استطاع أئمّة أهل البيت
على إختلاف الظروف التي عاصروها نقل الصورة الواضحة لأطروحة الاسلام، وجنّبوا قواعدهم الشعبية فتن الانحراف والضياع، وأَعدّوا تلك القواعد المؤمنة لليوم الذي يتحقّق فيه الوعد الإلهيّ باستخلاف المؤمنين المستضعفين في ربوع البسيطة، وقد وردت البشارة في الإمام المهدي
ـ وهو الشخص الذي سيحقّق الله عزّوجل على يديه التغيير الكبير ـ في الأديان السماوية المختلفة، واتّفقت كلمة المسلمين على القول به على إختلاف مذاهبهم.
الأحاديث الشريفة عند المسلمين في الإمام المهدي
يعتبر الإيمان بالإمام المهدي
لدى جميع علماء المسلمين من الواجبات القلبية المشتركة. وقد وردت أحاديث تصرّح أنه: (من كذّب بالمهدي فقد كفر) وأنّ (من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أُنزل على محمد).
وقد صرح الإمام البيهقي بوجوب الإيمان بظهور المهدي ونزول عيسى
كما أقرّ الإمام الشعراني وغيره من العلماء بهذه الحقيقة.
وأكّد العلامة أبو الأعلى المودودي على أن وجود بعض الأحاديث الضعيفة لا يؤثر على الحقيقة الأساسية بشأن أصل حتمية ظهور الإمام المهدي وتجدر الإشارة أنه وردت كلمة (مهدي) في أحاديث كل من الترمذي وابن ماجة، وأبي داود، والحاكم، والإمام احمد،والطبراني،وأبي يعلى وغيرهم.
وحدّدت هذه الأحاديث بعض أوصاف المهدي ونسبه، وما يقوم به من أعمال. ومن هذه الأحاديث ما رواه (عبد الله بن مسعود) أنّ رسول الله
وسلم قال: (لو لم يبقَ من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جَوراً).
وقد أشارت بعض هذه الأحاديث إلى أن المهدي يخرج في وقت فتنة وزلازل واختلاف وفرقة بين الناس، وأنه يخرج في آخر الزمان كشرط من أشراط الساعة ويبايع بين الركن والمقام..، وفي عهده يظهر المسيح الدجال وينزل بعده عيسى فيقتل الدجال).
وروى عبد الله بن عمر أن رسول الله
وسلم قال: (يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة فيها ملك ينادي: هذا خليفة الله المهدي فاتّبعوه).
وروى أبو داود في صحيحه يرفعه بسنده إلى أم سلمة زوج النبي
وسلم ، قالت سمعت رسول الله
وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة).
كما ورد عن النبي
وسلم في المهدي من الأحاديث الصحيحة ما نقله أبو داود والترمذي، كلّ واحد منهما بسنده في صحيحه يرفعه إلى أبي سعيد الخدري رحمه الله قال: (سمعت رسول الله
وسلم يقول: المهدي منّي أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويملك سبع سنين).
ومنها ما نقله الإمام أحمد بن اسحاق بن محمد الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول الله
وسلم : (نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة، أنا وحمزة وجعفر وعليّ والحسن والحسين والمهدي).
ومنها أيضاً ما رواه القاضي أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي في كتابه المسّمى بـ(شرح السنّة) وأخرجه البخاري ومسلم كل واحد منهما بسنده في صحيحه يرفعه إلى (أبي هريرة) قال: قال رسول الله
وسلم : (كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟).
وجاء عن الرسول
وسلم : (يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة).
وعن نعيم بن حماد المروزي عن القاسم بن مالك المزني عن ياسين بن سيار قال: سمعت إبراهيم بن محمد بن الحنفية قال: حدثني أبي، حدثني علي بن أبي طالب
قال: قال رسول الله
وسلم :