اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
لم تكن قضية الشيعة تشغل الساحة الإسلامية كثيرا في مصر.
ولم تكن الشيعة مطروحة كمذهب منافس لمذهب السنة الذي سيطر عليه الخط الوهابي في فترة السبعينات وليومنا هذا .
(حتى أنه لم يكن أحد في الوسط الإسلامي يسمع بجماعة التقريب أو جمعية آل البيت أو يطلع على أي من الكتب الشيعية التي صدرت بمصر في تلك الفترة وهي كثيرة.. (1)
لقد كانت التيارات الإسلامية منشغلة ببعضها. الإخوان منشغلون بالجهاد والتكفير والسلفيين. والجهاد والسلفيين منشغل بالتكفير. وهذه التيارات جميعا منشغلة بالحكومة. ومنشغلة أيضا عدا الإخوان - بالصوفية.. )
وبالنسبة للإسلام الرسمي لم يكن يظهر أي بادرة عداء تجاه الشيعة وكانت
العلاقات وطيدة بين الأزهر ووزارة الأوقاف وبين هيئات وعلماء شيعة من إيران والعراق ولبنان.
إلا أنه وبمجرد قيام الثورة الإسلامية في إيران تغيرت الأمور وتغير الاتجاه الإسلامي من تأييد الثورة ومناصرتها في البداية إلى الكفر بها ومعاداتها مع قيام الحرب العراقية الايرانية..
(كيف حدث ذلك؟
(( إن القوى المتربصة بالإسلام وقد أفجعها ما حدث في إيران ركزت أبصارها على مصر واعتبرتها الدولة التالية المؤهلة للحاق بإيران على طريق الإسلام فمن ثم سعت إلى تنفيذ مخططها الخبيث الذي يرمي إلى عزل مصر عن إيران والقضاء على تأثير الثورة الإسلامية على الحركة الإسلامية فيها. وقد اعتمدت في تنفيذ مخططها هذا على ثلاثة ركائز:
الأولى: استغلال الخط الوهابي الذي تشبعت به الحركة الإسلامية والذي يكن عداءا شديدا للشيعة واستغلال قلة الوعي السياسي والخبرة لدى التيارات العاملة في محيط الحركة..
الثانية: تفجير الخلافات القديمة بين السنة والشيعة ونشر الشائعات التي تهدم عقائد الشيعة وتشكك المسلمين فيها وفي الثورة الإسلامية..
الثالثة: تحريض الحكم على إيران ودفعه إلى دعم التيارات المعادية لها في مصر إعلاميا وسياسيا وفتح الباب إمام المد المسعودي الوهابي ليشكل سدا منيعا يحول بين المسلمين وبين التأثر بالشيعة و إيران.. )
والحق إن هذا المخطط قد تم تنفيذه بدقة ونجح في تحقيق أغراضه في الوقيعة بين الحركة الإسلامية والثورة الإسلامية. ودفع بالحركة إلى الصف المعادي لها.
( وأستطيع أن أجزم أن هذا المخطط لم يكن لينجح لو كانت الحركة الإسلامية متسلحة بالوعي السياسي والخبرة اللازمة ومتحررة من الأطر السلفية العمياء التي فرضها عليها الخط الوهابي فهذه هي نقطة الضعف في جسم الحركة التي تمكن أعداء الإسلام من اختراقها واستغلالها في إضفاء المشروعية على موقفها المعادي للثورة..)
لقد طوقت الساحة الإسلامية في مصر بحرب إعلامية عاتية شرسة حيث صبت حمم غضبها على الشيعة وإيران واستخدمت فيها كل الوسائل الاعلامية من مقابل وكتاب وخطب ومؤتمرات وتم شراء الكثير من الكتاب والصحفيين والدعاة والرموز الإسلامية البارزة في الوسط الإسلامي ودور النشر والصحف الإسلامية.
ولم ينج من هذه الفتنة سوى عدد قليل من الدعاة أصحاب البصيرة أما البقية فقد غرقوا في موجات النفي المتتابعة والتي كانت تتدفق على الساحة الإسلامية من السعودية والعراق اللتان كانتا تذكيان نار الفتنة وتأججان نارها.
وكانت سفارة السعودية وسفارة العراق في القاهرة تنفقان بغير حساب من أجل تشوية الشيعة وإيران والإمام الخميني. وكانت الحكومة ترقب هذا الوضع وتعمل على دعمه..
