من هي السيدة خديجة ؟؟؟ - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام

إضافة رد
كاتب الموضوع الدر الفاخر مشاركات 1 الزيارات 2025 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

الدر الفاخر
الصورة الرمزية الدر الفاخر
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 726
الإنتساب : Jan 2008
الدولة : beloved KUWAIT
المشاركات : 431
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 225
المستوى : الدر الفاخر is on a distinguished road

الدر الفاخر غير متواجد حالياً عرض البوم صور الدر الفاخر



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي من هي السيدة خديجة ؟؟؟
قديم بتاريخ : 31-Aug-2009 الساعة : 12:07 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم ...


عظم الله أجوركم بمناسبة ذكرى استشهاد عزيزة الرسول و أم البتول السيدة خديجة صلوات الله عليها و آلها ...

كل من الأعضاء الفاضلين يشاركنا بمعرفته في السيدة خديجة ؟؟

من هي السيدة خديجة ؟؟؟

ننتظركم


توقيع الدر الفاخر





خادمة العباس (ع)
الصورة الرمزية خادمة العباس (ع)
عضو دائم

رقم العضوية : 516
الإنتساب : Oct 2007
الدولة : مدينة الرسول الأعظم عليه السلام
المشاركات : 1,304
بمعدل : 0.21 يوميا
النقاط : 263
المستوى : خادمة العباس (ع) is on a distinguished road

خادمة العباس (ع) غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادمة العباس (ع)



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الدر الفاخر المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي السيدة خديجة (عليها السلام) والدة الصديقة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
قديم بتاريخ : 31-Aug-2009 الساعة : 12:57 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السيدة خديجة () والدة الصديقة فاطمة الزهراء()



النسب الشريف
هي السيّدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
وعلى هذا فإن السيدة خديجة تلتقي بنسبها مع النبي العظيم محمد( وسلم)عند الجد الأكبر (قصي).

من مقامات السيدة خديجة ()
من الاُمور المتَفق عليها عند الجميع أنَ السيدة خديجة() كانت خير نساء النبي( وسلم)وذلك بتصريح من رسول الله( وسلم)أكثر من مرَة، وهذا إنما يدل على علو مقامها وجلالة قدرها (سلام الله عليها).
فعن عائشة قالت: كان رسول الله( وسلم)إذا ذكر خديجة لم يسأم من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة، فقلت: لقد عوَّضك الله من كبيرة السن!.
قالت: فرأيت رسول الله( وسلم)غضب غضباً شديداً، فسقطت في يدي فقلت: اللهمَ إنَك إن أذهبت بغضب رسولك( وسلم)لم أعد بذكرها بسوء ما بقيت.
قالت: فلمَا رأى رسول الله( وسلم)ما لقيت قال: كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدَّقتني إذ كذَّبني الناس، ورزقت منّي الولد حيث حرمتموه.
قالت: فغدا وراح عليّ بها شهراً.
وفضلاً عن ذلك كله، فهناك العديد مما يدل على علو مقام السيدة خديجة() نشير إلى بعضها:
1: اصطفاء الباري تعالى لها، حيث جعلها من النساء المختارات.
عن أبي الحسن الأول() قال: قال رسول الله ( وسلم): «إنّ الله اختار من النساء أربعاً: مريم وآسية وخديجة وفاطمة».
2: إنها () أوّل من أسلمت من النساء وآمنت برسول الله( وسلم)منهن، وأوّل من صلّت خلفه( وسلم).
عن عفيف قال: كنت امرأ تاجراً فقدمت منى أيام الحج وكان العباس بن عبد المطلب امرأ تاجرا فأتيته أبتاع منه وأبيعه، قال: فبينا نحن إذا خرج رجل من خبأ يصلي فقام تجاه الكعبة، ثم خرجت امرأة فقامت تصلي وخرج غلام يصلي معه، فقلت: يا عباس ما هذا الدين، إن هذا الدين ما ندري ما هو؟
فقال: هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر يستفتح عليه، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به.
وروى السيد بن طاوس عن كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد عن الإمام موسى بن جعفر() قال: سألت عن بدء الإسلام كيف أسلم علي() وكيف أسلمت خديجة؟
فقال: «تأبى إلا أن تطلب أصول العلم ومبتدأه، أما والله إنك لتسأل تفقها».
ثم قال: «سألت أبي () عن ذلك فقال لي: لما دعاهما رسول الله( وسلم)قال: يا علي ويا خديجة أسلمتما لله وسلمتما له، وقال: إن جبرئيل عندي يدعوكما إلى بيعة الإسلام فأسلما تسلما وأطيعا تهديا».
فقالا: «فعلنا وأطعنا يا رسول الله».
فقال: «إن جبرئيل عندي يقول لكما: إن للإسلام شروطا وعهودا ومواثيق فابتدئاه بما شرط الله عليكما لنفسه ولرسوله أن تقولا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه في ملكه، لم يتخذ ولدا ولم يتخذ صاحبة، إلهاً واحداً مخلصاً، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة بين يدي الساعة، ونشهد أن الله يحيي ويميت ويرفع ويضع ويغني ويفقر ويفعل ما يشاء ويَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ».
قالا: «شهدنا» الحديث.
3: تخصيص الباري لها بالسلام، فقد بلغ من قداسة السيدة خديجة () عند الله تعالى أنّه عزّوجلّ كان يخصّها بالسلام.
ففي الحديث أنّ جبرئيل أتى النبي( وسلم)فسأل عن خديجة فلم يجدها، فقال: إذا جاءت فأخبرها أنّ ربّها يقرؤها السلام.
وروي أنه أتى جبرئيل النبي( وسلم)فقال: هذه خديجة قد أتتك معها إناء مغطّى فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ من ربّها ومنّي وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
4: بشارة الله وجبرائيل لها ببيت عظيم في الجنة، كما مر في الحديث الشريف السابق.
5: كثرة ثناء النبي( وسلم)على السيدة خديجة () كما مر في الحديث عن عائشة.
وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت السيدة خديجة () عزيزة عند النبي( وسلم)وتتمتع بمكانة خاصة في قلبه، حيث كان( وسلم)يحبّها حبّاً جمّاً، ويعتزّ بها، ويقدر مواقفها المشرفة، والشواهد على ذلك كثيرة، منها:
إنّ عجوزاً دخلت على رسول الله( وسلم)فألطفها، فلمّا خرجت سألته عائشة، فقال: «إنّها كانت تأتينا في زمن خديجة وإنّ حسن العهد من الإيمان.
وعن أمير المؤمنين علي () قال: «ذكر النبي( وسلم)خديجة يوماً وهو عند نسائه، فبكى، فقالت عائشة: ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد؟
فقال: صدّقتني إذ كذبتم، وآمنت بي إذ كفرتم، وولدت لي إذ عقمتم.
قالت عائشة: فما زلت أتقرّب إلى رسول الله( وسلم)بذكرها».
وعن الإمام الصادق () قال: «لمّا توفّيت خديجة () جعلت فاطمة () تلوذ برسول الله( وسلم)وتدور حوله وتقول: يا أبت أين اُمّي؟
قال: فنزل جبرئيل () فقال له: ربّك يأمرك أن تقرأ فاطمة السلام وتقول لها: إنّ اُمّك في بيت من قصب، كعابه من ذهب، وعمده ياقوت أحمر، بين آسية ومريم بنت عمران.
فقالت فاطمة (): إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام».
وعن عبد الرحمن بن ميمون عن أبيه قال: سمعت ابن عباس يقول: (أول من آمن برسول الله( وسلم)من الرجال علي () ومن النساء خديجة()).
بل إنّ الرسول( وسلم)ـ وكما في التاريخ ـ أطلق على العام الذي توفّيت فيه السيّدة خديجة وأبو طالب (عليهما السلام) «عام الحزن»، وهذا خير دليل على معزّته ( وسلم)لهما.

قالت: فغدا وراح عليّ بها شهراً.
وفضلاً عن ذلك كله، فهناك العديد مما يدل على علو مقام السيدة خديجة() نشير إلى بعضها:
1: اصطفاء الباري تعالى لها، حيث جعلها من النساء المختارات.
عن أبي الحسن الأول() قال: قال رسول الله ( وسلم): «إنّ الله اختار من النساء أربعاً: مريم وآسية وخديجة وفاطمة».
2: إنها () أوّل من أسلمت من النساء وآمنت برسول الله( وسلم)منهن، وأوّل من صلّت خلفه( وسلم).
عن عفيف قال: كنت امرأ تاجراً فقدمت منى أيام الحج وكان العباس بن عبد المطلب امرأ تاجرا فأتيته أبتاع منه وأبيعه، قال: فبينا نحن إذا خرج رجل من خبأ يصلي فقام تجاه الكعبة، ثم خرجت امرأة فقامت تصلي وخرج غلام يصلي معه، فقلت: يا عباس ما هذا الدين، إن هذا الدين ما ندري ما هو؟
فقال: هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر يستفتح عليه، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به.
وروى السيد بن طاوس عن كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد عن الإمام موسى بن جعفر() قال: سألت عن بدء الإسلام كيف أسلم علي() وكيف أسلمت خديجة؟
فقال: «تأبى إلا أن تطلب أصول العلم ومبتدأه، أما والله إنك لتسأل تفقها».
ثم قال: «سألت أبي () عن ذلك فقال لي: لما دعاهما رسول الله( وسلم)قال: يا علي ويا خديجة أسلمتما لله وسلمتما له، وقال: إن جبرئيل عندي يدعوكما إلى بيعة الإسلام فأسلما تسلما وأطيعا تهديا».
فقالا: «فعلنا وأطعنا يا رسول الله».
فقال: «إن جبرئيل عندي يقول لكما: إن للإسلام شروطا وعهودا ومواثيق فابتدئاه بما شرط الله عليكما لنفسه ولرسوله أن تقولا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه في ملكه، لم يتخذ ولدا ولم يتخذ صاحبة، إلهاً واحداً مخلصاً، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة بين يدي الساعة، ونشهد أن الله يحيي ويميت ويرفع ويضع ويغني ويفقر ويفعل ما يشاء ويَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ».
قالا: «شهدنا» الحديث.
3: تخصيص الباري لها بالسلام، فقد بلغ من قداسة السيدة خديجة () عند الله تعالى أنّه عزّوجلّ كان يخصّها بالسلام.
ففي الحديث أنّ جبرئيل أتى النبي( وسلم)فسأل عن خديجة فلم يجدها، فقال: إذا جاءت فأخبرها أنّ ربّها يقرؤها السلام.
وروي أنه أتى جبرئيل النبي( وسلم)فقال: هذه خديجة قد أتتك معها إناء مغطّى فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ من ربّها ومنّي وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
4: بشارة الله وجبرائيل لها ببيت عظيم في الجنة، كما مر في الحديث الشريف السابق.
5: كثرة ثناء النبي( وسلم)على السيدة خديجة () كما مر في الحديث عن عائشة.
وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت السيدة خديجة () عزيزة عند النبي( وسلم)وتتمتع بمكانة خاصة في قلبه، حيث كان( وسلم)يحبّها حبّاً جمّاً، ويعتزّ بها، ويقدر مواقفها المشرفة، والشواهد على ذلك كثيرة، منها:
إنّ عجوزاً دخلت على رسول الله( وسلم)فألطفها، فلمّا خرجت سألته عائشة، فقال: «إنّها كانت تأتينا في زمن خديجة وإنّ حسن العهد من الإيمان».
وعن أمير المؤمنين علي () قال: «ذكر النبي( وسلم)خديجة يوماً وهو عند نسائه، فبكى، فقالت عائشة: ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد؟
فقال: صدّقتني إذ كذبتم، وآمنت بي إذ كفرتم، وولدت لي إذ عقمتم.
قالت عائشة: فما زلت أتقرّب إلى رسول الله( وسلم)بذكرها».
وعن الإمام الصادق () قال: «لمّا توفّيت خديجة () جعلت فاطمة () تلوذ برسول الله( وسلم)وتدور حوله وتقول: يا أبت أين اُمّي؟
قال: فنزل جبرئيل () فقال له: ربّك يأمرك أن تقرأ فاطمة السلام وتقول لها: إنّ اُمّك في بيت من قصب، كعابه من ذهب، وعمده ياقوت أحمر، بين آسية ومريم بنت عمران.
فقالت فاطمة (): إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام».
وعن عبد الرحمن بن ميمون عن أبيه قال: سمعت ابن عباس يقول: (أول من آمن برسول الله( وسلم)من الرجال علي () ومن النساء خديجة()).
بل إنّ الرسول( وسلم)ـ وكما في التاريخ ـ أطلق على العام الذي توفّيت فيه السيّدة خديجة وأبو طالب (عليهما السلام) «عام الحزن»، وهذا خير دليل على معزّته ( وسلم)لهما.

النبي( وسلم)يذكّر بفضائلها
وليس ذلك فحسب، وإنَما بقي النبي( وسلم)وبعد أن توفّيت السيدة خديجة() يتذكّرها ويترحّم عليها ويشيد بفضائلها الكثيرة ويدافع عنها.
فعن أبي عبد الله () قال: دخل رسول الله( وسلم)منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة () تصايحها وهي تقول: والله يا بنت خديجة ما ترين إلاّ أنّ لاُمّك علينا فضلاً، وأي فضل كان لها علينا؟ ما هي إلاّ كبعضنا.
فسمع مقالتها فاطمة()، فلمّا رأت فاطمة رسول الله( وسلم) بكت.
فقال لها: ما يبكيك يا بنت محمّد؟
قالت: ذكرت اُمّي فتنقّصتها، فبكيت.
فغضب رسول الله ( وسلم): ثم قال: مه ياحميراء، فإنّ الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود، وإنّ خديجة رحمها الله ولدت منّي طاهراً وهو عبد الله وهو المطهّر، وولدت منّي القاسم وفاطمة ورقية واُمّ كلثوم وزينب، وأنت ممّن أعقم الله رحمه فلم تلدي شيئاً.

النبي( وسلم)يصبّرها
عن أبي جعفر () قال: «دخل رسول الله( وسلم)على خديجة حين مات القاسم أبنها وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟
فقالت: درّت دريرة فبكيت.
فقال: يا خديجة أما ترضين إذا كان يوم القيامة أن تجيء إلى باب الجنّة وهو قائم فيأخذ بيدك فيدخلك الجنّة وينزلك أفضلها، وذلك لكل مؤمن، إنّ الله عزّوجلّ أحكم وأكرم أن يسلب المؤمن ثمرة فؤاده ثم يعذّبه بعدها أبداً».
وعن أبي جعفر () قال: «لمّا توفّي طاهر ابن رسول الله( وسلم)نهى رسول الله( وسلم)خديجة عن البكاء.
فقالت: بلى يا رسول الله ولكن درّت عليه الدريرة فبكيت.
فقال لها: أما ترضين أن تجديه قائماً على باب الجنّة فإذا رآك أخذ بيدك فأدخلك أطهرها مكاناً وأطيبها؟
قالت: وإنّ ذلك كذلك؟
قال: فإنّ الله أعزّ وأكرم من أن يسلب عبداً ثمرة فؤاده فيصبر ويحتسب ويحمد الله عزّوجلّ ثم يعذّبه».

حاجة جبرائيل
عن أبي سعيد الخدري: (إنّ رسول الله( وسلم)قال: إنّ جبرئيل() قال لي ليلة اُسري بي حين رجعت وقلت: يا جبرئيل هل لك من حاجة؟
قال: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومنّي السلام.
وحدّثنا عند ذلك أنّها قالت حين لقيها نبي الله( وسلم)فقال لها الذي قال جبرئيل، قالت: إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام وعلى جبرئيل السلام).

خير النساء
عن الإمام أمير المؤمنين () قال: قال رسول الله ( وسلم): «خير نسائها خديجة وخير نسائها مريم».
وعن ابن عباس قال: خط رسول الله( وسلم)أربع خطط ثم قال: «خير نساء الجنّة مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون».

معرفة خديجة بمقام الرسول ( وسلم)
يذكر أنّ الأحبار كانوا يتردّدون على السيدة خديجة () وذلك لمكانتها الاجتماعية والاقتصادية، وكانت () تكرمهم وتفيض عليهم من خيراتها الطائلة.
وفي أحد الأيام وبينما كان أحد الأحبار في بيتها وهي جالسة مع جماعة من نسائها وجواريها إذا بالنبي( وسلم)يمرّ، فنظر إليه ذلك الحبر وقال: يا خديجة قد مرّ الآن بدارك شاب حدث السن، فأمري من يأتي به.
فأرسلت إليه جارية من جواريها وقالت: يا سيدي مولاتي تطلبك.
فأقبل( وسلم)ودخل منزل خديجة.
فقالت: أيّها الحبر هذا الذي أشرت إليه؟
قال: نعم هذا محمّد بن عبد الله.
وقال: طوبى لمن تكون لـه بعلاً وتكون لـه زوجة وأهلاً، فقد حازت شرف الدنيا والآخرة.
فتعجّبت السيّدة خديجة، وانصرف الرسول( وسلم)وقد اشتغل قلبها بحبّه، وكانت السيّدة خديجة ملكة عظيمة ولها من الأموال والثروة الطائلة ما لا يحصى، فقالت: أيّها الحبر بم عرفت أنه نبي؟
قال: وجدت صفاته في التوراة أنه المبعوث آخر الزمان يموت أبوه واُمّه ويكفله جدّه وعمّه وأنّه سيتزوّج بامرأة من قريش سيدة قومها وأشار بيده إليها، ثم قال لها: احفظي ما أقول لك يا خديجة.
فلمّا سمعت السيّدة خديجة ما نطق به الحبر تعلّق قلبها بالنبي( وسلم)أكثر وكتمت أمرها.
فلمّا أراد الخروج من عندها قال: اجتهدي أن لا يفوتك محمد( وسلم)فهو الشرف في الدنيا والآخرة.

الرسول( وسلم)يتاجر بأموال خديجة
كان أبو طالب () قد كبر وضعف عن السفر وترك ذلك منذ أن كفل النبي ( وسلم)، وفي أحد الأيام دخل عليه النبي( وسلم)فوجده حزيناً مهموماً، فقال: ما لي أراك يا عم مهموماً؟
فقال: يا بن أخي إنه لا مال لنا وقد ضاق بنا الزمان وليس لنا مادّة وقد كبرت وضعف جسمي وقلّ ما بيدي وأرى أنّ الأجل قد قرب منّي ولا اُحب أن أموت قبل أن أرى لك زوجة يا ولدي لتسكن إليها.
فقال لـه النبي ( وسلم): ما هو الرأي عندك يا عم؟
قال: اعلم يا بن أخي أنّ خديجة بنت خويلد قد انتفع بمالها أكثر الناس وهي تعطي أموالها لجميع من يسألها ليسافروا للتجارة به، فهل لك يا بن أخي أن تمضي معي إليها ونسألها أن تعطيك مالاً تتّجر فيه؟
فقال: نعم، قم إليها وافعل ما بدا لك.
وبعد أن اتّفق أبو طالب مع النبي( وسلم)على أن يعمل في تجارة خديجة، أشار عليه أعمامه بأن يذهب معهم إلى دارها ليخبروها بالخبر.
وبالفعل فقد قصد النبي( وسلم)وأعمامه دار السيدة خديجة وطرقوا الباب، فاستقبلتهم استقبالاً حافلاً.
وبعثت إليهم (ميسرة) ليرحّب بهم ويقدّم لهم مستلزمات الضيافة اللازمة فأكلوا وشرعوا في الحديث.
فقالت لهم السيّدة خديجة من وراء الحجاب: لعلّ لكم حاجة فتقضى، فإنّ حوائجكم مقضية.
فقال أبو طالب (): جئناك في حاجة يعود نفعها إليك وبركتها عليك.
قالت: وما ذلك؟
قال: جئناك في أمر ابن أخي محمد ( وسلم).
فقالت: أين هو محمّد حتى نسمع ما يقول؟
فقال العباس: أنا آتيكم به.
فنهض وسار يبحث عنه فلم يجده، فالتفت يميناً وشمالاً، فتساءل منه الناس وقالوا: ما تريد؟
فقال: اُريد محمّداً.
فقالوا له: في جبل حرى.
فسار إليه فإذا هو فيه، نائماً في مرقد إبراهيم الخليل () ملتفّاً ببردة وعلى رأسه ثعبان عظيم، فلمّا نظر إليه العباس قال: خشيت عليه من الثعبان فسللت سيفي وهممت بالثعبان فحمل عليّ، ولمّا رأى العباس ذلك صاح برفيع صوته: أدركني يا بن أخي.
ففتح النبي( وسلم)عينيه فذهب الثعبان.
فقال النبي ( وسلم): ما لي أرى سيفك مسلولاً يا عم؟
قال: رأيت هذا الثعبان عندك فسللت سيفي وقصدته خوفاً عليك منه فخشيت على نفسي الغلبة فصحت بك ولمّا فتحت عينك ذهب كأنه لم يكن.
فتبسّم النبي( وسلم)وقال: يا عم ليس هذا بثعبان، ولكنّه ملك من الملائكة ولقد رأيته مراراً وخاطبته جهاراً وقال لي: يا محمد إنّي ملك من عند ربّي موكّل بحراستك في الليل والنهار من كيد الأعداء والأشرار.
فقال العباس: ما ينكر فضلك يا محمد؟
فقال له: لنذهب إلى دار خديجة بنت خويلد لتكون أميناً على أموالها.
فسارا معاً إلى دارها، فجاءت السيّدة خديجة لتنظر إلى النبي ( وسلم)، فلمّا دخل المجلس نهض أعمامه إجلالاً لـه وأجلسوه في أوساطهم، فلمّا استقرّ بهم المجلس قدّمت لهم الطعام فأكلوا ورحّبت بالنبي( وسلم)وقالت: أترضى أن تكون أميناً على أموالي تسير بها حيث شئت؟
قال: نعم رضيت.
ثم قال: اُريد الشام.
قالت: ذلك إليك.
ثمّ إنّ السيّدة خديجة خاطبت الرسول( وسلم)قائلة: تحسن أن تشدّ على الجمل وترفع عليه الأحمال؟
قال: نعم.
فقالت: يا ميسرة إيتني ببعير حتى أنظر كيف يشدّ عليه محمد؟
فخرج ميسرة وأتى ببعير قوي لم يجسر أحد من الرعاة أن يخرجه من بين الإبل لشدّة بأسه فأدناه ليركبه الرسول( وسلم)فهدر البعير واحمرّت عيناه.
فقال العباس لميسرة: ما كان عندك غير هذا البعير لتمتحن به ابن أخينا؟
فقال النبي ( وسلم): دعه يا عم، فلمّا سمع البعير حديثه برك على قدميه وأخذ يمرّغ وجهه على قدمي النبي( وسلم)ونطق بلسان فصيح وقال: من مثلي وقد لمس ظهري سيد المرسلين!.
فقلن النسوة اللاتي كن عند خديجة: ما هذا إلاّ سحر عظيم.
فقالت لهم السيّدة خديجة: ليس هذا سحراً وإنّما هو آيات بيّنات وكرامات ظاهرات.

خديجة تعتني بالرسول ( وسلم)
بعد أن تعاهدت السيّدة خديجة() مع أعمام النبي( وسلم)على أن تخوّله أموالها وتضع كل ما لديها تحت اختياره، عمدت (سلام الله عليها) إلى غلمانها وجعلت توصيهم به وتحثّهم على طاعته وخدمته طيلة سفرهم وحضرهم، الأمر الذي يدلّ على عظم معرفتها بقدر النبي ( وسلم).
فقد نقل المؤرخون أنه: لمّا خرج أولاد عبد المطّلب وأخذوا في أهبّة السفر التفتت السيّدة خديجة() إلى النبي( وسلم)وقالت: ألا تملك غير هذه الثياب؟ فليست هذه تليق للسفر.
فقال: لست أملك غيرها.
فبكت خديجة وقالت: عندي ما يصلح للسفر غير أنّهنّ طوال فانتظر حتى أقصرها لك.
فقبل( وسلم)بذلك وكان إذا لبس القصير يطول، وإذا لبس الطويل يقصر كأنه مفصّل عليه.
فأخرجت لـه ثوبين من قباطي مصر، وجبّة عدنية، وبردة يمنية، وعمامة عراقية، وخفّين من الأديم، وقضيب خيزران، فلبس النبي( وسلم)الثياب وخرج كأنه البدر في تمامه.
ثمّ إنّ السيدة خديجة() قالت للنبي ( وسلم): أعندك ما تركب عليه؟
قال: إذا تعبت ركبت أي بعير أردت.
فقالت: لا، كانت الأموال دونك.
ثم قالت لعبدها ميسرة: إيتني بناقتي الصهباء حتى يركبها، فأتى بها ميسرة وقد كانت لا يلحقها في سيرها تعب ولا يصيبها نصب.
ثم إنّها التفتت إلى غلاميها ميسرة وناصح وقالت لهما: اعلما أنّني قد أرسلت إليكما أميناً على أموالي وأنه سيد قريش فلا تخالفا أمره، فإن باع لا يمنع، وإن ترك لا يؤم، وليكن كلامكما لـه بلطف وأدب، ولا يعلو كلامكما على كلامه.
فقال ميسرة: والله يا سيدتي إنّ لمحمد عندي محبّة عظيمة قديمة والآن قد تضاعف لمحبّتك له.
ثم إنّ النبي( وسلم)ودّع السيّدة خديجة وركب راحلته وخرج وميسرة وناصح بين يديه.


خادمة العباس (ع)
تسألكم الدعاء


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc