[موالية صاحب البيعة]

بسم الله الرحمن الرحيم

أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين

مشهد دراماتيكي لبناني ..ولا جديد على خط التأليف الحكومي



مشهد دراماتيكي تعيشه الساحة اللبنانية فلم يعد التركيز وحده على عملية تشكيل الحكومة بل على امكان المحافظة على الهدنة السياسية لمنع اهتزاز الأمن، خاصة أن هناك متضررين من السياق الأخير للداخل اللبناني ومن الوضع الاقليمي، من دون اغفال ما يجري على مقربة من الجنوب اللبناني من مناورات أميركية اسرائيلية غير مسبوقة، أعادت طرح المخاوف من مغامرة قد تقدم عليها الحكومة الاسرائيلية لحرف الأنظار عن انسداد كل المخارج والمقترحات التي قدمتها الادارة الأميركية خاصة على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي.

وفي خضم السجال الداخلي حول عملية تشكيل الحكومة الحكومة، أن مواقف عدة خارجية تقاطعت كلها على الدعوة الى تأليف الحكومة اللبنانية بأسرع وقت ممكن وأبرزها للرئيس السوري بشار الأسد، الذي قال خلال مؤتمر صحافي مشترك، أمس، مع رئيسة فنلندا تاريا هالونين في دمشق، "أكدت وجهة نظر سوريا بضرورة الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعيد الوضع في لبنان إلى حالته الطبيعية وإلى دوره الطبيعي بعد سنوات من الاضطراب والانقسام".

لم يطرأ أي مؤشر إيجابي على صعيد المشاورات حول التأليف الحكومي، لا بل رسمت المعارضة اللبنانية، خاصة بعد الموقف السياسي الأخير للعماد ميشال عون ومن ثم زيارة وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الى بلدة الطيري في قضاء بنت جبيل، سقفا سياسيا صارت العودة عنه صعبة .

ولا يبدو أن ردة فعل العماد ميشال عون العلنية جاءت من الفراغ، وقالت مصادر قيادية بارزة في المعارضة لـصحيفة السفير اللبنانية إن عون "فوجئ بعد الاجتماعين الأخيرين بينه وبين الرئيس المكلف بتسريب مناخات مختلفة حول النتائج الى رئيس الجمهورية وأيضا الى حلفائه، حزب الله والرئيس نبيه بري وتيار المردة والطاشناق وغيرهم، وشعر في مكان ما بأن هناك من يحاول أن يوقع بين أطراف المعارضة، ولذلك قرر أن يقول في مؤتمره الصحافي الأخير ما يردده في الجلسات المغلقة مع الرئيس المكلف، حتى لا يقع الالتباس في ذهن أحد، أو أن يبادر البعض مثل سمير جعجع الى الاستثمار في الشارع المسيحي، وهو الأمر الذي اضطر عون أيضا للقول "فليفرط غيري بحقوق المسيحيين"!

الاغراق بالتفاؤل والذي حذر منه العماد ميشال عون أجدى نفعاً بكشفه انتهاء صلاحية حبوب المهدئات السياسية التي لطالما اعطانا اياها معظم من يتعاطى الشأن السياسي.

ومن العوامل المؤثرة لانجلاء صورة الوضع السياسي في لبنان, كلام جعجع الذي لا يوفر فرصة للرجوع الى نقطة الصفر لا بل الا مرحلة الـ " لا هدنة"فرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع يحاول أن يخاطب الجمهور المسيحي عبر القول إن " الأمر لي" وعلى هذه القاعدة، " لن تكون حقيبة الاتصالات من نصيب حزب الله وحلفائه " وفق تعبيره وأن الأمور ليست مفتوحة، بل بمقدور الأكثرية أن تشكل حكومة بمعزل عن عون وحلفائه.

هنا نلتمس انسداد الافق السياسي بعد ان عادت نغمة الحكومة ذات اللون الواحد غير الموحد,غير أن جعجع لم يحاول أن يدقق أكثر في مواقفه، وخاصة لجهة الاعتقاد أن فريقه ما زال يملك الأكثرية، فالنائب وليد جنبلاط، أعاد التأكيد أمام رئيس الجمهورية ميشال سليمان وأمام بعض من التقاه في الساعات الأخيرة أنه لن يغطي أية حكومة من لون واحد وهو متمسك بالصيغة (15+10+5) وبالتفاهم السعودي ـ السوري مدخلا للتفاهم اللبناني اللبناني كما باتفاق الطائف واتفاقية الهدنة، محذرا من وجود أربع قوى خارجية وداخلية تسعى لمنع تأليف الحكومة وعرقلة التفاهم بين دمشق والرياض.

والتقى تحذير جنبلاط مع تحذير مواز أطلقه رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي حذر من تقاطع مصالح بين قوى خارجية وداخلية تسعى الى التعطيل، متوقفا في الوقت نفسه، عند أبعاد زيارة الرئيس المكلف الى معراب بعد فترة قصيرة من كلام سمير جعجع التصعيدي ما اوصل الامور الى ما وصلنا اليه اليوم.

موقع المنار