( يسعى الشيعة في مصر اليوم إلى تحقق تواجد شرعي لهم على ساحة الواقع غير أن السعي نحو تحقق هذا الهدف تشوبه الكثير من المحاذير الأمنية والسياسية..)
( فعلى مستوى الداخل يزداد موقف الحكومة تشديدا في مواجهة التيار الإسلامي بشكل عام. كما يزداد موقفها تشديدا أمام المعارضة والتي بررت لها مؤخرا صياغة مجموعة من القوانين التي تهدف إلى السيطرة على النقابات والتضييق على الأحزاب..
ويزداد الوضع الاقتصادي تدهورا مما يزيد من العوامل الاضطراب وتدهور الوضع الأمني وهو ما دفع بالحكومة إلى تشديد قبضتها البوليسية على الشارع المصري..
( وعلى المستوى الخارج تزداد هوة الشقاق بين مصر وإيران نتيجة الإنهيار الأمني ومحاولة ربط إيران بتيار الجهاد مما ينعكس على الشيعة المصريين بشكل مباشر.. إذ أن الحكومة سيرا مع قناعتها بأن هناك أصابع أجنبية تحرك دائما أي محاولة للخروج على الشريعة فإنها تنظر بعين الشك للشيعة وقد حاولت قبل ذلك ربطهم بإيران ثلاث مرات..
(ولا يعني انشغال الحكومة بمواجهة تيار الجهاد أن الحكومة أعطت ظهرها للشيعة إنما هي مسألة أولويات أمنية..
وهنا تطرح أمامنا التساؤلات التالية:
هل تنظر الحكومة إلى الشيعة نظرتها للجماعات الإسلامية الأخرى..؟
هل للتيار الشيعي أهداف سياسية..؟
هل تفكر الحكومة في استخدام الورقة الشيعية في مواجهة الجماعات الإسلامية..؟
(وبالنسبة للتساؤل الأول فإنه يمكن القول أن نظرة الحكومة للشيعة والجماعات هي نظرة واحدة من المنظور الأمن. فإن المحاذير الأمنية عند الحكومة عادة لا تختص بفئة دون فئة من شتى فئات المعارضة التي تواجهها..
وقد سعت جماعة الإخوان سعيا جاهدا من أجل إثبات حسن نواياها تجاه الحكومة أملا في الحصول على الشريعة وفي النهاية طوقت أنشطتها والتمهيدات جارية من أجل ضربها..
ويبدوا أن هناك عوامل خارجية تتحكم في موقف الحكومة تجاه القوى المعارضة لها خاصة التيار الإسلامي منها..)
أما الحديث عن الأهداف السياسية للشيعة فهو محاولة استدراج لها من أجل إثارة الشبهات حول أنشطتها.. فإن جوهر التحريك ينحصر في دائرة محدودة وهي التمهيد أو التوطئة لظهور الإمام الغائب. وإن كانت الشيعة قد أقحمت في السياسة في بعض البلدان فهذا الأمر راجع لظروف الواقع وملابساته وليس للشيعة ذاتها..
(وحركة التشيع في مصر إنما هي في طور النبو ولم تثبت قدمها على ساحة الواقع بعد وفوق ذلك هي حركة معلنه..
ولا يعني أن إيران تدين بالمذهب الشيعي أن شيعة العالم يقفون ورائها كالبنيان المرصوص. فهذا التصور فيه تجاوز كبير للحقيقة. فهناك قطاعات شيعية على خلاف مع إيران..
إن محاولة ربط الشيعة في مصر بإيران إنما هي مسألة سياسية بحتة لا صلة لها بالمذهب الشيعي ذاته..
إننا نرى المد السعودي قد اخترق الوسط الإسلامي والثقافي في مصر على أعين الحكومة. فهل تغاضي الحكومة عن هذا الوضع من باب الحرص على نشر المذهب الوهابي السني. أم أن المسألة سياسية ولا صله لها بالمذاهب..؟
ونحن نطرح هذا التساؤل :
لمـــــاذا اصبـــــــــح الخط السلفي الوهابي هو الأساس
الذي تعتمد عليه التيارات الإسلامية وفي مقدمتها تيار الجهاد. وا لحكومات الاسلامية
لمواجهة المذهب الشيعي بكل السبل والاساليب ))
ننتظر ارائكم اخواني فيما يحدث في مصر حاليا لشيعة اهل البيت والصحوة العارمة
للمسلمين وسيرهم بتجاه الحق المنصوص عليه في حجج الله تعالى
من الموضوع ما نقل من كتاب
الشيعة في مصر
من الإمام علي حتى الإمام الخميني