اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
نشأة علي ابن موسى الرضا
انحدر الإمام علي بن موسى الرضا (()) من سلالة طاهرة مطهرة، ارتقت سلّم المجد والكمال، وكان ابناؤها قمة في جميع مقومات الشخصية الإنسانية; في الفكر والعاطفة والسلوك، فهم نجوم متألّقة في المسيرة الإنسانية، والقدوة الشامخة في تاريخ الإسلام، استسلموا لله واقتدوا برسول الله (()) وكانوا عِدلاً للقرآن الكريم .
أبوه الإمام موسى بن جعفر الكاظم (()) الوارث لجميع الخصال والمآثر الحميدة كما وصفه ابن حجر الهيثمي قائلاً : « وارث أبيه علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً، سمّي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم» .
واُمّه أم ولد سمّيت بأسماء عديدة منها : نجمة، وأروى، وسكن، وسمان، وتكتم، وهو آخر أساميها ، ولما ولدت الرضا (()) سمّاها الإمام الكاظم(()) بالطاهرة .
ولد (())
في مدينة رسول الله (()) سنة (148 هـ ) ، وقيل سنة (151 هـ ) وقيل : (153 هـ )، والقول الأول هو الأشهر .
وحينما ولد هنّأ أبوه اُمَّه قائلاً لها : «هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربّك»، فناولته إياه في خرقة بيضاء، فأذَّن في اُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات فحنّكه به، ثم قال :«خذيه، فإنّه بقية الله تعالى في أرضه»، وسمّاه باسم جدّه أمير المؤمنين (()).
وقد لقّب بألقاب كريمة أشهرها:
الرضا، الصابر، الزكي، الوفي، سراج الله، قرة عين المؤمنين، مكيدة الملحدين، الصدّيق ، والفاضل.
وأشهر كناه :
ابو الحسن. وللتمييز بين الإمام الكاظم (()) والرضا (()) يقال للأب: ابو الحسن الماضي، وللأبن : ابو الحسن الثاني .
ولد (()) بعد ستة عشر عاماً من سقوط الدولة الاُموية وتأسيس الدولة العباسية، في ظروف اتّسع فيها الولاء لأهل البيت (()) وتجذرت مفاهيمهم في عقول الاغلبية العظمى من المسلمين، وكان التعاطف معهم قائماً على قدم وساق ، وذلك واضح من حوار هارون العباسي مع الإمام الكاظم (())حيث قال له : أنت الذي تبايعك الناس سرّاً؟، فأجاب (()) : «أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم».
وكانت الأنظار متوجهة الى الوليد الجديد الذي سيكون له شأن في المسيرة الإسلامية; لترعرعه في أحضان العلم والفضائل والمكارم .
وكان الرضا (()) كثير الرضاع، تام الخَلق، فقالت اُمّه : أعينوني بمرضع، فقيل لها : أنقص الدرّ؟! فقالت : ما أكذب، والله ما نقص الدرّ، ولكن عليّ ورد من صلاتي وتسبيحي، وقد نقص منذ ولدت.
وفي ظلّ المكارم والمآثر ترعرع الإمام الرضا (())، وتجسّدت فيه جميع القيم الصالحة بعد أن نهلها من المعين الزاخر بالتقوى والاخلاص والسيرة الصالحة مقتدياً بأبيه الكاظم للغيظ وأجداده العظام، وكان الإمام الكاظم (()) يحيطه برعاية فائقة وعناية خاصّة .
فعن المفضّل بن عمر قال : «دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر(())، وعلي ابنه في حجره، وهو يقبّله ويمصّ لسانه ويضعه على عاتقه ويضمه اليه، ويقول : بأبي أنت وأُمي ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك!قلت : جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودّة ما لم يقع لأحد إلاّ لك، فقال (()) : يا مفضل هو منّي بمنزلتي من أبي (()) ذريةٌ بعضها من بعض والله سميع عليم، قلت : هو صاحب هذا الأمر من بعدك ؟ قال :نعم».
وكان الإمام الكاظم (()) يحيط ابنه الرضا (()) بالمحبة والتقدير والتكريم ويخاطبه بلقبه وكنيته، فعن سليمان بن حفص المروزي قال : «كان موسى بن جعفر بن محمد ... يسمّي ولده علياً(()): الرضا، وكان يقول : «اُدعوا
اليَّ ولدي الرضا، وقلت لولدي الرضا، وقال لي ولدي الرضا، وإذا خاطبه قال له : يا أبا الحسن».
وكان يلهج بذكره ويثني عليه ويذكر فضله ليوجّه الأنظار إلى دوره الرائد في المستقبل القريب وكان يبتدئ بالثناء على ابنه علي ويطريه، ويذكر من فضله وبرّه ما لايذكر من غيره، كأنه يريد أن يدلّ عليه .
مبارك عليكم ولادة غريـــــــــــــــ طوس ــــــــــــب
كل عام وانتم بخير