المدير العام
|
|
|
|
الدولة : لبنان الجنوب الابي المقاوم
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
احاديث مباركة ..الحارثة..عناية الله بالمؤمنين .. حديث كُميل
بتاريخ : 29-Oct-2009 الساعة : 06:58 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

حديث الحارثة
وبالأسانيد الصحيحة عن إسحاق بن عمّار قال: سمعت الإمام الهمام, أبا عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق ـ صلوات اللّه وسلامه عليهما ـ يقول: (إنّّ رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ صلّى بالنّاس الصبح فنظر إلى شابّّ في المسجد, وهو يخفق ويهوي برأسه, مصفّرا لونه, قد نحف جسمه وغارت عيناه في رأسه.
فقال له رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ: كيف أصبحت يا فلان؟,
فقال: أصبحت يا رسول اللّه موقنا,
فعجب رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ من قوله, وقال: إنّ لكلّ شيء حقيقة, فما حقيقة يقينك؟
فقال: إنّ يقيني يا رسول اللّه, هو الّذي أحزنني, وأسهر ليلي وأظمأ هواجري, فعزفت نفسي عن الدنيا ومافيها, حتّى كأنّي أنظر إلى عرش ربّي وقد نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم, وكأنّي أنظر إلى أهل الجنّة يتنعّمون في الجنّة ويتعارفون على الأرائك يتّكئون, وكأنّي أنظر إلى أهل النّار وهم فيها معذّبون مصطرخون, وكأنّي الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي.
فقال رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ: هذا عبدٌ نوّر اللّه قلبه بالإيمان.
ثمّ قال له ـ صلى الله عليه و آله ـ: الزم ما أنت عليه,
فقال الشابّ: ادع اللّه لي يا رسول اللّه أن ارزق الشهادة معك,
فدعا له رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النّبيّ ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ, فاستشهد بعد تسعة نفر, وكان هو العاشر).1
ورواه البرقيّ في الصحيح, عن هشام بن سالم, عن أبي عبداللّه ـ صلوات اللّه عليه ـ, وروي في الصحيح عن ليث المراديّ عنه ـ سلام اللّه عليه ـ, ورواه العامة في صحاحهم أيضا.
1. الشابّ الذي ورد في الحديث هو (حارثة بن مالك بن نعمان أنصاري) وقد اشتهر الحديث بالحديث الحارثة, انظر:الكافي,ج2,ص53; بحارالأنوار,ج70,ص159 و 174ـ 179( نقلا عن المحاسن للبرقي).
************************************************** ************
عناية اللّه بالمؤمنين
في الصحيح عن أبي عبيدة الحذّاء, عن الإمام أبي جعفر محمّد بن علي باقر علوم الأنبياء والمرسلين ـ صلوات اللّه وسلامه عليهما ـ قال: قال رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ: قال اللّه ـ عزّ وجلّ ـ (إنّ من عبادي المؤمنين عبادا لايصلح لهم أمر دينهم إلاّ بالغنى والسّعة وصحّة البدن, فأبلوهم بالغنى والسعة و صحة البدن فيصلح عليه أمر دينهم.
وإنّ من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلاّ بالفاقة والمسكنة والسّقم في أبدانهم, فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسّقم فيصلح عليه أمر دينهم, وأنا أعلم بما يصلح عليه أمر دين عبادي المؤمنين.
وإنّ من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيتهجّد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي, فأضربه بال الليلة واللّيلتين نظرا منّي له وإبقاء عليه, وينام حتّى يصبح فيقوم وهو ماقت لنفسه زار عليها, ولو أخلّي بينه وبين ما يريد من عبادتي, لدخله العجب من ذلك, فيصيّره العجب إلى الفتنة بأعماله, فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه, حتّى يظنّ أنّه قد فاق العابدين وجاز في عبادته حدّ التقصير, فيتباعد منّي عند ذلك, وهو يظنّ أنّه يتقرّب إليّ.
فلا يتّكل العاملون على أعمالهم الّتي يعملونها لثوابي, فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم وأعمارهم في عبادتي كانوا مقصّرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي, والنعيم في جنّاتي ورفيع درجات العلى في جواري.
ولكن برحمتي فليثقوا, وبفضلي فليفرحوا, وإلى حسن الظّنّ بي فليطمئنّوا, فإنّ رحمتي عند ذلك تداركهم, ومني يبلّغهم رضواني, ومغفرتي تلبسهم عفوي, فإني أنا اللّه الرحمن الرحيم وبذلك تسمّيت).1
1 . الكافي,ج2,ص60; بحارالأنوار,ج72/327
************************************************** *************
حديث كميل
وبالأسانيد المتواترة عن السّيد الأعظم رضيّ الدّين رضي اللّه تعالى عنه, عن كميل بن زياد النخعيّ صاحب أسرار أميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ قال كميل: أخذ بيدى أميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ فأخرجني إلى الجبّان, فلمّا أصحر تنفّس الصّعدآء ثم قال(يا كميل, إنّ هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها, فاحفظ عنّي ما أقول لك:
النّاس ثلاثة: عالم ربانيّ, ومتعلّم على سبيل نجاة, وهمج رعاع أتباع كل ناهق يميلون مع كل ريح, لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.
يا كميل, العلم خيرٌ من المال, العلم يحرسك وأنت تحرس المال, والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق, وصنيع المال يزول بزوا له.
ييا كميل بن زياد, معرفة العلم دين يدان به, يكسب الإنسان الطاعة في حياته وجميل الاحدوثة بعد وفاته, والعلم الحاكم والمال محكومٌعليه.
ييا كميل بن زياد, هلك خزّان الأموال وهم أحياء, والعلماء باقون ما بقي الدّهر, أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة. ها إنّ ها هنا لعلما جمّا (وأشار إلى صدره) لو أصبت له حملة! بلى أصيب لقنا غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا, ومستظهرا بنعم اللّه على عباده وبحججه على أوليائه, أو منقادا لحملة الحقّ لابصيرة له في أحنائه, ينقدح الشك في قلبه لأوّل عارض من شبهة. ألا لاذا ولاذاك!. أو منهوما باللذّة سلس القياد للشهوة, أو مغرما بالجمع والادّخار, وليسا من دعاة الدّين في شيء, أقرب شيء شبها بهما الأنعام السائمة, كذلك يموت العلم بموت حامليه: اللّهمّ بلى, لاتخلوا أرض من قائم بحجّة إمّا ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا, لئلاّ تبطل حجج اللّه وبيّناته, وكم ذا وأين أولئك؟ أولئك واللّه الأقلّون عددا والأعظمون قدرا, بهم يحفظ اللّه حججه وبيّناته, حتّى يودعوها نظراءهم, ويزرعوها في قلوب أشباههم, هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة, وباشروا أرواح اليقين, واستلانوا ما استوعره المترفون, وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون, وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى, أولئك خلفآء اللّه في أرضه, والدعاة إلى دينه,آه آه شوقا إلى رؤيتهم, انصرف يا كميل إذا شئت).1
ورواه الصّدوق بطرق كثيرة, بل هو من المتواترات, عند الخاصّة والعامّة, مع قطع النّظر عن متنه الفصيح,ومعناه الصريح; الذي لايصدر إلاّ من معدن الرسالة والخلافة.
1. نهج البلاغة, الحكمة147
|