|
عضو
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
العاديات
المنتدى :
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
(الحلقة الرابعة) كيف اكتمل اعداد القائد المنتظر
بتاريخ : 04-Jul-2008 الساعة : 03:50 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الكلام للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) . لا تنسوه من الفاتحة والدعاء
وناتى الان على السوال الثالث القائل: كيف اكتمل اعداد القائد المنتظر مع انه لم يعاصر اباه الامام العسكرى الا خمس سنوات تقريبا؟ وهى فتره الطفوله التى لا تكفى لانضاج شخصيه القائد، فما هى الظروف التى تكامل من خلالها؟ والجواب : ان المهدى(ع) خلف اباه فى امامه المسلمين، وهذا يعنى انه كان اماما بكل ما فى الامامه من محتوى فكرى وروحى فى وقت مبكر جدا من حياته الشريفه.
والامامه المبكره ظاهره سبقه اليها عدد من آبائه(ع)، فالامام محمد بن على الجواد(ع) تولى الامامه وهو فى الثامنه من عمر ((100))، والامام على بن محمد الهادى تولى الامامه وهو فى التاسعه ((101))من عمره، والامام ابو محمد الحسن العسكرى((101)) والد القائد المنتظر تولى الامامه وهو فى الثانيه والعشرين من عمره، ويلاحظ ان ظاهره الامامه المبكره بلغت ذروتها فى الامام المهدى والامام الجواد، ونحن نسميها ظاهره لانها كانت بالنسبه الى عدد من آباء المهدى(ع) تشكل مدلولا حسيا عمليا عاشه المسلمون، ووعوه فى تجربتهم مع الامام بشكل وآخر، ولا يمكن ان نطالب باثبات لظاهره من الظواهر اوضح واقوى من تجربه امه((102)). ونوضح ذلك ضمن النقاط التاليه:
ا - لم تكن امامه الامام من اهل البيت مركزا من مراكز السلطان والنفوذ التى تنتقل بالوراثه من الاب الى الابن، ويدعمها النظام الحاكم كامامه الخلفاء الفاطميين، وخلافه الخلفاء العباسيين، وانما كانت تكتسب ولاء قواعدها الشعبيه الواسعه عن طريق التغلغل الروحى، والاقناع الفكرى لتلك القواعد بجداره هذه الامامه لزعامه الاسلام، وقيادته على اسس روحيه وفكريه.
ب - ان هذه القواعد الشعبيه بنيت منذ صدر الاسلام، وازدهرت واتسعت على عهد الامامين الباقر والصادق(ع)، واصبحت المدرسه التى رعاها هذان الامامان فى داخل هذه القواعد تشكل تيارا فكريا واسعا فى العالم الاسلامى، يضم المئات من الفقهاء والمتكلمين والمفسرين والعلماء فى مختلف ضروب المعرفه الاسلاميه والبشريه المعروفه وقتئذ، حتى قال الحسن بن على الوشا: انى دخلت مسجد الكوفه فرايت فيه تسعمائه شيخ((103)) كلهم يقولون حدثنا جعفر بن محمد.
ج- ان الشروط التى كانت هذه المدرسه وما تمثله من قواعد شعبيه فى المجتمع الاسلامى، تومن بها وتتقيد بموجبها فى تعيين الامام والتعرف على كفاءته للامامه، شروط شديده، لانها تومن بان الامام لا يكون اماما الا اذا كان اعلم علماء عصره((104)). د - ان المدرسه وقواعدها الشعبيه كانت تقدم تضحيات كبيره فى سبيل الصمود على عقيدتها فى الامامه، لانها كانت فى نظر الخلافه المعاصره لها تشكل خطا عدائيا، ولو من الناحيه الفكريه على الاقل، الامر الذى ادى الى قيام السلطات وقتئذ وباستمرار تقريبا حملات من التصفيه والتعذيب، فقتل من قتل، وسجن من سجن، ومات فى ظلمات المعتقلات المئات.
وهذا يعنى ان الاعتقاد بامامه ائمه اهل البيت كان يكلفهم غاليا((105))، ولم يكن له من الاغراءات سوى ما يحس به المعتقد او يفترضه من التقرب الى اللّه تعالى والزلفى عنده.
ه - ان الائمه الذين دانت هذه القواعد لهم بالامامه لم يكونوا معزولين عنها، ولا متقوقعين فى بروج عاليه شان السلاطين مع شعوبهم، ولم يكونوا يحتجبون عنهم الا ان تحجبهم السلطه الحاكمه بسجن او نفى، وهذا ما نعرفه من خلال العدد الكبير من الرواه والمحدثين عن كل واحد من الائمه الاحد عشر، ومن خلال ما نقل من المكاتبات التى كانت تحصل بين الامام ومعاصريه، وما كان الامام يقوم به من اسفار من ناحيه، وما كان يبثه من وكلاء فى مختلف انحاء العالم الاسلامى من ناحيه اخرى، وما كان قد اعتاده الشيعه من تفقد ائمتهم وزيارتهم فى المدينه المنوره عندما يومون الديار المقدسه من كل مكان لاداء فريضه الحج((106))، كل ذلك يفرض تفاعلا مستمرا بدرجه واضحه بين الامام وقواعده الممتده فى ارجاء العالم الاسلامى بمختلف طبقاتها من العلماء وغيرهم.
