|
عضو نشيط
|
|
|
|
الدولة : عاصمة شيعة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
مشكلة التأتأة
بتاريخ : 03-Aug-2008 الساعة : 12:33 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السيد تشن جيا رونغ هو خبير صيني في علاج التأتأة، إذ نجح في إيجاد وسيلة لعلاج هذه المشكلة وساعد على التوالي أكثر من عشرين ألف مصاب من مختلف أنحاء البلاد للتخلص من هذا الاضطراب المزعج، وتمكينهم من الحديث بطلاقة على غرار العاديين.
وقبل الخوض في تقريرنا هذا، نود أن نعرف بشكل بسيط هذه المشكلة. فالتأتأة أو التلعثم هو الكلام الذي يتضمن وقفات أو انقطاعات تفوق بمعدلها تلك التي نسمعها أثناء الكلام الطبيعي. وتعود لأسباب وراثية وبيئية ونفسية.
يوجد في مدينة شيآن شمال غربي الصين مركز خاص لعلاج المصابين بالتأتأة، إن مؤسسه هو السيد تشن جيا رونغ، وقال السيد تشن لمراسلنا إن التمكن من الحديث بطلاقة هو أكبر أمنية للمصابين بالتأتأة. وقد عالج مريضا لم يتمكن خلال أربعين عاما من حياته من النطق بكلمة "با با"، وبعد تلقيه تدريبات في هذا المركز، استطاع النطق بهذه الكلمة، وفي كلمة ألقاها في مراسم تخرجه من الدورة التدريبية، نادى بمشاعر عميقة " با با ، با با..."، لكن للأسف الشديد، كان أبوه قد فارق الحياة قبل ذلك.
زار مراسل اذاعتنا مؤخرا هذا المركز، حيث التقى بالطلاب الذين يستريحون في غرفة الدرس، وقال وانغ هوا الذي جاء من منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور إن الاستاذ تشن قام أمس بتوعية نفسية له، من أجل تنوير آماله في الشفاء وتعزيز ثقته بنفسه، والآن أصبح وانغ هوا متفائلا ازاء مستقبله، ومزح قائلا:
"انا حاليا عامل نفط ، وأرى أن إتقانى لمهارة الحديث سيرسي أساسا جيدا لتدرجي في مواقع عملي."
وخلال التحدث مع الطلاب في المركز، لم يجد مراسلنا كثيرا من حالات التلعثم أثناء حديثهم، فتكهن بأنهم من الطلاب الموشكين على التخرج، لكن السيد تشن جيا رونغ قال إنهم تلقوا التدريبات ليوم واحد فقط، وقبل ذلك، كانوا يعانون من تأتأة شديدة.
بعد تلقي تدريبات ليوم واحد، تحسنت حالات التأتأة بسرعة، وهذا هو سر وسيلة العلاج الفريدة التى أوجدها السيد تشن.
يرى السيد تشن أن أفضل وسيلة لعلاج التأتأة هى تشجيع المعانين منه على التكلم والتعبير عن آرائهم بحماسة وشجاعة، أى كثرة الكلام. وبالطبع، ليس الحديث بكلمات فارغة لا معنى لها، بل التحدث عن أى شئ يرونه ويفكرون فيه ويستمعون إليه، لكى يتحولوا من التكلم بلا هدف وغرض ولا منطقية إلى التكلم بشكل منطقي وحول موضوع معين، أما الخطوة التالية فهى التخلص من العقبات النفسية وتمتد فترة التدريب لحوالي 27 يوما.
وأكد تشن جيا رونغ ضرورة تغيير اسلوب الكلام في بداية تلقى التدريبات، أى يجب التكلم بايقاعات بطيئة ونبرات خفيفة، والمرحلة الثانية هى مرحلة العلاج النفسي، أى مساعدة المصابين بالتأتأة على التخلص من عقدة النقص وإزالة العقبات النفسية التي يواجهونها، وتشمل وسائل العلاج التحليل النفسي ومساعدة المرضى على التخلص من مشاعر الضغوط والتوتر وغيرها. وأضاف السيد تشن قائلا:
"يشعر المصابون بالتأتأة بعقبات نفسية، أى يعجزون عن التكلم بطلاقة في الحالات المستعجلة أو بين جمع من الناس أو أثناء لقاء الجنس الآخر. لذا، نحاول ازالة هذه العقبات عن طريق التوعية النفسية."
وبعد إزالة العقبات النفسية التي يواجهونها، يتم تدريبهم على مهارة التحدث أمام الجماهير والقدرة على التعبير وتطوير إمكانية الاتصالات مع الآخرين، من أجل رفع قدراتهم على تحمل الضغوط والصدمات الخارجية. وحينما يصلون لمستوى معين، ينظمهم السيد تشن لإلقاء كلمات في الحافلات العامة أو الشوارع ليعزز إلى أقصى حد درجات الثقة بالنفس. وقالت السيدة وانغ يو لي التى نجحت في إلقاء خطابها أمام الآخرين بطلاقة:
"كنت أخجل وأعانى كثيرا بسبب هذه المشكلة، وأشعر بخيبة الأمل والكآبة اذا انتبه الآخرون لمشكلتى. إن أبرز حصادى من الدورة التدريبية التي أقامها السيد تشن هو تمكنى من الحديث بطلاقة، وهى أكبر أمنية لي خلال العقود الماضية. "
وفي الحقيقة، إن السيد تشن جيا رونغ الذي أبدع وسيلة العلاج هذه هو بالذات كان يعانى من اضطراب الكلام في صغره، وحينذاك، كلما يتلعثم كثيرا خلال حديثه مع الآخرين، ويشعر بتوتر شديد، يتحسد بسرعة نبضات القلب واللهاث والتعرق، وكان لا يستطيع التكلم بطلاقة، حتى ولو جملة واحدة. وبعد تخرجه من الإعدادية، عقد العزم على التغلب على هذه المشكلة، وحاول علاج مشكلته بنفسه، وجرب العديد من الوسائل، حيث قال السيد تشن:
"جربت الحديث أمام الجبال والأنهار وتجاه الحيوانات، وكنت أتدرب على التكلم، وأنا أضع حصيات صغيرة في فمي. "
وبعد تجارب عديدة، اكتشف السيد تشن تدريجيا أن التنفس العميق قبل التكلم يسهم في تخفيف التوتر، كما وجد أيضا أن إزالة العقبات النفسية والتدريبات الخاصة والفريدة لعضلات النطق تساعد على تخفيف ظاهرة التأتأة أيضا. واستطرد قائلا:
"بفضل التخلص من الضغوط النفسية، كنت أحس بالهدوء، وأتحدث بطلاقة أمام الآخرين. وهكذا، وبفضل جهوده الدؤوبة على مدى ست سنوات متتالية، نجح أخيرا في التغلب على مشكلته. "
وبعد أن عالج مشكلته، خطرت في ذهنه فكرة، وهى فتح مركز لعلاج التأتأة، لمساعدة الآخرين في التغلب على هذه المشكلة ويستفيدوا من تجربته.
كما تقدم بطلب الى المصلحة الوطنية الصينية لحقوق الملكية الفكرية للحصول على براءة اختراع حول وسيلته لعلاج التأتأة. وافقت المصلحة على طلبه هذا ومنحته شهادة خاصة. والآن توسع نطاق عمله من علاج التأتأة الى مساعدة الآخرين على رفع قدراتهم على التعبير، وعبر السيد تشن عن أمله في التمكن من مساعدة المزيد ممن يعانون من هذه المشكلة ليعيشوا حياة طبيعية جميلة، ويعبروا عن مشاعرهم واحاسيسهم لذويهم وأصدقائهم ويتمتعوا بهذه النعمة الرائعة.
م0ن0ق0و0ل
|
|
|
|
|