اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من الكرامات المروية عن زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين ( ع ) والمنقولة في الكتب العربية والفارسية كثيرة ، ولا بأس بذكر واحدة من تلك الكرامات تيمنا وتبركا فنقول : من كراماتها الباهرة ما نقله العلامة النوري في كتابه ( دار السلام )
قال : حدثني السيد السند ، والحبر المعتمد ، العالم العامل ، وقدوة أرباب الفضائل ، والبحر الزاخر ، عمدة العلماء الراسخين السيد محمد باقر السلطان آبادي نفع الله به الحاضر والبادي قال : عرض لي في أيام اشتغالي ببروجرد مرض شديد ، فرجعت من بروجرد إلى سلطان آباد ، فاشتد بي المرض بسبب هذه الحركة ، وانصبت المواد في عيني اليسرى فرمدت رمدا شديدا ، واعتراها بياض وكان الوجع يمنعني من النوم ، فأحضر والدي أطباء البلد للعلاج ، ولما رأواحالتي قال أحدهم : يلزم أن يشرب الدواء مدة ستة أشهر ، وقال الآخر : مدة أربعين يوما ، فضاق صدري وكثر همي من سماع كلماتهم لكثرة ما كنت شربت من الدواء في تلك المدة وكان لي أخ صالح تقي أراد السفر إلى المشاهد العظيمة وزيارةسادات البرية ،
فقلت له : أنا أيضا أصاحبك للتشرف بتلك الاعتاب الطاهرة ، لعلي أمسح عيني بترابها الذي هو دواء لكل داء ، ويأتيني ببركاتها الشفاء فقال لي : كيف تطيق الحركة مع هذا المرض العضال وهذا الوجع القتال ؟ ولما بلغ الاطباء عزمي
على السفر قالوا بلسان واحد : إن بصره يذهب في اول منزل أو ثاني منزل ، فتحرك أخي وأنا جئت إلى بيته بعنوان مشايعته في الظاهر ، وكان هناك رجل من الاخيار سمع قصتي فحرضني على الزيارة وقال لي : لا يوجد لك شفاء إلا لدى خلفاء الله وحججه ، فإني كنت مبتلى بوجع في القلب مدة تسع سنين وكلت الاطباء عن تداويه ، فزرت أبا عبد الله الحسين ( ع ) فشفاني بحمد الله من غير تعب ومشقة ، فلا تلتفت إلى خرافات الاطباء ، وامض إلى الزيارة متوكلا على الله تعالى ،
فعزمت من وقتي على السفر ، فلما كنا في المنزل الثاني من سفرنا اشتد بي المرض ليلا . ولم استقر من وجع العين ، فأخذ من كان يمنعني من السفر يلومني ، واتفق أصحابي كلهم على أن أعود إلى بلدي الذي جئت منه ، فلما كان وقت السحر وسكن الوجع قليلا رقدت فرأيت الصديقة الصغرى زينب بنت إمام الاتقياء عليه آلاف التحية والثناء ، فدخلت علي وأخذت بطرف مقنعة كانت في رأسها وأدخلته في عيني ومسحت عيني به ، فانتبهت من منامي وأنا لم أجد للوجع أثرا في عيني ،
فلما أصبح الصباح قلت لاصحابي لم أجد اليوم ألما في عيني فلا تمنعوني من السفر ، فما تيقنوا مني فحلفت لهم وسرنا ، فلما أخذنا في السير رفعت المنديل الذي كان على عيني المريضة ونظرت إلى البيداء وإلى الجبال فلم أر فرقا بين عيني اليمنى الصحيحة واليسرى المريضة ، فناديت الرفقاء وقلت لهم : تقربوا مني وانظروا في عيني ، فنظروا وقالوا : سبحان الله لا نرى في عينك رمدا ولا بياضا ولا أثرا من المرض ، ولا لفرق بين عينك اليمنى واليسرى ،
فوقفت وناديت الزائرين جميعا وقصصت لهم رؤياي وكرامة الصديقة الصغرى زينب ( سلام الله عليها ) ، ففرح الجميع وأرسلت البشائر إلى والدي فاطمأن خاطره بذلك . قال العلامة النوري : وحدثني بتلك الكرامة شيخنا الجليل النبيل والعالم
الذي عدم له النظير والبديل المولى فتح علي السلطان ، آبادي قال : إنه شاهد هذه الحكاية بنفسه