و - ان الخلافه المعاصره للائمه(ع) كانت تنظر اليهم والى زعامتهم الروحيه والاماميه بوصفها مصدر خطر كبير على كيانها ومقدراتها، وعلى هذا الاساس بذلت كل جهودها فى سبيل تفتيت هذه الزعامه، وتحملت فى سبيل ذلك كثيرا من السلبيات، وظهرت احيانا بمظاهر القسوه والطغيان حينما اضطرها تامين مواقعها الى ذلك، وكانت حملات الاعتقال والمطارده مستمره للائمه((107)) انفسهم على الرغم مما يخلفه ذلك من شعور بالالم او الاشمئزاز عند المسلمين وللناس الموالين على اختلاف درجاتهم.
اذا اخذنا هذه النقاط الست بعين الاعتبار، وهى حقائق تاريخيه لا تقبل الشك، امكن ان نخرج بنتيجه وهى: ان ظاهره الامامه المبكره كانت ظاهره واقعيه ولم تكن وهما من الاوهام، لان الامام الذى يبرز على المسرح وهو صغير فيعلن عن نفسه اماما روحيا وفكريا للمسلمين، ويدين له بالولاء والامامه كل ذلك التيار الواسع، لا بد ان يكون على قدر واضح وملحوظ بل وكبير من العلم والمعرفه وسعه الافق والتمكن من الفقه والتفسير والعقائد، لانه لو لم يكن كذلك لما امكن ان تقتنع تلك القواعد الشعبيه بامامته، مع ما تقدم من ان الائمه كانوا فى مواقع تتيح لقواعدهم التفاعل معهم وللاضواء المختلفه ان تسلط على حياتهم وموازين شخصيتهم. فهل ترى ان صبيا يدعو الى امامه نفسه وينصب منها علما للاسلام وهو على مراى ومسمع من جماهير قواعده الشعبيه، فتومن به وتبذل فى سبيل ذلك الغالى من امنها وحياتها بدون ان تكلف نفسها اكتشاف حاله، وبدون ان تهزها ظاهره هذه الامامه المبكره لاستطلاع حقيقه الموقف وتقييم هذا الصبى الامام((108))؟ وهب ان الناس لم يتحركوا لاستطلاع المواقف، فهل يمكن ان تمر المساله اياما وشهورا بل اعواما دون ان تتكشف الحقيقه على الرغم من التفاعل الطبيعى المستمر بين الصبى الامام وسائر الناس؟ وهل من المعقول ان يكون صبيا فى فكره وعلمه حقا ثم لا يبدو ذلك من خلال هذا التفاعل الطويل؟ واذا افترضنا ان القواعد الشعبيه لامامه اهل البيت لم يتح لها ان تكتشف واقع الامر، فلماذا سكتت الخلافه القائمه ولم تعمل لكشف الحقيقه اذا كانت فى صالحها؟ وما كان ايسر ذلك على السلطه القائمه لو كان الامام الصبى صبيا فى فكره وثقافته كما هو المعهود فى الصبيان، وما كان انجحه من اسلوب ان تقدم هذا الصبى الى شيعته وغير شيعته على حقيقته، وتبرهن على عدم كفاءته للامامه والزعامه الروحيه والفكريه. فلئن كان من الصعب الاقناع بعدم كفاءه شخص فى الاربعين او الخمسين قد احاط بقدر كبير من ثقافه عصره لتسلم الامامه، فليس هناك صعوبه فى الاقناع بعدم كفاءه صبى اعتيادى مهما كان ذكيا وفطنا للامامه بمعناها الذى يعرفه الشيعه الاماميون((109))، وكان هذا اسهل وايسر من الطرق المعقده واساليب القمع والمجازفه التى انتهجتها السلطات وقتئذ.
ان التفسير الوحيد لسكوت الخلافه المعاصره عن اللعب بهذه الورقه((110))، هو انها ادركت ان الامامه المبكره ظاهره حقيقيه وليست شيئا مصطنعا.
والحقيقه انها ادركت ذلك بالفعل بعد ان حاولت ان تلعب بتلك الورقه فلم تستطع، والتاريخ يحدثنا عن محاولات من هذا القبيل وفشلها((111))، بينما لم يحدثنا اطلاقا عن موقف تزعزعت فيه ظاهره الامامه المبكره او واجه فيه الصبى الامام احراجا يفوق قدرته او يزعزع ثقه الناس فيه.
وهذا معنى ما قلناه من ان الامامه المبكره ظاهره واقعيه فى حياه اهل البيت وليست مجرد افتراض، كما ان هذه الظاهره الواقعيه لها جذورها وحالاتها المماثله فى تراث السماء الذى امتد عبر الرسالات والزعامات الربانيه.
ويكفى مثالا لظاهره الامامه المبكره فى التراث الربانى لاهل البيت(ع) يحيى(ع) اذ قال اللّه سبحانه وتعالى: (يا يحيى خذ الكتاب بقوه و آتيناه الحكم صبيا) سوره مريم : 12.
ومتى ثبت ان الامامه المبكره ظاهره واقعيه ومتواجده فعلا فى حياه اهل البيت لم يعد هناك اعتراض فيما يخص امامه المهدى(ع) وخلافته لابيه وهو صغير.
|
توقيع العاديات |
بسم الله الرحمن الرحيم
والعاديات ضبحاَ(1)فالموريات قدحا(2) فالمغيرات صبحا(3)فأثرن به نقعا(4)فوسطن به جمعا(5)ان الانسان لربه لكنود(6)وانه على ذلك لشهيد(7)وانه لحب الخير لشديد(8)افلا يعلم اذا بعثر مافي القبور(9)وحصل ما في الصدور(10)ان ربهم بهم يومئذ لخبير(11)
صدق الله العلي العظيم
|
|
|
|
|