بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك
ياااااااالله
يقول الله تعالى :
" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ،وخلق منها زوجها، وبث منها رجالا كثيرا ونساء ..."(مطلع سورة النساء)
هل هذا يعني ان الله خلق أمنا حواء من أبينا آدم عليهما سلام الله ؟؟؟
جاء في( الفقيه وعلل الشرائع ) عن الصادق
انه سئل عن خلق حواء وقيل له أن أناسا عندنا يقولون ان الله عز وجل خلق حواء من ضلع آدم اليسرى الأقصى قال:
"سبحان الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا ، يقول من يقول هذا ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه ويجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلا إلى الكلام يقول ان آدم كان ينكح بعضه بعضا؟؟؟- إذا كانت من ضلعه- ما لهؤلاء؟؟؟ حكم الله بيننا وبينهم..."
والعياشي عن الباقر
أنه سئل من أي شيء خلق الله حواء؟ فقال: أي شيء يقولون هذا الخلق؟؟
قلت: يقولون ان الله خلقها من ضلع من اضلاع آدم.
فقال كذبوا، كان يعجز ان يخلقها من غير ضلعه!!!
ثم قال اخبرني أبي عن آبائه
قال قال رسول الله
وسلم:" ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه وكلتا يديه يمين فخلق منها آدم وفضل فضلة من الطين فخلق منها حواء ".
وأما عن معنى
" النفس" في الأياة الشريفة :
".. خلقكم من نفس واحدة .."
فالمراد : من النفس الواحدة هو الجنس البشري الواحد ، بدليل قوله الله عَزَّ و جَلَّ : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ( سورة الروم ( 30 ) ، الآية : 21 .)
، و قوله تعالى أيضاً : { وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }( سورة النحل ( 16 ) ، الآية : 72 ) .
فالمقصود من الآيات هو أن الله تعالى خلق الأزواج من جنس واحد ، و ليس المقصود أنه تعالى خلق النساء من أبدان الرجال كما هو واضح .
و صل اللهم على محمد وآل محمد صفوتك من خلقك واشف قلب الزهراء بظهوروليِّك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين.