عقبات وأهوال الرحيل إلى الآخرة - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام

إضافة رد
كاتب الموضوع المالكي مشاركات 6 الزيارات 3653 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

المالكي
عضو مجتهد

رقم العضوية : 1348
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 58
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 206
المستوى : المالكي is on a distinguished road

المالكي غير متواجد حالياً عرض البوم صور المالكي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي عقبات وأهوال الرحيل إلى الآخرة
قديم بتاريخ : 11-Jul-2009 الساعة : 01:34 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


إن الله سبحانه وتعالى بعد أن خلق الإنسان ومنحه العقل لم يتركه كالبهائم بلا نظام , بل أصدر له العديد من الأحكام والأوامر والإرشادات التي تُنظم معيشته وسيره الحياتي الخاص والعام العبادي والأخلاقي والاجتماعي , وقد أدرك الإنسان لزوم إطاعة المولى الخالق والمنعم سبحانه وتعالى وذلك باتباع أوامره وامتثالها, وأدرك أيضاً , إن في ذلك حفظ النظام العام والتكامل للفرد والمجتمع .

وبخلاف ذلك يحصل هتك النظام الاجتماعي وفساد الفرد وانحطاطه النفسي والأخلاقي , فيحصل طغيان القوى الشهوية الحيوانية الشريرة مما يؤدي إلى عدم الأمان في الدنيا وخسرانها, والشقاوة وسعير النار في الآخرة , وفيما بين الدنيا والآخرة سيتعرض الإنسان إلى الكثير والكثير من العقبات والأهوال الجسدية والنفسية والروحية كالتي يواجهها عند الإحتضار والموت وفي القبر من وحشة وظلمة وعُتمة وضغطة , وسؤال منكر ونكير, وصيرورة القبر حفرة من حفر جهنم وفي البرزخ والقيامة والفزع الأكبر والميزان والحساب والصراط وغيرها , وقد أشار إمام المتقين وسيد الوصيين الإمام علي(ع) في خطبة إلى بعض تلك الشدائد والأهوال , حيث قال(ع): { وبادروا الموت في غمراته , وامهدوا له قبل حلوله, وأعدوا له قبل نزوله ... وقبل بلوغ الغاية ما تعلمون من ضيق الأرماس (القبور) , وشدة الابلاس الاصلاع , واستكاك الأسماع , وظلمة اللحد , وخيفة الوعد , وغم الضريح , وردم الصفيح (الحجر العريض) ...

وأنتم والساعة في قرن , وكأنها قد جاءت بأشراطها , وأزفت بإفراطها ... ووقفت بكم على صراطها , وكأنها قد أشرقت بزلاتها, وأناخت بكلاكلها (أثقالها) , وانصرمت الدنيا بأهلها , وأخرجت من حضها ...

فكانت كيوم مضى أو شهر انقضى , وصار جديدها رثـّاً وسمينها غـّثاً , في موقف ضنك المقام , وأمور مشتبهة عظام ....

ونار شديد كلبها ( تأكل ولا تشبع) , ذاكٍ (اشتد) وقودها , مُخيف وعيدها , غمٌّ قرارها , مُظلمة أقطارها , حامية قدورها فظيعة أمورها .... ) .

ونستعرض في المقام إلى بعض تلك العقبات والأهوال عند الإحتضار والموت والقبر وسؤال منكر ونكير , وبالرغم من شدتها وعظمها وهولها فإن ما بعدها من عقبات أشد وأعظم وأكثر, وقد أشار النبي الأكرم( وسلم) إلى ذلك كما ورد في الرواية : { إن النبي( وسلم) قال: كفى بالموت طامة يا جبرائيل . فقال جبرائيل
(ع): ما بعد الموت أطمّ وأعظم من الموت }.

والكلام في عدة محطات : وسوف أذكرها على شكل مواضيع للفائده



mowalia_5
الصورة الرمزية mowalia_5
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 1770
الإنتساب : Jun 2008
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
المشاركات : 1,045
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 244
المستوى : mowalia_5 is on a distinguished road

mowalia_5 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mowalia_5



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : المالكي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jul-2009 الساعة : 02:04 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ..

قال تعالى ..
(( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ)) ..
أخي الكريم ..
كل مايجري علينا ,. وماسيجري علينا مقرون بأعمالنا إن صلحت سلمنا وإن ساءت فمالنا إلا رجاء
رحمة الله عز وجل ...
سنتابع معكم الموضوع ...


