اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
[size="5"]قسّمَ العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه رسالته في الإعتقادات إلى بابين، الباب الأول تعلَّقَ بإصول العقائد... والباب الثاني تعلّقَ بكيفية العمل، وهنا أذكر مقطعاً من بداية الباب الثاني، على أن يلحقه مقاطع اخرى من نفس الباب آملاً أن ينتفع به الموالون، فيكون في ميزان يوم لاينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.........يقول رضوان تعالى عليه: " الباب الثاني فيما يتعلق بكيفية العمل.. قد علمتَ يا خليلي ما أثبتّناه أولاً من لزوم متابعة أهل بيت العصمة سلام الله عليهم في أقوالهم وأفعالهم والتدبر في أخبارهم، إذ ما من حكمةٍ من الحكم الآلّهيّة إلا وهي متصرحة مشروحة لمن أتاها بقلبٍ سليم وعقلٍ مستقيم لم يُعوّجَ عقله بسلوك طرق الضّلال والعمى ولم يأنس فهمه بأطوار أهل الزيغ والردى .. وطريق الوصول إلى النجاة والفوز بالسعادات ظاهرة بينة، وقد قال الله تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} ومحال أن يخلف الله وعده إذا أتى من الأبواب التي أمرَ الله تعالى أن يؤتى منها .. فالذي يجب اوّلاً للسالك إلى الله أن يُصححَ نيته، لأن مادر الأعمال في قبولها.. وكمالها على مراتب النّيات ولا يتأتى ذلك إلا بالتوسّل التام بجنابه تعالى والاستعادة من شر الشياطين وغلبة الأهواء ثم يتفكر في عظم هذا المقصد الاقصى ويتفكر في أنه بعد ذهابه عن هذه النشأة لايتأتى له الرجوع إليها لتداركَ ما فات منه، ويحذر عن الحسرة العظمى والمصيبة الكبرى، ثم يتفكر في فناء هذه الدنيا وتقلّب احوالها أو عدم الإعتماد عليها وعلى عزّها وفخرها . وليرجع في أثناء هذه التفكّرات إلى ما وردَّ عن ائمّة الهدى -- في ذلك، لا إلى كلام غيرهم . لأن لها -لصدورها عن منابع الوحي والإلهام- تأثيراً غريباً ليس لكلام غيرهم ، وإن كان المضمون واحد.. وأيضاً كلام غيرهم -كالغزّالي، وأبي طالب المكي، وأضرابهما- مشتمل على حقٍ وباطل، وإنهم يسوّلون باطلهم في أثناء ذكر الحق في نظر الناظرين إلى كلامهم ، ليدخلوهم في حبائلهم ومصائدهم. ..ثم أعلم أن النية.....الخ
[في المقطع الثاني يتعرض المجلسي رضوان الله تعالى عليه إلى النيه وتفسير قوله تعالى قل كلٌ يعمل على شاكلته.......فانتظر][/size]