها دونه .
فلم يزل الموت يبالغ في جسده حتى خالط لسانه سمعه ، فصار بين أهله لا ينطق بلسانه ، ولا يسمع بسمعه ، يردد طرفه بالنظر في وجوههم ، يرى حركات ألسنتهم ولا يسمع رجع كلامهم .
ثم ازداد الموت التياطا به ، فقبض بصره كما قبض سمعه ، وخرجت الروح من جسده ، فصار جيفة بين أهله قد أوحشوا من جانبه ، وتباعدوا من قربه ، لا يسعد باكيا ، ولا يجيب داعيا .
ثم حملوه إلى مخط في الارض ، وأسلموه فيه إلى عمله ، وانقطعوا عن زورته .
حتى إذا بلغ الكتاب أجله ، والامر مقاديره ، وألحق آخر الخلق بأوله ، وجاء من أمر الله ما يريده من تجديد خلقه ، أماد السماء وفطرها ، وأرج الارض وأرجفها ، وقلع جبالها ونسفها ، ودكَّ بعضها بعضا من هيبة جلالته ومخوف سطوته ، وأخرج من فيها ، فجددهم بعد أخلاقهم ، وجمعهم بعد تفرقهم ثم ميزهم لما يريد من مسألتهم عن خفايا الاعمال وخبايا الافعال . وجعلهم فريقين أنعم على هؤلاء وانتقم من هؤلاء . فأما أهل طاعته فأثابهم بجواره ، وخلدهم في داره ، حيث لا يظعن النزال ، ولا تتغير بهم الحال . ولا تنوبهم الافزاع ، ولا تنالهم الاسقام ، ولا تعرض لهم الاخطار ، ولا تشخصهم الاسفار .
وأما أهل المعصية فأنزلهم شر دار ، وغل الايدي إلى الاعناق ، وقرن النواصي بالاقدام ، وألبسهم سرابيل القطران ، ومقطعات النيران . في عذاب قد اشتد حره ، وباب قد أطبق على أهله في نار لها كلب ولجب ، ولهب ساطع وقصيف هائل ، لا يظعن مقيمها ، ولا يفادى أسيرها ولا تفصم كبولها. لا مدة للدار فتفنى ، ولا أجل للقوم فيقضى ).
وقال المفيد رحمه الله في الإعتقادات ص79 :
(واعتقادنا أنه لا يخرج أحد من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة أو من النار ، وأن المؤمن لا يخرج من الدنيا حتى ترفع له الدنيا كأحسن ما رأها ويرى مكانه في الآخرة ، ثم يخير فيختار الآخرة ، فحينئذ تقبض روحه ).
وفي المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي:1/177: (عن أبي عبد الله أنه قال لسدير : والذي بعث محمداً بالنبوة وعجل روحه إلى الجنة ، ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة والحسرة ، إلا أن يعاين ما قال الله عزوجل في كتابه: عن اليمين وعن الشمال قعيد، وأتاه ملك الموت يقبض روحه فينادى روحه فتخرج من جسده ، فأما المؤمن فما يحس بخروجها ، وذلك قول الله تبارك وتعالى :يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي ، وادخلي جنتي .
ثم قال : ذلك لمن كان ورعاً مواسياً لإخوانه وصولاً لهم ، وإن كان غير ورع ولا وصولاً لإخوانه قيل له : ما منعك من الورع والمواساة لإخوانك ؟ أنت ممن انتحل المحبة بلسانه ولم يصدق ذلك بفعل ! وإذا لقى رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه لقيهما معرضين ، مقطبين في وجهه ، غير شافعين له !!
قال سدير : من جدع الله أنفه ، قال أبو عبد الله : فهو ذلك ) !!
وفي تفسير القمي:2/6: بسند صحيح من حديث المعراج ، يصف عمل عزرائيل :
( عن أبي عبد الله قال : قال رسول الله : لما أسري بي إلى السماء رأيت ملكاً وإذا بيده لوح من نور فيه كتاب ينظر فيه ولا يلتفت يمينا ولا شمالا مقبلا عليه كهيئة الحزين فقلت من هذا يا جبرئيل ؟ فقال هذا ملك الموت دائب في قبض الارواح فقلت يا جبرئيل ادنني منه حتى اكلمه ، فادناني منه فسلمت عليه ، وقال له جبرئيل: هذا محمد نبي الرحمة الذي أرسله الله إلى العباد ، فرحب بي وحياني بالسلام وقال: أبشر يا محمد فإني أرى الخير كله في أمتك . فقلت الحمد لله المنان ذي النعم على عباده ، ذلك من فضل ربي ورحمته عليَّ ، فقلت: أكل من مات أو هو ميت فيما بعد هذا تقبض روحه ؟ قال: نعم . قلت: تراهم حيث كانوا وتشهدهم بنفسك ؟ فقال: نعم ، فقال ملك الموت: ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي ومكنني منها إلا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء ، وما من دار إلا وأنا أتصفحها كل يوم خمس مرات ، وأقول إذا بكى أهل الميت على ميتهم: لا تبكوا عليه فإن لي فيكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد ! فقال رسول الله : كفى بالموت طامة يا جبرئيل!
فقال جبرئيل: إن ما بعد الموت أطم وأطم من الموت ). !!
وفي تفسير نور الثقلين:5/577 : عن الكافي (عن سدير الصيرفى قال : قلت لابي عبد الله : جعلت فداك يابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه ؟
قال : لا والله ، إنه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت : يا وليَّ الله لا تجزع فو الذي بعث محمدا لأنا أبرُّ بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك ، إفتح عينيك فانظر ! قال: ويُمَثَّل له رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهم ، فيقال له : هذا رسول الله وامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين و الائمة رفقاؤك !
قال فيفتح عينيه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول : يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته ، إرجعي إلى ربك راضية بالولاية ، مرضية بالثواب ، فادخلي في عبادي ، يعنى محمد وأهل بيته ، وادخلي جنتي ! فما من شئ احب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي ) .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الامام الصادق (): فيفتح عينه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: يا ايتها النفس المطمئنة الى محمد وأهل بيته ارجعي الى ربك راضية بالولاء مرضية بالثواب، فادخلي في عبادي يعني محمداً واهل بيته وادخلي جنتي.
وختم الامام الصادق )سلام الله عليه) جوابه مصوراً حالة المؤمن بعدما يرى ما يرى، فقال: فما من شيء احب اليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي.
حضور وبشارات الهية
روي في تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي مسنداً عن الامام الصادق قال الراوي: سألته عن المؤمن ايستكره على قبض روحه؟
فقال (): لا والله.
فقلت: وكيف ذاك؟
فقال (): لانه اذا حضره ملك الموت جزع، فيقول له ملك الموت: لا تجزع فوالله لأنا ابر بك واشفق عليك من والد رحيم لو حضرك افتح عينيك وانظر
ثم قال () مبيناً ما يراه المومن في تلك الحالة: ويتهلل له رسول الله وامير المومنين علي بن ابي طالب والحسن والحسين والائمة من بعدهم والزهراء ،... فينظر اليهم فيستبشربهم.
وروي في الكافي عن الصادق في جواب سؤال مماثل وجاء في جانب منه: فقال له: هذا رسول الله وامير المومنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة رفقاؤك.
توقيع روح الاحقاقية
عن الحسن أمي الزهراء بنت محمد المصطفى , قلادة الصفوة , ودرة صدق العصمة , و غرّة
جمال العلم و الحكمة , و هي نقطة دائرة المناقب و المفاخر , و لمعة من أنوار المحامد
والمآثر , خمرت طينة وجودها من تفاحة من تفاح الجنة , و كتب الله في صحيفتها عتق عصاه
, و هي أم السادة النجباء , و سيدة النساء البتول العذراء) .