توقيع mowalia_5








المالكي
عضو مجتهد

رقم العضوية : 1348
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 58
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 206
المستوى : المالكي is on a distinguished road

المالكي غير متواجد حالياً عرض البوم صور المالكي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : المالكي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jul-2009 الساعة : 07:10 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم




المحطة الأولى

الحسرة

سكرة الموت وغمرته تحصل بالإحضار عند نزع الروح فيصير الإنسان بمنزلة السكران , وهذه الشدة التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله , فيشتغل بنفسه وينقطع عن الناس , فيها نوعان من العذاب :

1. العذاب الروحي والنفسي , كالخوف الذي يعتري المحتضر والحسرات التي يجرها على نفسه , ويمكن التخلص من هذا العذاب النفسي بالإلتزام بالإيمان القويّ والتقوى العالية بامتثال الأوامر الشرعية واتباع الإرشادات الأخلاقية وأداء المنجيات من الأهوال والانتهاء عن المحرمات ورذائل الأخلاق , مع الإعتقاد واليقين بعدالة الله تعالى ورجاء رحمته , وبعد كل هذا يتوقع جداً عدم حصول العذاب النفسي على المحتضر .

2. العذاب الجسدي , جسد الإنسان يتكون من الماديات العنصرية الطبيعية ولهذا يخضع للقوانين الطبيعية , ويحصل للمحتضر مثلاً عند انتزاع (وإخراج) الروح من الجسد , ويمكن التغلب على هذا العذاب ودفعه بالإيمان واليقين والانشغال بأمر أهم وأكبر كمن يرى منزلته في الجنة وعند أهل البيت() فيرغب ويشتاق إلى تلك المنزلة وينشغل بها وينسى ذلك العذاب , ويمكن أن تكون نتيجة ذلك أو بصورة مباشرة وبفضل من الله سبحانه وتعالى خروج الروح من الجسد كشرب قدح الماء في أحد أيام الصيف الحارة وسيأتي الإشارة لهذا لاحقاً إن شاء الله تعالى .

ومن العذابات النفسية التي يتعرض لها المحتضر , الحسرة والندم وهدم اللذات من الأهل والأموال والأصحاب والمناصب والآمال الدنيوية فيقطعه ويحرمه ملك الموت والموت من كل ذلك, والحسرة والألم على شبابه وأيامه وكيف فاتته ولم يقضها في مرضاة الله تعالى وطاعته ويتحسر على أمواله وكيف لم يتصدق بها ويصرفها في سبيل الخير والصلاح , وقد أشار المولى المقدس إلى كل ذلك في عدة موارد منها :

1- قال تعالى:{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ...}سورة آل عمران(آية /30).

2- قال تعالى:{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأمر وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } سورة مريم (آية /39).

3- قال تعالى: {حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ # لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها... }سورة المؤمنون (آية / 99-100) .

4- قال تعالى: { ...فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ # وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ } سورة المنافقون (آية / 10-11).

5- عن النبي محمد( وسلم): { احذروا المال , فإنه كان في ما مضى رجل قد جمع مالاً وولداً وأقبل على نفسه وجمع لهم , فأتاه ملك الموت .... ودخل ملك الموت عليه ....

وقال له ملك الموت : قم فأوصِ ما كنت موصياً فإني قابض روحك قبل أن أخرج , فصاح أهله وبكوا ....

فقال الرجل: افتحوا الصناديق واكتبوا ما فيها من الذهب والفضة...

ثم أقبل على المال يسبّه ويقول له : لعنك الله يا مال , أنت أنسيتني ذكر ربي , وأغفلتني عن أمر آخرتي , حتى بغتني من أمر الله ما قد بغتني ...

فأنطق الله المال فقال له : لمَ تسبني وأنت ألأم مني , ألم تكن في أعين الناس حقيراً فرفعوك لمّا رأوا عليك من أثري , ألم تحضر أبواب الملوك والسادة ويحضرهما الصالحون وتدخل قبلهم ويُؤخرون , ألم تخطب بنات الملوك والسادة ويخطبهم الصالحون فتنكح ويُردون , فلو كنت تنفقني في سبيل الخيرات لم أمتنع عليك ولو كنت تنفقني في سبيل الله لم أنقص عليك , فَلِمَ تسبني وأنت ألأم مني , إنما خلقت أنا وأنت من تراب , فانطلق تراثاً وانطلق بإثمي,... هكذا يقول المال لصاحبه } .

6- وعنه( وسلم): { أكثروا من ذكر (الموت) هادم اللذات } .

