الخضر(

)
ونصرة المنتظر(

)
بحث عقائدي
سماحة آية الله العظمى
السيد محمود الحسني (دام ظله الوارف)
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله العظمى ولي أمر المسلمين السيد محمود الحسني ((دام ظله الشريف)).
سؤال/ من هو الخضر ومن هم آبائه وأمه وأبيه وكيفية الاختيار الإلهي له.
خادمكم
علي الاسدي
بسمه تعالى:
أولاً: قيل أن الخضر اسمه ، خضرويه بن قابيل بن آدم(

).
ثانياً: اسمه بليا بن ملكان بن عامر بن ارفخشد بن سام بن نوح .
ظاهر العديد من الروايات أن الخضر(

) لم يكن نبياً ولا رسولاً ولكن كان رجلاً صالحاً وولياً من أولياء الله تعالى محدثاً ، ويشهد لهذا المعنى : سُئل الإمام الباقر(

)عن المحدث ، فقال(

): ينكت في أذنه فيسمع طنيناً كطنين الطست أو يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع السلسلة على الطست. قال السائل انه نبي .
قال(

)): لا انه مثل الخضر وذي القرنين.
ثالثاً: ظاهر العديد من الروايات أن الخضر(

) شرب من ماء الحياة وانه باقي على قيد الحياة حتى ينفخ في الصور أو إلى أن يشاء الله . ويشهد لهذا المعنى ما ورد عن الإمام الرضا (

): {{ أن الخضر(

) شرب من ماء الحياة ، فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور....}} .
رابعاً : العلة أو الحكمة من اختيار الله تعالى للخضر(

) وإطالة عمره الشريف يمكن تعددها أو تعدد تطبيقاتها ، منها:
((1)) الاحتجاج به على الأنبياء والصالحين (

) كما في قصة موسى (

) .
((2)) الاحتجاج به على الأشرار الضالين وبالخصوص على قطب الشر المتمثل في الدجال الأكبر دجال آخر الزمان ، فعن النبي الأكرم(

): {يأتي الدجال وهو محـّرم عليه أن يدخل نقاب المدينة ..... يخرج إليه يومئذ رجل (خضر) هو خير الناس أو من خير الناس ، فيقول (الرجل) أشهد انك الدجال الذي حدثنا رسول الله(

)حديثه ، فيقول الدجال : أرأيتم أن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا
قال الرسول(

): فيقتله ثم يحييه فيقول(الرجل)حين يحييه: والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن .
قال (

): فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه.....}} .
((3)) الاحتجاج به على الناس عموماً كما في (1) و(2) وكما في إقراره بنبوة النبي الأكرم (

) وإقراره بإمامة أهل البيت المعصومين(

) واحد بعد واحد ،
فعن الباقر(

): { أن الخضر(

) حضر عند أمير المؤمنين (

) وشهد بإمامة الائمة الاثني عشر (

) واحد بعد واحد يسميهم بأسمائهم حتى انتهى إلى الخلف الحجة(صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه) }.
وعن الصادق(

): { دخل أمير المؤمنين(

) المسجد ومعه الحسن(

) فدخل رجل فسلّم عليه ......
فقال(الرجل) : يا أمير المؤمنين جئت أسألك..
فنظر أمير المؤمنين(

) إلى الحسن(

) فقال : أجبه...فقال الحسن(

)....
فقال (الرجل) أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، وأشهد أن أباك أمير المؤمنين وصي محمد حقاً حقاً ، ولم أزل أقوله ، وأشهد انك وصيه ، وأشهد أن الحسين وصيك حتى أتى على أخرهم ...
قال (الراوي) : فمن كان الرجل
قال الإمام الصادق(

): الخضر(

)
((4)) التشرف والتبرك بوجوده المقدس لتأمين دعاء المؤمنين المخلصين ولدعائه (

) للمؤمنين .
فعن الإمام الرضا(

): { أن الخضر شرب من الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وانه وأنه ليأتينا فيسلّم فنسمع صوته ولا نرى شخصه وأنه ليحضر ما ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه وانه ليحضر الموسم كل سنة ، فيقضي جميع المناسك ، ويقف بعرفة ، فيؤمن على دعاء المؤمنين .
((5)) يؤنس وحشة قائما(

) في غبيته ووحدته ووحشته .
فعن الإمام الرضا(

): {{....أن الخضر(

) يؤنس الله تعالى به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته }} .
((6)) ويمكنا أن يرجع جميع ما ذكر إلى الانتصار به للحق وأهله على طول الزمان وادخاره إلى نصرة الناصر للحق والآخذ للثأر الإمام صاحب العصر والزمان(

) كما في الرواية السابقة وغيرها.
خامساً : ولنرد في المقام ما نفهم به المعاند والمغالط بإتمام الحجة العلمية والأخلاقية والشرعية عليه فإذا كابر فهو كالبهيمة بل أضل سبيلاً ، حيث يقال أن أطالة عمر الخضر(

) كي يحتج به الموالي المخلص على أعدائه المعاندين ممن يعترض على طول عمر قائم آل محمد(

) فعمل الخضر(

) لحين الظهور المقدس هو أطول من عمر الإمام المعصوم (

) .
فعن الإمام الصادق(

): { أما العبد الصالح أعني الخضر(

) ، فإن الله تبارك وتعالى ما طوّل عمره لنبوءة قدّرها له ، ولا لكتاب ينزله عليه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الإقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له ، بلى أن الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم (

) في أيام غيبته ما يقدّر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر الطويل ، طوّل عمر العبد الصالح ، من غير سبب يوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم(

) وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة .
السيد
محمود الحسني