مشرف سابق
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صدّيقة
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بتاريخ : 26-Oct-2009 الساعة : 04:09 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم من الجن والانس من الاولين والاخرين
تتمة للموضوع وان شاء الله مامليتوا اعزائي...
ج-البصر والسمع:
قال عليه السلام : (فجعل الحواس خمسا لكيلا يفوتها شيء من المحسوسات فخلق البصر ليدرك الالون , فلو كانت الالوان ولم يكن بصر يدركها لم يكن فيها منفعة , وخلق السمع ليدرك الاصوات فلو كانت الاصوات ولم يكن سمع يدركها لم يكن فيها الاب وكذلك سائر الحواس , ثم يرجع هذا متكافئا , فلو كان بصر ولم تكن الالون لما كان للبصر معنى , ولو كان سمع ولم تكن الاصوات لم تكن الاصوات لم يكن للسمع موضع فانظر كيف قدر بعضها يلقى بعضا , فجعل لكل حاسة محسوسا يعمل فيه , ولكل محسوس حاسة تدركه ..)
وحكى هذا المقطع من كلام الامام عليه السلام ان الله تعالى خلق في جسم الانسان الحواس الخمس لكيلا يفوتها شيء من الحسوسات , وذكر الامام عليه السلام بعض تلك الحواس وهي السمع والبصر , فخلق البصر ليدرك به وجود الالوان منفعة , وكذلك لو كانت اصوات مخلوقة ولم يكن هناك سمع لما كان في وجودها أية فائدة , فسبحان الخالق العظيم الذي أبدع خلق الاشياء .
أما كيفية رؤية العين للالوان , وكيفية سماع الاذان للأصوات فقد عرضت لها كتب الطب الحديثة .
د-الضياء والهواء:
وتحدث الامام عليه السلام عن دور الضياء في الرؤية , ودور الهواء في السمع قال عليه السلام : (ومع هذا فقد جعلت أشياء متوسطة بين الحواس والمحسزسات لاتتم الحواس الابها -كمثل الضياء والهواء- فانه لو لم يكن ضياء يظهر اللون للبصر , لم يكن البصر يدرك اللون , ولو لم يكن هواء يؤدي الصوت الى السمع لم يكن السمع يدرك الصوت , فهل يخفى على من صح نظره , وأعمل فكرة أن هذا الذي وصفت من تهيئة الحواس , والحسوسات بعضها يلقي بعضا , وتهيئة أشياء أخرى بها تتم الحواس لايكون الابعمد وتقدير عن لطيف خبير ..).
وهذا المقطع من متممات الكلام السابق , وهو ان البصر والسمع لا يؤديان وظيفتهما ما لم يتوسط بينهما أشياء اخرى , فالمرئيات لاترى مالم يشع ضوء خارج عنها كضوء الشمس او ضوء القمر أو شعاع المصباح , وغيرها فان هذه الاشعة المنعكسة من أي مرئي كان تدخل في العين من القرنية الشفافة , وتمر بالحدقة (البؤبؤ) ثم تسقط على الشبكية , وترسم عليها صورة المرئي , فاذن لارؤية الا بواسطة الضياء.
وكذلك بالنسبة الى السمع فان بين منبع الصوت والاذن توجد -على الاكثر- مسافة , وهذه المسافة مليئة بالمتوجات الهوائية, ولولاها لما امكن السمع .
هـ-نعمة السمع والبصر:
وتحدث الامام عليه السلام عن النعمة الكبرى التي أنعم الله بها على الانسان في سمعه وبصره , وسوء حال من فقدهما قال عليه السلام : (فكر يامفضل فيمن عدم البصر من الناس , وما يناله من الخلل في أموره , فانه لايعرف موضع قدميه , ولايبصر مابين يديه , فلا يفرق بين الالوان , وبين المنظر الحسن والقبيح , ولايرى حفرة ان هجم عليها , ولا عدوا ان أهوى عليه بالسيف , ولايكون له سبيل الى أن يعمل شيئا من هذه الصناعات مثل الكتابة والصياغة , حتى انه لولا نفاذ ذهنه لكان بمنزلة الحجر الملقى , وكذلك من عدم السمع يختل في أمور كثيرة فانه يفقد , روح المخاطبة والمحاورة , ويعدم لذة الاصوات واللحون المشجية والمطربة , وتعظم المؤونة على الناس في محاورته حتى يتبرموا به , لايسمع شيئا من أخبار الناس وأحاديثهم حتى يكون كالغائب وهو شاهد , وكالميت وهو حي ..
وبديهي أن هذه الحال مما يكدر الحياة , ويجعلها جحيما على عدم السمع فيا لها نعمة عظيمة جليلة , لايعرف قيمتها الا فاقدها , ولايدرك ضرورتها الا من حرمها , وسبحان واهبها من منعم متفضل ).
ان فقدان احدى هاتين النعمتين موجب لاختلال الانسان , وفقدان التوازن في حياته , فانه يصبح شبحا مبهما لا يعرف قيمة الحياة ففاقد البصر لايدرك مابين يديه , ولاميفرق بين الالوان والاشكال , ولايرى الحفرة في طريقه , ولايستطيع
ان يدفع عدوا له , ولايمكنه أن يعمل شيئا من ضروريات حياته كالصناعة والكتابة والتجارة , فهو كالحجر الاصم الملقى على الارض .
وكذلك فاقد السمع فانه يفقد لذة المخاطبة والمحادثة مع الناس , وكذلك يفقد العلم , ومايحتاج اليه من الصناعات التي تتوقف على الكلام ... فما اعظم نعم الله على الانسان في التكرم عليه بهاتين النعمتين.
وللموضوع تتمه ....
اسالكم الدعاء
|