اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
موقف ومواقف من ارض الطف !
لما بعث يزيد عليه اللعنه الى عبيد الله بن زياد والي البصره وأمره بالتحرك الى الكوفه ليكون واليا عليها ويأخذ له بيعة الناس هناك ولو بالقوه واتخاذ كل أساليب العنف والقهر والإذلال حد القتل , كان لمسلم بن عقيل ع ورجاله الأفذاذ كهانئ بن عروه وبعضهم من الرجال الرجال والذي يقال عن مثلهم كما قال الشاعر (هكذا الرجال وإلا فلا لا ليس كل الرجال تدعى رجالا) وكان مسلم ورجاله قد بينوا للناس ان حسينا في الأثر وقد أوضحوا للناس ظلم يزيد واعوانه ومخالفتهم للدين وإحكامه وقد اخذوا البيعة للحسين من أهل الكوفه حتى ان اغلب زعماء الكوفه كتبوا وأرسلوا كتبا للإمام الحسين يطلبون مجيئه ويعلنون استعدادهم للوقوف معه ونصرته . وقام هؤلاء الزعماء واتباعهم عند القبض على هانئ من قبل ازلام عبيد الله بمحاصرة القصر وهددوا باقتحامه او الافراج عن هانئ ولكن بمجرد ان بث عبيد الله الملعون بينهم الإشاعات المغرضه بان يزيد (لع) جاء قادما بجيشا جرارا وسيقضي عليهم وسيقتل الحسين ويسيطر على الكوفه دب الخوف في أوساطهم وبداو ينسحبون واحدا بعد الآخر حتى لم يبقى مع بن عقيل سوى عددا قليلا منهم لايتعدى عدد اصابع الأيدي وهؤلاء أيضا ومن غير مبالاة قرروا ان يذهبوا الى بيوتهم وفي الصباح ينظروا إن جاءتهم الناس ان يقفوا من جديد بوجه والي الكوفه وهكذا تركوا مسلم وحيدا وتخلوا عن الوقوف مع الحسين الذي قطعوا له وعودا وارسلوا له كتبا سيلقونها شاخصة امامهم محملة بالعار والشنارحين يقفوا بين يدي الواحد القهاروذلك بتخليهم عن نصرة سفير الحسين ع حتى انه اخذ يمشي في الطرقات لايعرف أين ولمن يذهب حيث لم يبقى له بعد هانىء احد . حتى وقف عند باب امراة كانت واقفة تنتظر ولدها في ذلك الليل الاليل وطلب منها ماء ليشرب بعد ان اخذ منه العطش مأخذا بليغا فأعطته فشرب وارتوى ولكنه لم يترك المكان وكان مهموما حزينا على فعلة القوم معه وخذلانه , ولكن انظر ايها الشريف الغيور للمواقف العظام ومنها ذلك الموقف الذي وقفته تلك المراة الشريفة العفيفة المناصره للحق والدين والتي اذا ماقورنت مع الكثير ممن يسمون بالرجال فانها لاتبدل بمئة او الف من أولئك الخونه والناكثين للعهود المتخاذلين عن نصرة الحق واهله فقامت تلك المراة الانسانه الشجاعه المؤمنه بعد أن عرفت بأنه مسلم بن عقيل وهو سفير الأمام الحسين وما مر به من أهل الكوفه آوته ونصرته وقدمت له ماتستطيع وما يمليه عليها دينها ووقفتها مع الحق ودين الحق ونصرته حتى جرى ماجرى بعدها , وأيا كانت النتيجة لكن الموقف العظيم سجله التاريخ بأحرف من نور وبات يذكرعلى مر العصور والدهور للوقفة الشريفة التي وقفتها تلك المرأة الرائعة " طوعه" سلام ربي عليها .