7- عن المصطفى الأمجد( وسلم): { إن ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدة علّته وعظيم ضيق صدره بما يخلف من أمواله ولما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه وعياله وقد بقيت في نفسه مرارتها (حزازتها) وحسراتها واقتطع دون أمانيه فلم ينلها ...

فيقول له ملك الموت : مالك تتجرع غصصك ؟

قال: لاضطراب أحوالي واقتطاعك لي دون أمالي } .

8- وعن أمير المؤمنين(ع): { فاتقى عبد ربه , نصح نفسه , قدّم توبته , وغلب شهوته , فإن أجله مستور عنه , وأمله خادع له والشيطان موكّل به مزيّن له المعصية ليركبها ويمنيه التوبة ليسوفها حتى تنجم منيته عليه , أغفل ما يكون عنها , فيا لها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة وأن تؤديه أيامه إلى شقوته ...

نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم ممن لا تبطره نعمة , ولا تقصر به عن طاعة ربه غاية , ولا تحل به بعد الموت ندامة ولا كآبة } .

9- وعنه(عليه الصلاة والسلام): { فضح رويداً ( ارع نفسك على مهل ) , فكأنك قد بلغت المدى , ودفنت تحت الثرى , وعرضت عليك أعمالك بالمحل الذي ينادي الظالم فيه بالحسرة , ويتمنى المضيع الرجعة } .

10- ورد في الدعاء : { وكمن من عبد أمسى وأصبح قد يومه من حتفه وقد أحدق به ملك الموت ... قد مُنع من الكلام وحجب عن الخطاب ينظر إلى نفسه حسرة فلا يستطيع لها نفعاً ولا ضراً}.












المالكي
عضو مجتهد

رقم العضوية : 1348
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 58
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 206
المستوى : المالكي is on a distinguished road

المالكي غير متواجد حالياً عرض البوم صور المالكي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : المالكي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jul-2009 الساعة : 01:08 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم




المحطة الثانية

العديلة وسوء العاقبة

عند الاحتضار وسكرات الموت من المتوقع جداً عدول الإنسان عن الحق فتكون خاتمته وعاقبته سيئة ومنشأ ذلك العديد من الأمور نذكر منها :

الأول : حبّ الدنيا : إذا تعلق الإنسان بالدنيا وزينتها وأحب الأموال والأولاد والمناصب والأصحاب وغيرها واستولى على القلب بحيث يضعف حبّ الله تعالى ويضمحل أو ينمحي تماماً , ففي هذه الحالة إذا جاءت سكرات الموت اضمحل حب الله تعالى أكثر وأكثر حتى ينمحي , بل ربّما يتحول إلى بغض , لأنه يشعر في تلك اللحظات أن الله تعالى هو السبب في سلبه عن محبوبه وفراقه له , فتقبض روحه على هذه الحال ويختم له بسوء العاقبة.

الثاني : اعتياد ارتكاب المعاصي : إن كثرة ممارسة المعاصي والاعتياد عليها يؤدي إلى رسوخها في القلب والميل إليها دائماً أو غالباً , فمثل هذا الشخص فيه احتمالان :

1. يحتمل قوياً أن يكون قبض روحه عند غلبة شهوة وارتكاب معصية وعقد القلب بها فيصير محجوباً عن الله تعالى , فيختم له بسوء العاقبة .

2. ويحتمل أن يكون عند سكرات الموت وقبض روحه سواء كان عند غلبة شهوة أم لا , وبسبب اعتياد ذهنه وقلبه ونفسه للانتقال إلى المعاصي وميله إليها , يكون في سكرات الموت أيضاً قد انتقل ذهنه وقلبه ونفسه إلى الشهوات والمعاصي فتتمثل صورتها أمامه وفي قلبه ويقبض على هذه الحال فيختم له بسوء العاقبة .

الثالث : الاعتقادات الفاسدة : من لم يأخذ من المنبع الصحيح والمنهج القويم المتمثل بالنبي الكريم محمد( وسلم) وأهل بيته المعصومين( ) , بل خاض في غمرات البحث والنظر في بعض الأصول الاعتقادية والصفات الإلهية , وأخذ بظواهر الشرع معتمداً على العقل وكان عقله قاصراً عن إدراك الصفات وغير قادر على استخراج الأدلة التامة بل استخرج واعتمد على أدلة مضطربة وباطلة فشكك أو جحد بعض العقائد وعقد قلبه على ذلك , فعند سكرات الموت يحتمل فيه صورتان :

1. أن يغلب على قلبه الجحود أو الشك ويكون هذا حجاباً بينه وبين الله تعالى فتقبض روحه على هذا الحال ويختم له بسوء العاقبة .

