اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
تَمْتَدُّ الغيبةالصغرى مِن ولادته إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته بوفاة آخر السُفرَاءالأربعة علي بن محمد السمري عام ( 329 هـ ) .
ففي هذه الفترة كانالسُفَرَاء يرونه وربما رآه غيرهم ، ويصِلُون إلى خدمته ، وتخرج على أيديهمتوقيعات منه إلى شيعته في أمورٍ شَتَّى .
انتهاء الغيبة الصغرى :
كان الناس خلال الغيبة الصغرى للإمام المهدي ( ) يأخذون الأحكام الشرعية عن طريق سفرائه الأربع ، وهم : عثمان بن سعيد ، محمَّد بن عثمان ، الحسين بن روح ، علي بن محمَّد السمري ، وقد انتهت الغيبة الصغرى بوفاة السفير الرابع عام 329 هـ .
ابتداء الغيبة الكبرى :
بعد وفاة السفير الرابع للإمام المهدي ( ) ابتدأت الغيبة الكبرى للإمام ( ) في الرابع من شوال 329 هـ .
نوّاب الإمام المهدي ( ) في الغيبة الكبرى :
جاء في أحد التوقيعات التي وصلتنا عن الإمام المهدي ( ) : ( أمَّا الحَوَادِث الواقِعَة ، فَارجعُوا فِيهَا إلَى رُوَاةِ الحَديثِ ، فَإنَّهُم حُجَّتِي عَلَيْكُم ، وأنَا حُجَّةُ اللهِ عَلَيْهِم ) .
وبناءً على ذلك فكل فقيه يحمل تلك الصفات فهو نائب للإمام المهدي ( ) ، ترجع إليه الناس في جميع أحكامها الفقهية ، واشكالاتها الشرعية .
أسباب الغيبة : نذكر منها ما يلي :
إنّ غيبة الإمام المنتظر ( ) كانت ضرورية لابدّ للإمام منها ، نذكر لك بعض الأسباب التي حتمت غيابه ( ) :
1ـ الخوف عليه من العباسيين :
لقد أمعن العباسيون منذ حكمهم ، وتولّيهم لزمام السلطة في ظلم العلويين وإرهاقهم ، فصبّوا عليهم وابلاً من العذاب الأليم ، وقتلوهم تحت كُلّ حجرٍ ومدرٍ ، ولم يرعوا أيّة حرمة لرسول الله ( ) في عترته وبنيه ، ففرض الإقامة الجبرية على الإمام علي الهادي ، ونجله الإمام الحسن العسكري ( عليهما السلام ) في سامراء ، وإحاطتهما بقوى مكثّفة من الأمن ـ رجالاً ونساءً ـ هي لأجل التعرّف على ولادة الإمام المنتظر ( ) لإلقاء القبض عليه ، وتصفيته جسدياً ، فقد أرعبتهم وملأت قلوبهم فزعاً ما تواترت به الأخبار عن النبيّ ( ) ، وعن أوصيائه الأئمّة الطاهرين : أنّ الإمام المنتظر هو آخر خلفاء رسول الله ( ) ، وأنّه هو الذي يقيم العدل ، وينشر الحقّ ، ويشيع الأمن والرخاء بين الناس ، وهو الذي يقضي على جميع أنواع الظلم ، ويزيل حكم الظالمين ، فلذا فرضوا الرقابة على أبيه وجدّه ، وبعد وفاة أبيه الحسن العسكري أحاطوا بدار الإمام ( ) ، وألقوا القبض على بعض نساء الإمام الذين يظنّ أو يشتبه في حملهن .
فهذا هو السبب الرئيسي في اختفاء الإمام ( ) ، وعدم ظهوره للناس ، فعن زرارة قال : سمعت أبا جعفر ( ) يقول : « إنّ للقائم غيبة قبل ظهوره » ، قلت : ولَمِ ؟ فقال ( ) : « يخاف » ، وأومئ بيده إلى بطنه ، قال رزارة : يعني القتل (1) .
ويقول الشيخ الطوسي : « لا علّة تمنع من ظهوره ( ) إلاّ خوفه على نفسه من القتل ، لأنّه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار » (2) .
2ـ الامتحان والاختبار :
وثمّة سبب آخر علّل به غيبة الإمام ( ) ، وهو امتحان العباد واختبارهم ، وتمحيصهم ، فقد ورد عن الإمام الصادق ( ) أنّه قال : « أمّا والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم ، ولتمحصن حتّى يقال : مات أو هلك ، بأيّ وادٍ سلك ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ، فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه » (3) .
ولقد جرت سنّة الله تعالى في عباده امتحانهم ، وابتلاءهم ليجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون ، قال تعالى : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (4) ، وقال تعالى : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ ) (5) .
وغيبة الإمام ( ) من موارد الامتحان ، فلا يؤمن بها إلاّ من خلص إيمانه ، وصفت نفسه ، وصدّق بما جاء عن رسول الله ( ) والأئمّة الهداة المهديين من حجبه عن الناس ، وغيبته مدّة غير محدّدة ، أو أنّ ظهوره بيد الله تعالى ، وليس لأحدٍ من الخلق رأي في ذلك ، وإن مثله كمثل الساعة فإنّها آتية لا ريب فيها .
3ـ الغيبة من أسرار الله تعالى :
وعُلّلت غيبة الإمام المنتظر ( ) بأنّها من أسرار الله تعالى ، التي لم يطّلع عليها أحد من الخلق ، فقد ورد عن النبيّ ( ) أنّه قال : « إنّما مثله كمثل الساعة ، ثقلت في السماوات والأرض ، لا تأتيكم إلاّ بغتة » (6) .
4ـ عدم بيعته لظالم :
ومن الأسباب التي ذكرت لاختفاء الإمام ( ) أن لا تكون في عنقه بيعة لظالم ، فعن علي بن الحسن بن علي بن فضّال عن أبيه ، عن الإمام الرضا ( ) أنّه قال : « كأنّي بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه » ، قلت له : ولم ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال ( ) : « لأنّ إمامهم يغيب عنهم » ، فقلت : ولِمَ ؟ قال : « لئلا يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف » (7) .
وأعلن الإمام المهدي ( ) ذلك بقوله : « إنّه لم يكن لأحد من آبائي ( ) إلاّ وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ، ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي » (8) .
هذه بعض الأسباب التي علّلت بها غيبة الإمام المنتظر ( ) ، وأكبر الظنّ أنّ الله تعالى قد أخفى ظهور وليّه المصلح العظيم لأسباب أُخرى أيضاً لا نعلمها إلاّ بعد ظهوره ( ) .
آداب الغيبة : نذكر منها ما يلي :
1ـ انتظار فرجه ( ) وظهوره ، فقد ورد عن رسول الله ( ) أنّه قال : « أفضل أعمال أُمّتي انتظار الفرج » (9) .
2ـ الدعاء له ( ) بتعجيل فرجه ، فقد ورد من الناحية المقدّسة على يد محمّد بن عثمان في آخر توقيعاته ( ) : « وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنّ ذلك فرجكم » (10) .
3ـ معرفة صفاته ( ) ، وآدابه ، والمحتومات من علائم ظهوره .
4ـ مراعاة الأدب عند ذكره ( ) ، بأن لا يذكره إلاّ بألقابه الشريفة : كالحجّة والقائم ، والمهدي ، وصاحب الزمان ، وصاحب الأمر ، وغيرها ، وترك التصريح باسمه الشريف ، وهو اسم رسول الله ( ) ، وتكملة ذكره ( ) بقول : ( ) ، أو ( عجّل الله تعالى فرجه ) ، والقيام عند ذكر لقبه « القائم » .
5ـ إظهار محبّته ( ) وتحبيبه إلى الناس .
6ـ إظهار الشوق إلى لقائه ( ) ورؤيته ، والبكاء والإبكاء والتباكي والحزن على فراقه .
7ـ الدعاء والطلب من الله تعالى أن نكون من جنوده وأنصاره واتباعه ، ومن المقاتلين بين يديه ، وأن يرزقنا الشهادة في دولته .
8ـ التصدّق عنه ( ) بقصد سلامته .
9ـ إقامة مجالس يذكر فيها فضائله ( ) ومناقبه ، أو بذل المال في إقامتها ، والحضور في هكذا مجالس ، والسعي في ذكر فضائله ونشرها .
10ـ إنشاء الشعر وإنشاده في مدحه ( ) ، أو بذل المال في ذلك .
11ـ إهداء ثواب الأعمال العبادية المستحبّة له ( ) ، كالحجّ والطواف عنه ( ) ، والصوم والصلاة ، وزيارة المشاهد المعصومين ( ) ، أو بذل المال لنائب ينوب عنه في أداء تلك الأعمال .
12ـ زيارته ( ) وتجديد البيعة له ( ) بعد كلّ فريضة من الفرائض اليومية ، أو في كلّ يوم جمعة بما ورد عن الأئمّة ( ) في ذلك .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه
في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحفظا وقائدا
وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك
طوعا وتمتعه فيها طويلا
برحمتك يا أرحم
الراحمين
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليك ياداعي الله وربانيّ آياته
السلام عليك ياباب الله وديان دينه
السلام عليك ياخليفة الله وناصر حقه
السلام ياحجة الله ودليل ارادته
السلام عليك ياتالي كتاب الله وترجمانه
السلام عليك في آناء ليلك واطراف نهارك
السلام عليك يايقية الله في أرضه