أخوتي وأخواتي الموالين والمواليات ...
قال تعالى:-
«ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» سورة الحج: الآية32.
قامت الأدلة الشرعية المتضافرة على إقامة الشعائر بكل أنواعها , وأفتى بذلك علماء وفقهاء الشيعة العظام قديماً وحديثاً لما فيه من مواساة لجراحات سيد الشهداء ومظلوميته سلام الله عليه وأصحابه وأهل بيته، وفي ذلك تربية على بذل الغالي في سبيل الدين والعقيدة ..
وإنّ مما لا شكّ فيه أن التطبير ونحوه من الشعائر الحسينية فيه إظهار للمودّة والمحبّة والتعاطف مع مواقف أهل بيت خاتم الأنبياء وصمودهم ودفاعهم عن الدين والمبادئ الإسلامية ضد ظالميهم ،بل قد ورد في الأدلة المتضافرة حثّهم سلام الله عليهم للشيعة على إقامة الشعائر وإحياء أمرهم حيث
قال الإمام الصادق سلام الله عليه
: «أحيوا أمرنا رحم الله من أحيى أمرنا» ...
وكما ورد عن الإمام الرضا سلام الله عليه قوله:
«إن يوم الحسين أقرح جفوننا» ...
..وقرح الجفن أشدّ من التطبير بلحاظ حساسية العين البالغة،
وكما ورد عن مولانا صاحب الأمر والزمان سلام الله عليه:
«لأبكينّ عليك بدل الدموع دماً... حتى أموت بلوعة المصاب وغصّة الاكتآب» ..
وواضح أن البكاء من دم بل والموت من أثر المصيبة أشد وأعظم من التطبير، كما أن في التطبير ونحوه إحياءً لأمرهم وتذكيراً بهم وترويجاً لمبادئهم وسيرتهم والحديث في هذا طويل ومفصل، و يمكنكم مراجعة ذلك في كتاب (الشعائر الحسينية) لآية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي رحمة الله عليه وكتاب (التطبير حقيقة لا بدعة) للبحّاثة ناصر المنصور مضافاً إلى كتاب (فتاوى علماء الدين في الشعائر الحسينية) للوقوف عن كثب على فتاوى العلماء وكلماتهم وأدلّتهم في هذا المجال.
وأمّا التطبير من جهة العمل:
فإنّ مما لاشكّ فيه أن الحفاظ على وحدة الكلمة والتعاون بين المسلمين وخصوصاً بين أبناء الأسرة الواحدة من الضرورات اللازمة، إلا أن وحدة الأسرة والتعاون تحفظها الآداب والاحترام المتبادل ومراعاة الأخلاق الإسلامية وحفظ الحقوق والواجبات وأمّا ما قد يُقال: إن مثل التطبير ونحوه يسبب الاختلاف فهذا مما لا ينبغي أن يكون بين المؤمنين بعد قيام الدليل الشرعي على جوازه، وتأييده من قبل الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم، والإفتاء بجوازه بل باستحبابه من قبل مشهور فقهائنا العظام، ومن الواضح أن المقلّدين ينبغي أن يتبعوا فتاوى العلماء في ذلك. نعم ينبغي للمؤمنين المعظّمين للشعائر الحسينية أن يراعوا الأحتياطات اللازمة التي تُظهر عزاء سيد الشهداء سلام الله عليه بأسلوبها الأفضل.
وأمّا فوائد التطبير فإنّه مضافاً إلى الفوائد المعنوية فيه فوائد صحية أيضاً،...
إذ التطبير يكون في موضع الحجامة على الرأس، وهي من سنن الرسول وقد تواترت روايات الفريقين في فعل الرسول ذلك في كل عام وكان يسميها المنقذةٌ وقد ورد في صحيح البخاري أكثر من خمس روايات تدلّ على أن الرسول شقّ رأسه، وعليه فلو تطبّر الحسينيون بقصد الحجامة أيضاً تأسّياً برسول الله لحصلوا على ثواب مضاعف إن شاء الله تعالى.
ثم إن السيرة المتّبعة منذ القديم هي مواساة سيد الشهداء سلام الله عليه بمختلف المراسم العزائية والتي من أهمّها التطبير وكان بعض أعاظم فقهاء الطائفة يفتي بوجوبه ويقوم هو بهذه الشعيرة العزائية ولم يحدثنا التاريخ أو السيرة أنه كان سبباً للاختلاف أو الفرقة أو ما أشبه ذلك.
هذا مضافاً إلى عدم صحة الاستناد إلى مجرد حصول الخلاف أو الاستهزاء لرفع الحكم الشرعي، فإن هذا لو صحّ فلا ينحصر بالتطبير ونحوه بل يمكن أن يجري في الكثير من الأعمال والعبادات الإسلامية كالحجّ والزيارة وإقامة سائر الشعائر الدينية فهل يتخلّی عنها المؤمنون لهذا العنوان؟ خصوصاً وإن خصوم الدين لا يكفّون أذاهم للمتديّنين حتى يتبعوهم فيما يريدون ويخططون، بل إنهم يستهزئون بالمرأة المؤمنة لالتزامها بالحجاب وفي بعض الأحيان يخرجونها من المدارس أو لا يقبلون لها وظيفة، فهل تتخلّى المؤمنة عن الحجاب لهذا؟
أخوتي وأحبتي ... الكلام يطول ويطول ولكن ميزاننا وقدوتنا وأسوتنا كلام المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين وكلامهم حجة علينا وبهم نقتدي ....
توقيع mowalia_5
آخر تعديل بواسطة mowalia_5 ، 27-Dec-2008 الساعة 09:45 PM.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين
وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
لما كان التطبير من مصاديق الشعائر الحسينية التي قال الله تعالى في تعظيمها: «وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ» سورة الحجّ: الآية32،
التطبير مواساة للإمام الحسين صلوات الله عليه ولرضيعه الصغير جائز، بل مستحبّ حتى للصغار، لأنّ فيه تمرينهم على الشعائر الحسينية التي هي من شعائر الله تعالى، ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، مضافاً إلى ما في التطبير من فائدة الحجامة على الرأس التي سمّاها الرسول الكريم بالمنقذة من الموت لما فيها من فوائد صحية كبيرة.
فا لتجري دمائنا لأجل الحسين
تبتل منكم كربلاء بدما
ولكن لاتبتل مني بدموع الجاريه