2. أن ينكشف له بطلان ما اعتقد به جهلاً فيحصل التشكيك عنده في جميع اعتقاداته الأخرى حتى لو كانت صحيحة أصلاً فيجحد بها جميعاً فتقبض روحه على هذا الحال من الانحطاط والضلال ويختم له بسوء العاقبة .

وإليك بعض الموارد التي تشير إلى العديلة وسوء العاقبة :

1- قوله تعالى:{ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأرض ما لَها مِنْ قَرارٍ # يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآْخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ } سورة إبراهيم (آية / 26 - 27) .

ورد في التفسير : أن الشجرة الطيبة تمثل النبي الأكرم وأهل بيته(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) فمن لم يطع ولم يوالِِ أهل البيت() , سيختم له بسوء العاقبة وسيعدل عن الحق عند الموت وعند سؤال منكر ونكير .

2- قوله تعالى: { الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ...} .

ورد في التفسير: إنما قال تعالى ( يظنون) , للإشارة إلى أنهم لا يرون ولا يعلمون بماذا يختم لهم فالعاقبة مستورة عنهم .

3- ورد عن النبي الأكرم( وسلم) : { لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة , لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله تعالى حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له } .

4- نظر أمير المؤمني(ع) إلى رجل أثر الخوف عليه فقال(ع): { ما بالك ؟ قال الرجل : إني أخاف الله ...

فقال(ع): يا عبد الله خف ذنوبك , وخف عدل الله عليك في مظالم عباده وأطعه في ما كلفك ولا تعصه في ما يصلحك , ثم لا تخف الله بعد ذلك , فإنه لا يظلم أحداً ولا يعذبه فوق استحقاقه أبداً إلا أن تخاف سوء العاقبة بأن تغير أو تبدل } .

5- ورد عن الإمام الكاظم(ع): { اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت } .

6- ورد عن الإمام الجواد(ع): { اللهم اسعدنا بالشكر وامنحنا النصر وأعذنا من سوء البداء والعاقبة والختر } .




المالكي
عضو مجتهد

رقم العضوية : 1348
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 58
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 206
المستوى : المالكي is on a distinguished road

المالكي غير متواجد حالياً عرض البوم صور المالكي



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : المالكي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jul-2009 الساعة : 01:14 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم




المحطة الثانية

العديلة وسوء العاقبة

عند الاحتضار وسكرات الموت من المتوقع جداً عدول الإنسان عن الحق فتكون خاتمته وعاقبته سيئة ومنشأ ذلك العديد من الأمور نذكر منها :

الأول : حبّ الدنيا : إذا تعلق الإنسان بالدنيا وزينتها وأحب الأموال والأولاد والمناصب والأصحاب وغيرها واستولى على القلب بحيث يضعف حبّ الله تعالى ويضمحل أو ينمحي تماماً , ففي هذه الحالة إذا جاءت سكرات الموت اضمحل حب الله تعالى أكثر وأكثر حتى ينمحي , بل ربّما يتحول إلى بغض , لأنه يشعر في تلك اللحظات أن الله تعالى هو السبب في سلبه عن محبوبه وفراقه له , فتقبض روحه على هذه الحال ويختم له بسوء العاقبة.

الثاني : اعتياد ارتكاب المعاصي : إن كثرة ممارسة المعاصي والاعتياد عليها يؤدي إلى رسوخها في القلب والميل إليها دائماً أو غالباً , فمثل هذا الشخص فيه احتمالان :

1. يحتمل قوياً أن يكون قبض روحه عند غلبة شهوة وارتكاب معصية وعقد القلب بها فيصير محجوباً عن الله تعالى , فيختم له بسوء العاقبة .

2. ويحتمل أن يكون عند سكرات الموت وقبض روحه سواء كان عند غلبة شهوة أم لا , وبسبب اعتياد ذهنه وقلبه ونفسه للانتقال إلى المعاصي وميله إليها , يكون في سكرات الموت أيضاً قد انتقل ذهنه وقلبه ونفسه إلى الشهوات والمعاصي فتتمثل صورتها أمامه وفي قلبه ويقبض على هذه الحال فيختم له بسوء العاقبة .

الثالث : الاعتقادات الفاسدة : من لم يأخذ من المنبع الصحيح والمنهج القويم المتمثل بالنبي الكريم محمد( وسلم) وأهل بيته المعصومين( ) , بل خاض في غمرات البحث والنظر في بعض الأصول الاعتقادية والصفات الإلهية , وأخذ بظواهر الشرع معتمداً على العقل وكان عقله قاصراً عن إدراك الصفات وغير قادر على استخراج الأدلة التامة بل استخرج واعتمد على أدلة مضطربة وباطلة فشكك أو جحد بعض العقائد وعقد قلبه على ذلك , فعند سكرات الموت يحتمل فيه صورتان :

1. أن يغلب على قلبه الجحود أو الشك ويكون هذا حجاباً بينه وبين الله تعالى فتقبض روحه على هذا الحال ويختم له بسوء العاقبة .

2. أن ينكشف له بطلان ما اعتقد به جهلاً فيحصل التشكيك عنده في جميع اعتقاداته الأخرى حتى لو كانت صحيحة أصلاً فيجحد بها جميعاً فتقبض روحه على هذا الحال من الانحطاط والضلال ويختم له بسوء العاقبة .

وإليك بعض الموارد التي تشير إلى العديلة وسوء العاقبة :

1- قوله تعالى:{ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأرض ما لَها مِنْ قَرارٍ # يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآْخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ } سورة إبراهيم (آية / 26 - 27) .

ورد في التفسير : أن الشجرة الطيبة تمثل النبي الأكرم وأهل بيته(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) فمن لم يطع ولم يوالِِ أهل البيت() , سيختم له بسوء العاقبة وسيعدل عن الحق عند الموت وعند سؤال منكر ونكير .

2- قوله تعالى: { الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ...} .

ورد في التفسير: إنما قال تعالى ( يظنون) , للإشارة إلى أنهم لا يرون ولا يعلمون بماذا يختم لهم فالعاقبة مستورة عنهم .

3- ورد عن النبي الأكرم( وسلم) : { لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة , لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله تعالى حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له } .

4- نظر أمير المؤمني(ع) إلى رجل أثر الخوف عليه فقال(ع): { ما بالك ؟ قال الرجل : إني أخاف الله ...

فقال(ع): يا عبد الله خف ذنوبك , وخف عدل الله عليك في مظالم عباده وأطعه في ما كلفك ولا تعصه في ما يصلحك , ثم لا تخف الله بعد ذلك , فإنه لا يظلم أحداً ولا يعذبه فوق استحقاقه أبداً إلا أن تخاف سوء العاقبة بأن تغير أو تبدل } .

5- ورد عن الإمام الكاظم(ع): { اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت } .

6- ورد عن الإمام الجواد(ع): { اللهم اسعدنا بالشكر وامنحنا النصر وأعذنا من سوء البداء والعاقبة والختر } .




torbat karbala2
الصورة الرمزية torbat karbala2
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 2148
الإنتساب : Jul 2008
الدولة : مدينة الشمس بعلبك
المشاركات : 1,807
بمعدل : 0.30 يوميا
النقاط : 274
المستوى : torbat karbala2 is on a distinguished road

torbat karbala2 غير متواجد حالياً عرض البوم صور torbat karbala2



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : المالكي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jul-2009 الساعة : 04:12 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد واله الطاهرين ..


ورد في الرواية: اشد ما يتحسر اهل الجنة على ساعة قضوها في الدنيا بغير ذكر الله تعالى.

شكرا اخير الكريم على النقل المبارك في ميزان حسناتكم

دعائكم


توقيع torbat karbala2

يا نازلين بكربلاء هل عندكم .. خبرٌ بقتلانا و ما اعلامها
ما حال جثة ميتٍ في أرضكم .. بقية ثلاثاً لا يُزار مقامها
بالله هل رُفعت جنازته و هل .. صلى صلاة الميتين إمامها
بالله هل واريتموها بالثرى .. و هل استقرت باللحود رِمامها
يا جسمهُ انتفض التراب و عانقت .. أطيافه روحي فأنت سلامها
لو تنحني نفسي لجسمٍ عُفرت .. أوصلاهُ فتعفرت آلامها



samar
مشرف سابق
رقم العضوية : 3155
الإنتساب : Nov 2008
المشاركات : 986
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 237
المستوى : samar is on a distinguished road

samar غير متواجد حالياً عرض البوم صور samar



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : المالكي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-Jul-2009 الساعة : 10:33 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على محمد و ال محمد و عجل فرجهم
مأجور اخي الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc