اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ..
*** رحلة السيدة المعصومة الى ايران وحثها على تلاوة القرآن ***
أحبتنا الموالين ..
سأنقل لكم في هذه المشاركة نبذه قصيرة عن حياة المعصومة () أخت الرضا (صلوات الله عليه) ...
وذلك بمناسبة ذكرى مولدها الذي يصادف مثل هذه الأيام ..
تكبدت كريمة آل البيت فاطمة المعصومة مصاعب ومتاعب في هجرتها الى أخيها الامام علي الرضا صلوات الله عليه، فحملت نفسها في قافلة اخوتها نحو خراسان للقاء ذلك المولى العطوف، والولي الرؤوف... الذي عاشت عمرها المبارك في كنفه وقد غيب والدها الامام موسى الكاظم سلام الله عليه في غياهب المطامير والسجون...
فلما رحل أخوها الى مرو استبد بها الشوق اليه، وأقرح كبدها الفراق، فمضت اليه، و كانت الفاجعة بقتل اخوتها في شيراز على يد والي تلك المدينة، وتمزق الركب القاصد لزيارة الامام الرضا في الطريق...
فمضت هي في قافلة أخرى ضمت اثنين وعشرين علوياً من آل أبي طالب وفيهم بعض اخوتها، وهم:هارون، والفضل، وجعفر، وهادي، وقاسم... وبعض أولاد اخوتها.
وقد أرسل المأمون العباسي الى هذه القافلة من يداهمها، فقتل وشرد كل من فيها، وجرح هارون بن الامام الكاظم، ثم هجموا عليه في حملة أخرى فقتلوه. وكان ذلك نهايةً مفجعةً اليمةً لهذا الركب الرضوي من بني هاشم، ولم يكن منهم الا ان يبلغوا طوس حيث الامام علي بن موسى الرضا هناك.
وبذلك...
فقدت السيدة فاطمة المعصومة سائر اخوتها في الطريق، فألمت بها مصيبة كبرى قوضت قواها، وتحيرت في أمرها، ... واذا صح أن حمزة بن الامام الكاظم قد قتل في تلك المواجهة، فان المأمون يكون قد قتل سبعةً من أولاد الامام موسى الكاظم هناك، وهم اخوة السيدة فاطمة المعصومة، فيا لها من نكبة عظمى حلت بها.!!!
وتعظم تلك النكبة اذا لاحظنا بعض الروايات كالتي ذكرها الكاتب علي اكبر التشييد في كتابه (نهضة السادة العلويين)من أن السيدة فاطمة المعصومة هي الاخرى قد دس اليها السم في (ساوة) فاعتصرها الالم، ورفعت رأسها لتيمم الركب نحو المدينة الموعودة «قم».
اخوتنا الافاضل...
كتب جماعة من المؤرخين، ومنهم الشيخ حسن بن محمد القمي في (تاريخ قم)... أنه لما أخرج المأمون علي بن موسى الرضا من المدينة الى «مرو» بخراسان سنة مئة وتسع وتسعين، أو مئتين على بعض الاخبار، خرجت اخته خلفه سنة احدى ومئتين تطلبه، فلما وصلت الى ساوة حل بها من النكبات ما حل، فخارت قواها وضعفت عن مواصلة المسير الى خراسان، فسألت من بقي معها: كم بيننا وبين قم؟
فأجابوها: عشرة فراسخ. وكانت السيدة (فاطمة المعصومة سلام الله عليها) قد سمعت عن آبائها الاطهار احاديث عديدةً في فضائل هذه البلدة الطيبة وفضائل أهلها، مما جعلها تختارها للتوجه نحوها، والقاء رحلها فيها.
وكان خبر الركب الرضوي وفيه فاطمة المعصومة... قد وصل الى مدينة (قم)، فلما اتجهت نحوها، كان سرعان ما خرج أشراف البلدة لاستقبال القافلة المفجوعة، يتقدمهم الرجل الفاضل الجليل موسى بن خزرج الاشعري، وكان على رفعة منزلته ومقامه بين قومه، أن اخذ بزمام ناقة السيدة فاطمة المعصومة وقادها الى منزله، متشرفاً ان تكون ابنة رسول الله ضيفاً كريماً عنده، فدخلت على علتها، فبقيت هناك معززة، ولكن المصيبة ما زالت تعتصر فؤادها بعد أن يأست من الوصول الى اخيها علي الرضا سلام الله عليه، وبعد ان شاهدت الفاجعة الكبرى بقتل اخوتها الواحد بعد الآخر وقد تفرقت قافلتها وتمزقت بهجوم الحاقدين على آل بيت النبوة والرسالة.
لذا... تمكن المرض منها، فظلت طريحة الفراش تعاني شتى الآلام، ولعل أحدها كان السم الذي دس اليها ان صح الخبر في ذلك، وان كان حرمانها من الوصول الى اخيها قد أوجعها اشد مما يوجع السم صاحبه. وعلى أية حال ظلت هذه العلوية المكرمة تعاني، وتلفظ أنفاسها ببطء، .. هكذا سبعة عشر يوماً، حتى حل الاجل، فمضت الى رحمة الله تعالى وقد عم الحزن النفوس والاجواء، وانهالت لها العيون بمعصرات الدموع.
اخوتنا المؤمنين الأعزة...
ذكر بعض المؤرخين... ونقل عنهم العلامة المجلسي في كتابه الشهير «بحار الانوار» عن الحسين بن علي بن بابويه، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، أنه لما توفيت فاطمة المعصومة رضي الله عنها، وغسلتها النساء العلويات وكفنتها، ذهبوا بها الى بابلان ووضعوها على سرداب حفروه لها، فاختلف آل سعد بينهم في من يدخل السرداب ويدفن هذه العلوية الطاهرة، فينال بذلك شرفاً وكرامة، واخيراً اتفقوا على خادم لهم وهو شيخ كبير صالح يقال له «عبد القادر»، فلما بعثوا اليه لم يلبثوا أن رأوا راكبين مسرعين ملثمين قدما من جانب الرملة، حتى اذا اقتربا من الجنازة نزلا فصليا عليها، ثم دخلا السرداب وأخذا الجنازة فدفناها، وخرجا ثم ركبا وذهبا، والناس واقفون لا يقولون شيئاً، ولم يعلم أحد من كان ذلك الرجلان.
فسلام الله عليها بعد حياة طيبة قضتها في الطاعات، وصلوات الله عليها وافدة علي ربها مكللةً بالتجليل والاكرام... بعد أحزان وآلام...
احباءنا ..
رزقنا الله واياكم زيارتها في الدنيا وشفاعتها في الآخر موعدنا معكم في الجزء الثاني ان شاءالله.